الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو الى التضرع إلى الله تعالى، والصلاة والصدقات لأجل رفع هذا الوباء عن العالم
ويطالب الحكومات بإطلاق السجناء ورفع المظالم عن البلاد والعباد.
ويدعو العلماء والدعاة إلى تعويض دور المساجد المغلقة بكل الوسائل والأشكال الممكنة
في ظل انتشار وباء كورونا عبر العالم أجمع، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو عامة المسلمين إلى ما يأتي :
1 - التضرع إلى الله تعالى تطبيقاً لقوله تعالى (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الانعام :( 43)، وذلك بتخصيص ثلث الليل، وساعة الاستجابة يوم الجمعة، وغيرها من سائر الأوقات، للدعاء برفع البلاء عن الناس أجمعين.
والتضرع لا ينحصر في الدعاء والتوبة إلى الله تعالى فقط، بل يشمل التضرع بالتقرب بالأعمال الصالحات وترك المعاصي والمنكرات، والتصدق بما يمكنه، ومساعدة المحتاجين، ورفع المظالم عنهم، والاستغفار الدائم. قال تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الانفال: (33)، كما أن الله تعالى هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ووعد باستجابة الدعاء لمن يستجيب لله تعالى بالعمل الصالح ونفع الناس، فقال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر(60)، وقال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة :(186)،وقال تعالى ( فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
2- المسارعة في الخيرات والصدقات والزكاة، بل ندعو إلى تعجيل الزكاة، حيث اجتمع على بعض الفقراء المرض، وعدم العمل، ومن المعلوم أن الصدقات تدفع البلاء والعذاب بإذن الله تعالى.
3- غرس الثقة في النفوس مع السكينة والاطمئنان بعيداً عن القلق والاضطراب، والهلع في الشراء، مع الأخذ بجميع الأسباب- كما أكدنا في بياناتنا السابقة.
4- ومن أعظم وسائل ذلك ذكر الله تعالى الدائم فقال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: (28)
5- يطالب الاتحاد بقوة جميع الحكومات بإطلاق سراح جميع السجناء المظلومين، وغيرهم من المعرضين للوباء في سجونهم، ورفع الظلم والفساد عن البلاد والعباد، حيث إن من سنة الله القاضية أن الظلم سبب لهلاك الأمم، فقال تعالى (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) الانعام (47)، وقال تعالى (وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا) الكهف: (59)
6- يدعو الاتحاد كافة العلماء والدعاة إلى مضاعفة جهودهم - وبكل السبل والوسائل الممكنة - لملء الفراغ التعليمي والدعوي، الناجم عن الإغلاق الاضطراري لكثير من المساجد عبر العالم، وذلك مثل العمل من خلال وسائل الإعلام، وعبر المواقع والصحافة الإلكترونية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.. راجين أن يتم فتح كافة المساجد المغلقة في أقرب الفرص الممكنة بإذن الله تعالى.
7- يؤكد الاتحاد فتاواه السابقة ووجوب الالتزام بالقرارات التي تصدرها الجهات الصحية في كل بلد، وضرورة التعاون معها.
وفي الختام نتضرع الى الله تعالى برفع هذا الوباء عن العالم، وأن يوفق الجميع لتحقيق العدل، وحفظ كرامة الإنسان ورفع المظالم والمفاسد بكل أشكالها. آمين يا رب العالمين
2 شعبان 1441هـ الموافق 26 ملرس 2020م
أ.د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس