أذربيجان.. ذكرى مجزرة "خوجالي" فظائع الأرمن بحق مسلمي أذربيجان
في ليلة 25-26 فبراير 1992، نفذت القوات المسلحة الأرمينية، بما في ذلك العصابات المسلحة الأرمينية المحلية غير النظامية، وبمشاركة مباشرة من فوج المشاة الآلي 366 التابع لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق، مجزرة دموية في مدينة خوجالي في ناغورنو كاراباخ بجمهورية أذربيجان.
كان احتلال مدينة خوجالي من أبشع الجرائم التي ارتُكبت ضد السكان المدنيين خلال حرب كاراباخ الأولى، وكانت الصفحة الأكثر مأساوية في الحرب. قبل النزاع، كان يعيش 7000 شخص في هذه المدينة الواقعة في منطقة ناغورنو كاراباخ في أذربيجان. منذ أكتوبر 1991م، كانت المدينة مطوقة بالكامل من قبل القوات المسلحة لأرمينيا. في ليلة 25 إلى 26 فبراير 1992م، في أعقاب قصف مدفعي مكثف لخوجالي، نفذت القوات المسلحة لأرمينيا بمساعدة فوج المشاة الآلي رقم 366 في الاتحاد السوفيتي السابق الاستيلاء على خوجالي. دمر الغزاة خوجالي ونفذوا مذابح على سكانها المسالمين بوحشية خاصة.
نتيجة للإبادة الجماعية في خوجالي، قتل 613 شخصًا، من بينهم 63 طفلاً، و 106 امرأة، و 70 مسنًا بوحشية، وطُرد 5379 من سكان المدينة بالقوة، وأسر 1275 منهم واحتجز كرهائن (لا يزال مصير 150 منهم، بينهم 68 امرأة و 26 طفلاً، مجهولاً حتى الآن) وتعرضوا للتعذيب، وأصيب 487، وتم تدمير 8 عائلات بالكامل، وفقد 130 طفلاً أحد الوالدين، وفقد 25 طفلاً كلا الوالدين.
بما أن سكان خوجالي المدنيين ذبح عمدا فقط لأنهم أذربيجانيون، تم وصف المذبحة على أنها إبادة جماعية وحالة من التطهير العرقي.
لقد تبنت الهيئات التشريعية الوطنية في 17 دولة، قرارات تدين مذبحة المدنيين في خوجالي وتعتبرها جريمة ضد الإنسانية. كما عترفت المحاكم والمنظمات الدولية بخطورة الأعمال الوحشية في خوجالي.
شغل الرئيس السابق لجمهورية أرمينيا سيرج سركسيان منصب القائد الأعلى للقوات العسكرية غير الشرعية في الأراضي الأذربيجانية المحتلة في وقت الإبادة الجماعية في خوجالي في فبراير 1992. ولا تترك الأفكار التالية لسارجسيان أي مجال للشك فيما يتعلق بمسألة الجناة الحقيقيون في جريمة خوجالي: "قبل خوجالي، كان الأذربيجانيون يعتقدون أن ... الأرمن هم أناس لا يستطيعون رفع أيديهم ضد السكان المدنيين. تمكنا من كسر هذه [الصورة النمطية] "(توماس دي وال، الحديقة السوداء: أرمينيا وأذربيجان من خلال السلام والحرب (نيويورك ولندن، مطبعة جامعة نيويورك، (2003م، ص 172).
واصلت أرمينيا الاستهداف المتعمد للسكان المدنيين الأذربيجانيين خلال حرب كاراباخ الثانية أيضا. حيث استهدفت السكان المدنيين والبنية التحتية المدنية لمدن أذربيجانية مثل غانجا وباردا وترتر، الواقعة على مسافة كبيرة من منطقة الحرب في عام 2020م، - كما فعلت في عام 1992م -، لاجئة بذلك إلى نفس التكتيكات وهذه المرة مع استخدام الأنواع الحديثة من المدرعات وقاذفات الصواريخ مما أدى إلى مذابح الأذربيجانيين المسالمين المسلمين. غير أن أذربيجان استطاع استعادة أراضيها المحتلة من ما يقارب 30 سنة في هذه الحرب الثانية وفرضت سيادتها عليها.
المصدر: مراسل الاتحاد