أثينا.. مسلمو اليونان يبحثون عن بهجة رمضان وسط كورونا
حيث موائد إفطار بلا تجمعات كبيرة وصلوات فردية داخل المنازل دون أئمة أو جماعة
حالة جديدة يعيشها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا، تزايدت المسافات وبات التواصل الإلكتروني الوسيلة الوحيدة لبقاء العلاقات الاجتماعية على قيد الحياة وسط توحش الفيروس القاتل.
في أثينا، وكغيرها من العواصم العالمية، هلّ شهر رمضان بمظاهر جديدة على المسلمين، موائد إفطار بلا تجمعات كبيرة، وصلوات فردية داخل المنازل دون أئمة أو جماعة.
"أشرف"، مصري مقيم في أثينا منذ 15 عاما، يؤدي يوميا صلاة المغرب رفقة أصدقائه ولكن عبر الإنترنت وباستخدام خاصية الفيديو كونفرانس.
ويصف "أشرف" (45 عاما) رمضان هذا العام بأنه "الأغرب"، إذ بات البقاء في المنازل سلوكا إلزاميا، في الوقت الذي حرم فيه وعائلته الصغيرة من زيارة وطنهم أو حتى الذهاب إلى المسجد للصلاة.
ويقول للأناضول: "شهر رمضان هذا العام مختلف كثيرا، مسجد أثينا الجديد وغيره من الأماكن الدينية مغلقة، لا نستطيع الاجتماع والصلاة سويا".
ويضيف : "لا يوجد أيضا أي فعاليات مثل جلسات قرآة القرآن أو حتى التجمع في أحد المقاهي بعد الإفطار لتناول القهوة برفقة الأصدقاء وتدخين الشيشة (النرجيلة)".
وفي 2019، افتتحت أثينا أول مسجد على أرضها منذ 180 عاما، وكانت العاصمة الأوروبية الوحيدة الخالية من المساجد في العصر الحديث.
وأغلقت الحكومة اليونانية جميع الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية للحد من انتشار فيروس كورونا.
ويعيش 600 ألف مسلم، رمضان هذا العام بالطريقة نفسها التي وصفها أشرف، حيث لا مكان للتجمعات، والالتزام بالتعليمات وتدابير التباعد الاجتماعي يعلو أي محاولات للاحتفال بالشهر الكريم.
من جهته، يعرب برشانق يونس، لاجئ سوري يعمل مترجما في مخيم "ريتسونا" للاجئين، عن حزنه لما آلت إليه الأحوال في رمضان بسبب جائحة كورونا.
ويقول إنه في السنوات السابقة، كان يشارك في مهرجان الطعام الذي تنظمه الأمم المتحدة في المخيم، كمتخصص في الأكل العربي ولاسيما السوري.
ويتابع: "في أيام رمضان الأولى، نجتمع ونفطر سويا ونتلو القرآن حتى الفجر، وكان الطعام الذي نقدمه مزيجا من الأطباق التقليدية. كنا نتعامل لو أننا في سوريا، فهذه التجمعات تذكرني بما كانت تفعله والدتي".
لكن في ظل كورونا، تغير كل شيء. يونس المقيم في المخيم دون عائلته، بات يشعرفي رمضان وكأنه "غريبا بعيدا عن وطنه ومنزله".
ويردف قائلا: "بما أني بمفردي، فهذه الأنواع من المأكولات لن أقوم بطهيها".
أما أحمد طلال (38 عاما)، مصري، فكل حلمه هو أن يكون قادرا على زيارة مصر وعائلته خلال عيد الفطر المقبل.
وتسببت القيود المفروضة على السفر الدولي حول العالم، في بقاء طلال وحيدا في اليونان، يحتفل برمضان دون زوجته وأطفاله الثلاثة.
وحتى ظهر الثلاثاء، تجاوز عدد المصابين بالفيروس حول العالم، 3 ملايين و665 ألفا، توفي منهم نحو 253 ألفا، وتعافى أكثر من مليون و206 آلاف، وفق موقع "وورلدميتر" المتخصص برصد ضحايا الفيروس.
المصدر: الأناضول