البحث

التفاصيل

جنود إبليس

الرابط المختصر :

جنود إبليس
بقلم: الشيخ بشير بن حسن (عضو الاتحاد

وإن كان شهر رمضان المبارك قد خصّه الله عز وجل بخصوصيات كثيرة منها ، أنه أنزل فيه القرآن الكريم؛ ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ....) البقرة 185، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين) رواه البخاري ومسلم، زاد الترمذي (ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
فهؤلاء هم شياطين الجن، بل المردة منهم كما في ألفاظ بعض الروايات الصحيحة، إلا أن الشيطان له جنود من الجنسين من الجن والإنس، وهذا ثابت في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه وتعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) الأنعام 112. 
وقال أيضاً: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)الشعراء.

وفي صحيح مسلم، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال دخلت يوما المسجد فصليت ركعتين، فناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (يا أبا ذر استعذ بالله تعالى من شياطين الإنس والجن فقلت يا رسول الله وفي الإنس شياطين؟ قال نعم في الإنس شياطين).
وها نحن نراهم ونسمعهم في هذا الشهر، بكل جلاء ووضوح، قد صفّدت كثير من شياطين الجن لكن هؤلاء لا يصفّدون، ولا يتورّعون، ولا يرعوون، بل ينطلقون في رمضان خاصة لمزيد من الإفساد في الأرض، يؤزون الناس الى المعاصي أزّا، ويدفعون الخلق إلى الإساءة دفعا.
ومن هؤلاء الشياطين، كثير ممن يتصدّر المشهد الإعلامي، أو العمل الدرامي، سواء بعض الصحافيين، أو الممثلين أو المهرجين، فلا يكفي تفاهة إنتاجهم وخلاءه من كل طعم وإبداع، بل انه يحتوي على ما يهدم العقيدة والأخلاق الحميدة، في استهداف واضح لمقومات الشعوب العربية والإسلامية في دينها وقيمها وموروثها، فهؤلاء جنود إبليس الذين ينفذون مخططاته بدلا عنه في هذا الشهر الفضيل.
ومن شياطين الإنس أيضاً، مجرمو العربان ، وطغاة الجهل والتخلف والرجعية ، من بعض حكام الخليج، الذين يموّلون بأموال شعوبهم وثروات بلادهم الانقلابات ،  ويشعلون نار الفتنة داخل البلاد العربية ، كليبيا و مصر والسودان واليمن وتونس والمغرب وغيرها ، ويعملون جاهدين على دعم كل عميل وفاسد ومجرم ، لإبقاء الشعوب تحت أحذية الطغاة ، وليدوم لهم الملك في الأرض ، فهؤلاء جميعا لا يردعهم رمضان ولا سائر الشهور المحرّمة والشريفة ، فإنهم سرطان الأمة الذي يمنع تقدمها ونهوضها الحضاري والعلمي ، والذي يجب استئصاله واجتثاث خلاياه حتى يتعافى جسد الأمة العليل منهم ، والمعركة لا تزال طويلة.

فاللهم يا من صفّدت مردة شياطين الجن، عجّل بأخذ شياطين الإنس العرب خاصة، وردّ كيدهم في نحورهم، وأرح المسلمين من شرورهم إنك على كل شيء قدير.

 


: الأوسمة



التالي
منظمة حقوقية: قلقون من أوضاع مسلمي أراكان بجزيرة "بهاسان شار"
السابق
من فقه الصيام " الصيام والقرآن"

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع