هل خيرات الأرض محدودة؟

هل خيرات الأرض محدودة ؟

الشيخ محمدالغزالى

 

الإيمان بالغيب ليس معناه القصور أو الغباوة في عالم الشهادة ! ، فأنا أحترم المنطق المادي ولكني في الوقت نفسه، أعلم أن الله علي كل شيء قدير، وأن خالق الأسباب لا تحكمه هذه الأسباب وأن زمام الأمور يستحيل أن يفلت من يد الله، بل إن ما يقع في عالم المادة لو حكيناه لجنس آخر من المخلوقات لاستغربه وأنكره كيف تكون الحبه الواحدة سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ؟.

كيف يتحول السبخ إلي قطن للكسوة وأرز للمعدة وتفاح للمتعة وزهر للشم ؟!.

كيف يتحول ما نطعمه إلي لحم وعظم وجلد وشعر ودم وأظافر وطاقة ونماء ؟!.

كيف بارك الله في هذه الأرض فآوتنا أحياء ووارتنا أمواتا، ثم منها النشور ؟!.

إن الكافرين بالله أقرب إلي الدواب حين ينكرون منطق الإيمان ويتندرون بالمؤمنين ! ، وقد سمعتهم يتساءلون : كيف يطعم الله الزيادة المطردة في السكان فقلت :

كما يطعم الأصل يطعم الفرع !..

قالوا : إن خيرات الأرض محدودة !..

قلت : بل أفكاركم أنتم محدودة، ولو فكرتم ونشطتم لوسعت الأرض أضعافكم عددا !..

الذي ظهر لي بعد طول تأمل أن الإيمان مريض مرضآ عضالآ . عندما أوصي " تشرشل " أن يحرق بعد موته، قلت في نفسي : هل هذا سلوك رجل يؤمن بالمسيح ؟.

لقد عاش ومات ما يخطر الله بفكره ! ..

وقرأت كلامآ للأمير " فيليب " زوج ملكة إنجلترا يقول فيه : " إنك لا تستطيع إدامة قطيع من الغنم بأكثر مما تستطيع إطعامه، إن المحافظة علي البيئة تستدعي المحافظة علي توازن الأجناس، وكل فدان من الأرض يستصلح للزراعة يعني نقصان فدان تحرم منه الحيوانات البرية " ..

ماذا يريد الأمير أن يقول ؟.

يريد أن يقول إن إبادة الأجناس الأدني شرط لبقاء الأجناس الأعلي وهذا معني قوله : " لو كتب لي أن أولد مرة أخري فإني أتمني أن أعود علي شكل " فيروس " قاتل كي أسهم

في حل مشكلة زيادة السكان " !! ..

والمعروف أن الأمير " فيليب " يؤمن بنحلة هندية تعظم الطبيعة وتقدس الحيوانات وتطلق علي الأرض الإلهة " جايا "

إن علاقته بالنصرانية كعلاقة " تشرشل " بها ..

والواقع أن نفرآ من علماء الإقتصاد والفلسفة يحملون أسماء مسيحية، ولا يرون أن للعالم خالقآ إسمه " الله " !! ..

والمقلق أن عددآ من المقلدين العميان يسيرون وراءهم في بلادنا، ويحرجهم أشد الإحراج أن نحدثهم عن المعاملات الإسلامية، وأصول الإجتماع والإقتصاد والتربية والتشريع التي يحفل بها الإسلام ويموج بها تراثه الضخم ! ..

إنك تناديهم من مكان بعيد، إنهم يعيشون بيننا ولكن قلوبهم في الغرب الإستعماري ..