الرابط المختصر :
وجعلنا من الماء كل شيء حي
د. حسن يشو (عضو الاتحاد)
قال سبحانه: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
عن أبي هريرة قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي إذا رأيتُك طابَتْ نَفسي وقرَّتْ عَيني، فأَنبِئْني عن كُلِّ شَيءٍ. فقال: "كُلُّ شَيءٍ خُلِقَ مِن ماءٍ"1.
فدلّ على أن الماء أصل جميع المخلوقات ومادته، وهو من مخلوقات الله الأولى التي كان لها قصب السبق في الخلق؛ لمكانته وتوقف الخلق عليه؛ ولولا أهمية الماء العظيمة لما تقدم خلقه على بقية المخلوقات؛ ولما نوّه الله تعالى بذكره في القرآن ملازما لعرشه سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [هود: 7].
ولما جاء وفدٌ من اليمن قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ، قَالَ: كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ"2.
قال سبحانه: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور: 45] أي أن كل ما يدب على الأرض خلقه الله من ماء.
قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ) [إبراهيم: 32].
وفي غزوة بدر الكبرى لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، سأل شيخا من العرب عن قريش وفي الأخير قال: من أين أنتما؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نحن من ماء"3.
أهمية الماء وحيويته:
يُشَكِّل مَا نِسبَته 71% مِن مَسَاحَةِ الأَرضِ. وَهوَ عِبارة عَن مُركَّب كِيميائِيّ مُكَوَّن مِن ذَرَّتَين مِنَ الهيدروجين وَذرَّة وَاحِدة مِن الأكسجين، وَيَكونُ سَائِلًا شَفّافًا، لا طَعمَ لَه وَلا لَون وَلا رَائِحة. يوجد المَاء في ثلاث حالاتٍ:
1- الحالة السَّائِلَة عَلى شَكلِ مُحيطَاتٍ، وَأَنهَارٍ، وَبِحَارٍ، وَبُحَيراتٍ، وَيَنَابِيعٍ، وَأَمطَارٍ، وَهِي الحَالَة الأَكثر شُيوعًا عَلى سَطحِ الأَرضِ حَيث إنَّ الحَالةَ السَّائِلَةَ هِي المَسؤُولَة عَن العَمَلِيَّاتِ الحَيويَّةِ دَاخِل الكَائِنات الحَيَّة.
2- والحَالة الصَّلبَة عَلى شَكلِ ثُلوجٍ وَمُسطَّحَاتٍ جَليديَّةٍ على غرار المناطق القطبية.
3- وَالحَالَة الغَازِيَّة كَبُخَارِ المَاءِ المَوجود فِي الجو المُسَبِّب لِظَاهِرَةِ الحَملِ الحَرارِيِّ.
وفي الحالة البخارية نؤكد أن الماء يتبخر بفعل أشعة الشمس، ويصير سحابًا في السماء، لترجعه لنا السماء أمطارا وغيثا؛ لذا وصف الله السماء بذات الرجع في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) [الطارق: 11- 12].
ويتأكد لنا علميا معنى أن الله جعل من الماء كل شيء حي4:
- إن استقرار الحياة على الأرض لوجود الماء علمًا بوجود كواكب غازية وأخرى تفتقر إلى الماء. (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) [يس: 39].
- يُعدّ الماء أحد أبرز النعم التي أنعم الله عز وجل علينا بها؛ وذلك لأنه أساس الحياة فوق الأرض، يتجلى في البحيرات، والبحار، والمحيطات، والأنهار.
- إن الماء عنصر أساس في تكوين أجساد كافة المخلوقات؛ فنسبة الماء في الإنسان ما بين 71% و93% في أشهر الجنين الأولى، ونسبة 80% من تركيب دم الإنسان، وأكثر من 90% من أجساد العديد من الحيوانات والنباتات.
- إن جميع أنشطة الحياة وتفاعلاتها في مجال التغذية والنمو والتكاثر لا تتم بدون ماء.
- إن إخراج السموم والنفايات من الجسم إلى خارجه يفتقر أساسا إلى وجود الماء. فالماء إذًا طَارد للسّموم مِن الجِسمِ بِطريقتين هُما: العَرَق والبَول، وَشرب الكمِيَّات الكَافِية مِن المَاءِ تَعمَلُ عَلى إِذابَة الأملاح وَالمعادن المَوجودة فِي البَولِ وَتخليص الجِسم مِنها.
- إنَّ المُحافَظة عَلى شُرب المَاء بِانتظام يُقلّل مِن احتِمَاليّة الإِصابة بِسَرطان القُولون بِنسبَةِ 45%.
- إن نقل الأوكسجين إلى أجزاء من الجسم يحتاج إلى الماء.
- يَعمل عَلى تَخفيفِ حَرارةِ الجِسم ورطوبته عَند ارتِفاعِ دَرجاتِ الحَرارَةِ أَو خِلال بَذل مَجهود جَسَدِيّ.
- يُعتَبر المَاء أَساس الجَمال، فَشُرب كَميَّاتٍ كَافِية مِن المَاءِ يُسهِم فِي تَجديدِ أَنسِجَةِ الجِلدِ، وَالمُحافَظة عَلى رُطوبَةِ وَحيويَّة البَشرةِ، والتَّخفيفِ مِن النُّدوبِ وَالحبُوبِ والتَّجاعِيدِ.
- إن نقص الماء أو انعدامه يعني ارتفاع الحموضة؛ لأن الماء حقيقة ينظمها.
- إن الماء منظم لضغط الدم، وحامٍ للقلب من الجلطات القلبيَّة، حَيث إنَّ الإكثَار مِن شُرب المَاء يَزيد مِن سُيولَة الدّم، وخَفضِ مُستَوى الكولسترول والدهون، وبِالتّالي فَهو يَعمَل مُضادًّا للتَّخثرِ.
- بدون الماء تصاب الخلايا بتعطّش واضطراب عملها، وتتيبس الأنسجة، وتتلاصق المفاصل.
- إن الماء يزيد من نسبة التركيز.
- ويُخفّف من التّعب؛ إذ عِند وُجود كَميَّات قَليلة مِن المَاءِ دَاخل الجِسم، يَقِلّ حَجم الدم فَيحتاج القَلبُ جهدًا أَكبر لِضَخِّ الدَّم مَا يُؤدّي إِلى الشُّعورِ بِالتَّعَبِ، وَيُعتَبر التّعب أَوَّل أَعرَاض جَفاف الجِسم.
- يساعد على عملية الهضم، ويحد من مشاكل التشنج، وعسر الهضم؛ فشُرب كَميَّات وَافِرة مِن المَاءِ يساعد عَلى تَعزيزِ عَملِيَّات الأَيض دَاخل الجِسم؛ مَا يزيد في تَحسينِ عَمَل الجهاز الهَضميّ، وَتَسهيل حَرَكة الأَمعاء.
- يحد من الإصابة بالتشنجات العضلية، ويعالج حالات الصداع المفاجئ، ويحسن المزاج، ويحد من حالات التوتر، والقلق، والاكتئاب.
- يصد علامات الشيخوخة، وعلامات التقدم في العمر، ويقي الدماغ من الإصابة بالتلف.
- يساعد على التخلص من الرائحة المزعجة الصادرة من الفم؛ إذ يَمنع رَائِحة الفم الكريهة، حَيث إنَّ بَقاء الفَم رطبًا يُسهم فِي التَخَلُّصِ مِن الطَّعامِ العَالِق وَالبِكتيريا المَوجُودة فِي الفَمِ.
- يساعد على الوِقايَة مِن التهابات المجاري البوليَّة وترسُّبَات حَصوات الكلى وَالمَرارَة، حَيث إن قِلَّة شُرب المَاء سبب فِي الكثير مِن الاضطرابَات فِي الجِهاز البَولي.
- اعتماد الإنسان على المياه لقضاء احتياجاته في إعداد الأطعمة والمشروبات، وغسل الألبسة، وتنظيف الأواني والأغراض، والاستحمام وغيرها.
- استخدام الماء في مجال الزراعة؛ وذلك لري النباتات، وزراعة المحاصيل التي تلزم لغذاء الإنسان والحيوان.
- اعتماد المصانع الحيوية على الماء ولا تستغني عنه.
- الاستفادة من الماء حاليًا لتوليد الطاقة الكهربائية.
قيمة الماء في تراثنا الإسلامي:
• لأبي محمد عبد الله الأزدي الصحاري كتاب (معجم الماء) في ثلاثة أجزاء تحدث فيها عن الماء حديثا عجيبا ومما أذكره عن الماء الذي يستخرج من الآبار يعرضه للتهوية وأشعة الشمس وبعد ذلك يستعمل في السقي والزراعة وفوائد كثيرة!
• اعتنى الوقف الإسلامي المياه فكان وقف المياه وتسبيلها في كل مكان، وعندنا في المغرب لا زالت شاهدة الحنفية (الصنبور) في الدروب والأماكن العامة مجانية وتسمى لحد الآن السبّالة؛ لأنها مسبّلة في سبيل الله، وبات عندنا من العيب يباع الماء على غرار الوضع الحالي؛ علما أن الناس "شركاء في ثلاث: الماءُ، والكلأ، والنارُ"5.
• عين زبيدة هي عين عذبة الماء غزيرة وإحدى روائع أوقاف المسلمين، أمرت بإنشائها الأميرة زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور العباسية الهاشمية، زوجة هارون الرشيد وغلب عليها لقبها زبيدة وسقت الحجاج لقرون في منى ومكة وكان من أفضل الأوقاف.
• كتاب الطهارة في الفقه الإسلامي طويل وعريض من أكبر الأبواب الفقهية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطهور شطر الإيمان"6 ومقولة "النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان"7 وإن كانت ضعيفة لكن معناها صحيح والأصح منها "الطهور شطر الإيمان" كما أسلفت.
• وفيه كتاب المياه من أوسع مساحات الفقه وتحدثوا عن الماء المطلق الباقي على أصل خلقته
إذا تغير بنجس طرحا ** أو طاهر لعادة قد صلحا
إلا إذا لازمه في الغالب ** كمغرة فمطلق كالذائب
• نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد الذي لا يجري، وفي المستحم، والوضوء فيه أو الاغتسال! فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يَبولَنَّ أحدُكم في مُستَحَمِّه ثمَّ يتوضَّأُ فيه؛ فإنَّ عامَّةَ الوَسْوَاسِ منه"8. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ"9.
• وفي السنة عدم جواز ترك أواني المياه بدون غطاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أغلِقوا البابَ، وأوكئوا السِّقاءَ، وأَكْفِئوا الإناءَ، أو خمِّروا الإناءَ، وأطفئوا المصباحَ، فإنَّ الشَّيطانَ لا يَفتحُ غِلقًا، ولا يحلُّ وِكاءً، ولا يَكْشفُ آنيةً، فإنَّ الفوَيْسقةَ تُضرِمُ على النَّاسِ بيتَهُم"10.
• من أدب شرب الماء عدم التنفس فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا شَرِبَ أحَدُكُمْ فلا يَتَنَفَّسْ في الإنَاءِ، وإذَا أتَى الخَلَاءَ فلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بيَمِينِهِ، ولَا يَتَمَسَّحْ بيَمِينِهِ"11.
• وفي السنة المطهرة عدم جواز النفخ في الطعام والشراب ثم الأكل منه والشرب؛ عن ابن عباس "نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن النَّفخِ في الطَّعامِ، والشَّرابِ"12.
استعمال الماء من التدابير الوقائية ضد العدوى:
وعليه فعلى المسلم أن يحترس ويكثر من استعمال الماء وفق الآتي:
- الوضوء خمس مرات مع كل صلاة مفروضة فضلا عن النافلة، واعتماد الإنسان على الماء لتلبية احتياجاته الشخصية؛ كالاستحمام، والاستنجاء؛ قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6].
- الوضوء سلاح المؤمن في كل وقت؛ ولا يحافظ عليه إلا مؤمن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "استَقيموا ولن تُحصوا واعلَموا أنَّ مِن أفضلِ أعمالِكُمُ الصَّلاةَ ولا يحافظُ علَى الوضوءِ إلَّا مؤمنٌ"13.
- الوضوء يزيل الأدران والأوبئة؛ قال صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا"14.
- غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ، فلا يَغْمِسْ يَدَهُ في الإناءِ حتَّى يَغْسِلَها ثَلاثًا؛ فإنَّه لا يَدْرِي أيْنَ باتَتْ يَدُهُ"15.
- غسل اليدين قبل الأكل وبعده؛ لحديث: "بركةُ الطعامِ الوُضوءُ قبلَه والوضوءُ بعدَه"16.
- غسل اليدين بعد قضاء الحاجة؛ وهو من لوازم الاستنجاء عندنا نحن المسلمين؛ قال أبو هريرة: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أتَى الخلاءَ أتَيتُهُ بماءٍ في تَورٍ، أو رَكْوةٍ، فاستنجَى، ثمَّ مسحَ يدَهُ علَى الأرضِ ثمَّ أتَيتُهُ بإناءٍ آخرَ فتَوضَّأَ"17.
- الغسل من الجنابة ويوم الجمعة والأعياد وبعد الرياضة وبعد الانتهاء من الأعمال الشاقة.. إلخ. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "غُسْلُ يَومِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ علَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ"18.
- واستعمال الماء في التعقيم مع الصابون والكلور في غسل الخضر والفواكه وكل ما يدخل البيت.
- في الرش به مع الكلور على أماكن الجلوس والزربية (الموكيت) في البيت.
- في تبليل فرش من ثوب بالماء والكلور ووضعه عند مدخل الباب لمسح الحذاء فيه.
- الإكثار من شرب الماء لحماية الإنسان من الكورونا حتى ينزل فتبتلعه حموضة المعدة والأنزيمات هناك.
- في الغرغرة بالماء الدافئ عند الحنجرة وموضع الحلق.
- شرب الماء الدافئ على الريق وخواء المعدة ولو مع الليمون (الحامض).
- المبالغة في الاستنشاق وتنظيف الجيوب الأنفية.
- حتى بخار الماء الحار يستنشق للقضاء على الفيروس في الرئتين.
ختامًا:
وفي الختام نتضرع إلى الله ونجأر إليه بالدعاء:
اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين.
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَهُ قُوَّةً لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ.
اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحْي بلدك الميت.
اللهمَّ اسقِنا غَيثًا مُغيثًا هَنيئًا مَرِيًّا غَدَقًا مُجَلَّلًا سَحًّا طبَقًا دائمًا اللهمَّ اسقِنا الغيثَ ولا تَجعَلْنا منَ القانِطينَ اللهمَّ إنَّ بالبِلادِ والعِبادِ منَ اللأْواءِ والجهدِ والضَّنكِ ما لا نَشكو إلَّا إليكَ اللهمَّ أنبِتْ لنا الزرعَ وأدِرْ لنا الضَّرعَ واسقِنا مِن برَكاتِ السماءِ وأنبِتْ لنا مِن برَكاتِ الأرضِ اللهمَّ ارفَعْ عنَّا الجَهدَ والجوعَ والعُرِيَّ واكشِفْ عنَّا منَ البَلاءِ ما لا يَكشِفُه غيرُكَ اللهمَّ إنَّا نَستَغفِرُكَ إنَّكَ كنتَ غَفَّارًا فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا19.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، وَحَيًّا رَبِيعًا، وَجَدًا طَبَقًا غَدَقًا مُغْدِقًا مُونِقًا، هَنِيئًا مَرِيئًا مَرِيعًا مَرْبَعًا مَرْتَعًا، سَائِلًا مُسْبِلًا مُجَلِّلًا، دِيَمًا دَرُورًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ؛ اللَّهُمَّ تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادَ، وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ مِنَّا وَالْبَادِ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِنَا سَكَنَهَا، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا، فَأَحْيِي بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا، وَأَسْقِهِ مِمَّا خَلَقْت أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا. وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وكتبه: د. أبو نوفل حسن يشو –لطف الله به وبكم-
قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة/ جامعة قطر
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدوحة
الهوامش:
1- وتتمته: قال: قلتُ: أَنبِئْني عن أَمرٍ إذا أخَذتُ به دخَلتُ الجنَّةَ. قال: أَفشِ السَّلامَ، وأَطعِمِ الطَّعامَ، وصِلِ الأَرحامَ، وقُم باللَّيلِ والنَّاسُ نِيامٌ، ثم ادخُلِ الجنَّةَ بِسَلامٍ". أخرجه أحمد برقم (7932)، والبزار برقم (9547)، وابن حبان برقم (2559)، وصححه الألباني في إرواء الغليل: 3/ 237.
2- أخرجه البخاري برقم (7418).
3- انظر تمام القصة في سيرة النبي لابن هشام: 1/ 616.
4- انظر بعض المعاني الواردة هنا في مقال (ما هي أهمية الماء؟) https://mawdoo3.com
5- ونصه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناسُ شُركاءُ في ثلاثٍ: الماءُ، والكلأ، والنارُ من حديث ابن عباسٍ بلفظِ: المسلمونَ، وزَادَ في آخِرِه: وثمنهُ حرامٌ". أخرجه الدارقطني كما في "لسان الميزان" لابن حجر: 3/ 394، وحديث ابن عباس: أخرجه ابن ماجه برقم (2472)، والطبراني برقم (11105)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء: 4/ 209.
6- أخرجه مسلم برقم (223)، والترمذي برقم (3517)، والنسائي برقم (2437)، وأحمد برقم (22909).
7- ليس صحيحا، ومعناه صحيح، وكذا "تخلَّلوا، فإنَّهُ نظافةٌ، والنَّظافةُ تدعو إلى الإيمانِ، والإيمانُ معَ صاحبِهِ في الجنَّةِ" أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط برقم (7311)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان: 1/ 224، والديلمي في الفردوس برقم (2309).
8- أخرجه أبو داود برقم (27)، والترمذي برقم (21)، والنسائي برقم (36)، وابن ماجه برقم (304)، وأحمد برقم (20569).
9- أخرجه البخاري برقم (239).
10- أخرجه البخاري برقم (3280)، ومسلم برقم (2012).
11- أخرجه البخاري برقم (153)، ومسلم برقم (267).
12- أخرجه أبو داود برقم (3728)، والترمذي برقم (1888)، وابن ماجه برقم (3429، 3430)، وأحمد برقم (2817)، صحيح الجامع برقم (6913).
13- أخرجه ابن ماجه برقم (278)، والبزار برقم (2367)، والطبراني برقم (14295)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
14- أخرجه البخاري برقم (528)، ومسلم برقم (667).
15- أخرجه مسلم برقم (278).
16- أخرجه أبو داود برقم (3761)، والترمذي برقم (1846)، وأحمد برقم (23783).
17- أخرجه أبو داود برقم (45)، وأحمد برقم (8105).
18- أخرجه البخاري برقم (2665).
19- أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا استَسقَى قال هذا الدعاء. أخرجه الشافعي معلقًا في الأم: 2/ 548، ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار برقم (7210).