البحث

التفاصيل

فضائل يوم عاشوراء، والحكمة من صيامه

الرابط المختصر :

فضائل يوم عاشوراء، والحكمة من صيامه

بقلم: د. زغلول النجار (عضو الاتحاد)

 

فضائل يوم عاشوراء:

يوم "عاشوراء" أو اليوم العاشر من شهر الله "المحرم" هو يوم من أيام الله، وأيام الله تعالى هي وقائعه في القرون الأولى، أي نعمه التي أنعم بها على من شاء من عباده الصالحين. وقد قيل عن يوم عاشوراء أنه يوم أكرم الله تعالى فيه عشرة من الأنبياء بعشر كرامات، منها نجاة موسى والذين خرجوا معه من قومه من أرض مصر، وغرق فرعون وجنوده.

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه ذكر عند رسول الله ﷺ يوم عاشوراء فقال: "كان يوما يصومه أهل الجاهلية، فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كرهه فليدعه".

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوما تستر فيه الكعبة، فلما فرض الله تعالى رمضان، قال رسول الله ﷺ: "من شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يتركه فليتركه".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: "يوم عاشوراء يوم كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم".

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيت النبي ﷺ يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان"، وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً أن صوم عاشوراء يكفر سنة، وأن صيام يوم عرفة يكفر سنتين.

 

جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي ﷺ عن صيام يوم عاشوراء، فقال: "إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" وهذا من فضل الله علينا أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "ما رأيتُ النبي يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان"، (ومعنى يتحرى، أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.

  • الحكمة من صيام يوم عاشوراء

والحكمة من صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، خاصة وأن نبينا ﷺ قد صامه وأمر بصيامه، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي ﷺ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي: "فنحن أحق بموسى منكم"، فصامه رسول الله ﷺ وأمر بصيامه".

أما الحكمة في صيام اليوم التاسع، فقد نقل النووي أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، أو وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده، أو الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك ابن تيمية.

وصيام اليوم التاسع واليوم العاشر من شهر المحرم هو أفضل المراتب؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم أن النبي ﷺ قال في صيام يوم عاشوراء: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، ولحديث ابن عباس عند مسلم أيضاً: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر".

 يلي ذلك صيام اليوم العاشر والحادي عشر؛ لحديث ابن عباس أن النبي ﷺ قال: "خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده".

وصيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر هو أفضل للحيطة من الالتباس في دخول الشهر؛ ولحديث ابن عباس مرفوعاً "صوموا يوماً قبله ويوماً بعده".

أعاننا الله تعالى جميعا على تعظيم شعائره، وعلى حسن القيام بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وتقبل ذلك منا ومنكم، وكل مناسبة كريمة والأمة الإسلامية بخير، وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى كل من تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 


: الأوسمة



التالي
نيوزيلندا.. أهالي ضحايا "مجزرة المسجدين" يسترجعون ذكرياتهم في مواجهة المتهم
السابق
صلــــوات فــي محـــراب العـــام الجــديــــد

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع