الرابط المختصر :
المقاصد في خدمة التطبيع
بقلم: سالم الشيخي (عضو الاتحاد)
منشور سابق أعيد نشره بمناسبة الاتكاء على عموميات فقه المقاصد لتسويغ التطبيع مع العدو الصهيوني.
*{لو سُئل الشيطان عمّا سُئلتم عنه لما أحسن الجواب كما أحسنتم}*
كان مما حدثنا به شيخنا العلامة حسن أيوب - رحمه الله - منذ أكثر من خمس وعشرين سنة، قصة ذكرها في سياق حديثه عن تسويغ بعض الذين ينسبون للعلم لكثير من تصرفات السياسيين باسم المصلحة والمفسدة ولو كانت مخالفة لموطن الإجماع ومعاقد الولاء والبراء، وكان ذلك بمناسبة التعليلات التي كان يذكرها بعض الشيوخ في الخمسينيات والستينيات لجمال عبدالناصر حيال تصرفه مع العلماء والدعاة ؛ حتى إن بعضهم طلب منه أن يقتل بعض الدعاة دفعا لمفسدة كبرى في زعمه وهي الفتنة والتفتت الوطني؛ بمفسدة صغرى وهي قتل بعض الدعاة، أي إعمالا لبعض قواعد المصالح والمفاسد ومقاصد الشريعة بشكل مغلوط.
أعود للقصة التي ذكرها – رحمه الله – قال: إن أحد العلماء دخل إلى مدينة من مدن المسلمين فوجد أن رجالها يلبسون الذهب والحرير بشكل واضح فاضح؛ فاستغرب ذلك، فلما أراد أن يدخل إلى شارع من شوارع المدينة نصحه أحد المارة - وقد رأي عليه أثر العلم - بأن يمتنع عن الدخول لهذا الشارع؛ لأنه يحوي على بيوت خاصة تجمع كل زانيات المدينة. فاستغرب الشيخ أن يكون ذلك في مدينة أهلها من المسلمين !!! فتوجه إلى مفتي تلك المدينة وسأله وقال له: إني أراكم قد لبستم الذهب والحرير وأنت تعلم حرمته على الذكور من المسلمين، فقال له المفتي: لقد لبسه الفقير والغني منا ولم تعد له مزية خاصة، فقلنا بجواز لبسه للجميع ، فقال له: ولكنكم أبحتم الزنا وجعلتم له أماكن مخصوصة ؟ فقال له المفتي: لقد أردنا حصر الفاحشة في مكان واحد؛ حصرا للمفسدة ففعلنا، فقال له ذلك العالم: اعلم يا هذا أن الشيطان لو سئل عما سُئلتم عنه؛ لما أحسن الجواب كما أحسنتم.