قبسات مقدسية في ظلال كتاب الاربعين المقدسية

قبسات مقدسية في ظلال كتاب الاربعين المقدسية
الدكتور مروح نصار (عضو الاتحاد)
((القبسة الرابعة))
((المسجد الأقصى وبشارة القضاء على اليهود))
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ،حتى يقول الحجر وراءه اليهودي ، يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله )) . . متفق عليه.
وفي رواية لمسلم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم ! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد  فإنه من شجر اليهود)) رواه مسلم.
١-درجة الحديث: الحديث صحيح.
٢-مناسبة الحديث: بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء على اليهود كليا وقتل قائدهم الدجال في اخر الزمن وهم من يحاولون العودة لفلسطين مع قائدهم الدجال وليس اليهود الحاليين. اليهود الحاليين سيقضي عليهم المسلمون  قريبا ويخلفونهم في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة في فلسطين والقدس ستكون عاصمة الخلافة  كما ورد في الحديث الصحيح..
 فعن بن زغب الايادي عن عبد الله بن حوالة قال: وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على رأسي ثم قال: ((يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة؛ فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك)) (1) .
رواه أحمد (5/288) وأبو داود (3/19،2535) وصححه الالباني صحيح الجامع (7838).
٣-شرح الحديث: لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث بان المسلمين آخر الزمن بقيادة عيسى عليه السلام سيقضون على اليهود وقائدهم الدجال الذين سيخرجون من اصفهان ايران وليس اليهود الحاليين وأن الله سينطق الحجر والشجر نطقا معنويا او فعليا ليبلغ المسلم عن من يختبيء خلفه من اليهود لقتله باستثناء شجر الغرقد وهو شجر ذو اشواك وإذا كبرت شجرة الغرقد يطلق عليها العوسجة .
٤-ما يستفاد من الحديث:
١-إن عداء اليهود لدين الاسلام والمسلمين سيستمر الى قيام الساعة وليس موقت بزمن محدد وهذا رد على دعاة التطبيع والسلام معهم فالعداوة مع اليهود مؤبدة لاخر الزمن .
٢-إن من اتباع الدجال في آخر الزمن اليهود واشباههم من المنافقين والكفار والمشركين الذين يريد دخول عاصمة الخلافة القدس في ذلك الزمن فيهزمهم المسلمون.
٣-إن من أحداث الساعة آخر الزمن القضاء على بقية اليهود في العالم واغلبهم ممن يخرجون من اصفهان في ايران كما في الحديث كما نبينه فيما بعد...
٤- إن من شدة إجرام اليهود وافسادهم حتى الجمادات تحقد عليهم فالله ينطق الشجر والحجر ويبلغ عنهم لقتلهم للتخلص منهم ومن فسادهم في الارض سواء كان الكلام حقيقي أو مجازي. 
٥-إن فلسطين ستبقى دار جهاد الى آخر الزمان وآخر حرب ستكون على أرض فلسطين وعاصمة المسلمين القدس.
٦-إن خلافة المهدي وعيسى عليهما السلام ستكون في فلسطين ومنها تنتهي خلافة المهدي ورسالة عيسى عليه السلام ففي الحديث الصحيح عن ابي هريرة رضى الله عنه قال:((وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابنُ مَرْيَمَ بفَجِّ الرَّوْحَاءِ، حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا. [وفي رواية]: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ)) رواة مسلم في صحيحه(1252)الحديث[صحيح]
فج الروحاء:مكان لين مكة والمدينة فعيسى عليه السلام يخرج من فلسطين ولا يرجع يتوفاه الله في المدينة.
٧-التمكين سيكون للإسلام في الفترة القادمة وستكون فلسطين كذلك منها وفيها و اليها المنتهى .
٨-إن من يمكن له لا بد ان يكون مسلما وعبدا لله وعندها يسخر الله له حتى الجمادات كالشجر والحجر لنصرته ومساعدته لأنها من جند الله ومأمورة بأمر الله.
٩-إن المعركة في اخر الزمن ستكون بين المسلمين بقيادة عيسى عليه السلام وبين واليهود بقيادة الدجال وستكون معركة سريعة وحاسمة فقد ورد في لفظ الاحاديث عطف قتل الدجال واليهود بالفاء وليس بثم او الواو فجاء النص(فتقتلوهم. فيقتلهم) المسلمون .
١٠-إن المقصود باليهود بالحديث هذا ليس اليهود الحاليين بفلسطين بل من يخرجون مع الدجال من إيران يهود اصفهان ومن بفلسطين يقضى عليهم قبل ذلك وتكون في فلسطين خلافة راشدة على منهاج النبوة قبل خروج المهدي وقبل نزول عيسى عليه السلام.
ففي الحديث عن انس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة))  مسلم: صحيح مسلم (2944 ).
 (الطيالسة) جمع طيلسان. والطيلسان أعجمي معرب. 
قال في معيار اللغة: ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة مثل الشماغ او الشال الذل يلبس يغطي الظهر والكتفين.
٥-واجبنا نحو الاقصى وفلسطين من خلال الحديث :
١-إن اليهود الحاليين بفلسطين سيقتلون ويهزمهم المسلمون بوعد الاخرة فلا نيأس ونظن ان اليهود الحاليين سيبقون لآخر الزمن لا فالتمكن للمسلمين قادم وقريب بإذن الله سبحانه وتعالى.
٢-الخلافة القادمة ستكون في فلسطين قبل المهدي وخلافة المهدي وحكم عيسى عليه السلام سيكون بفلسطين كذلك بعد خروج المهدي عليه السلام .
٣-هزيمة اليهود القادمة بفلسطين هي النهائية لهم ولحكمهم في الارض بوعد الاخرة ولن يدخلوا فلسطين بعدها ابدا لان الله بين وعدين لا ثالث لهما ابدا.
٤-سيحاول اليهود العودة مع الدجال لفلسطين ولكن يمنعوا ويقتلوا بحرب ابادة واستئصال لهم ولن تقوم لهم قائمة بعدها في الارض مع دجالهم الذي يقله عيسى عليه السلام بباب لد في فلسطين .
٥-وعد الله قادم والنتيجة معروفة النصر والتمكين فلماذا لا نشارك فنحظى ببركة تحرير الاقصى وفلسطين .
قال تعالى :((وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)سورة الحديد.
٦-إن آخر احتلال لفلسطين سيكون احتلال الصهاينة الحالي وبعده ستنعم فلسطين بالحرية والى نهاية الزمن ونفخة الصعق التي تكون من فلسطين والحشر والتجمع على ارضها .
٧-إن صفة من يحرر فلسطين هم مسلمون وعبيدا لله فقط وليس غيرهم ممن ينادون بالقومية او العلمانية او غيرها 
٨-إن اردنا تقصير الطريق لتحرير فلسطين لا بد من رفع شعار واضح بين بتربية جيلا مسلما وعبيدا لله لا بالقومية ولا بالعلمانية ولا بغيرها من شعارات زائفة .