القره داغي: زكاة الفطر وأموال العمرة لهذا العام تكفي فقراء المسلمين
قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي إن الله فرض الزكاة على المسلمين لسببين: الأول تطهير القلوب والنفوس والعقول والأرواح، للأغنياء والفقراء، فأما الأغنياء فهي تطهرهم من الجشع والتمسك بالمال، وأما الفقراء فتطهرهم من الحسد والحقد.
وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/5/8) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" أن السبب الثاني لفرض الزكاة هو التزكية، وذكر في القرآن "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها".
وتابع حديثه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان، لأنه شهر الخيرات وشهر يضاعف فيه الأجر والثواب، وقد قال الرسول عليه السلام "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، والجود والصدقة من أفضل القربات عند الله.
وأكد أن مفهوم الزكاة لا يعني بذل المال فقط كما أن الإسلام ثنائي المفاهيم، وكما قال الإمام الغزلي "فإن زكاة العلم نشره، وزكاة الجاه توجيهه في خدمة الناس، وزكاة المال ما حدده القرآن الكريم"، وكل نعمة لها زكاة ولكل شيء زكاة مختلفة عن غيره.
وبشأن التعجيل بالزكاة خصوصا في زمن كورونا لمساعدة من تقطعت بهم السبل، قال القره داغي إنه أجرى دراسة بشأن زكاة المسلمين في العالم الإسلامي وتبين أنها تصل إلى ما بين 300 و400 مليار دولار، وهذا فضلا عن أموال الدولة والنفط، وإنما هي أموال الشركات الخاصة فقط، ويؤكد أن هذه الموال لو تم صرفها بطريقة واضحة وصحيحة لما بقي فقير.
ونبّه إلى أن القرآن الكريم تحدث عن مؤسسة للزكاة، ولذا ذكر العاملين عليها، ويجب على الدول الإشراف على هذه المؤسسة دون التدخل في شؤونها، وتابع أنه لو تم جمع زكاة الفطر هذا العام بحدها الأدنى فإنها تصل إلى 4 مليارات دولار، وأضاف أن أموال العمرة التي مُنِع منها المسلمون هذا العام بسبب كورونا تصل بحدها الأدنى إلى أكثر من 36 مليار دولار، وإنفاق هذه الأموال على الفقراء أفضل عند الله من العمرة.
وناشدَ كل تجار المسلمين والمسلمين عامة دفع الزكاة، كما ناشد الدول أن تنظم مؤسسات للزكاة تكون مستقلة في عملها، لأن ذلك سيسهم في التخفيف من معاناة المسلمين خصوصا بعد أزمة كورونا، ويجب أن تصرف الزكاة بحسب مصارفها المذكورة في القرآن الكريم.
المصدر: الجزيرة
https://www.youtube.com/watch?v=ZWiX1rMb5tw