البحث

التفاصيل

إمام الأقصى يوسف أبو سنينة.. أتهيأ قبل رمضان لصلاة التراويح وهكذا يجب أن يكون إفطار الإمام

الرابط المختصر :

إمام الأقصى يوسف أبو سنينة.. أتهيأ قبل رمضان لصلاة التراويح وهكذا يجب أن يكون إفطار الإمام

منذ 41 عاما، تصدح حنجرة الإمام المقدسي يوسف أبو سنينة بالصلوات في المسجد الأقصى المبارك، حتى بات المصلون يميزون صوته عن سائر الأئمة، وينتظرون سماع سورة يوسف منه بالتحديد، ومنهم من يطلب منه تلاوتها بين الحين والآخر.

التقته الجزيرة نت للحديث معه عن مسيرته في الإمامة الممتدة منذ 4 عقود، وعن علاقته بهذا المكان المقدس التي بدأت منذ ولادته إلى جواره عام 1958.

ولد الشيخ يوسف أبو سنينة في منزل العائلة بطريق الواد في البلدة القديمة، ومنذ نعومة أظفاره حرص والده على اصطحابه إلى المسجد الأقصى في كل الأوقات، حتى بات المكان الذي يلجأ له للعبادة وقراءة القرآن وحفظه والترفيه.

تلقّى تعليمه الابتدائي في المدرسة العمرية بالبلدة القديمة، والإعدادي والثانوي في مدرستي عبد الله بن الحسين والرشيدية، قبل أن يسافر إلى السعودية ويلتحق بكلية الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

بعد عودته من المملكة السعودية، عُيّن إماما في مسجدين بالقدس لمدة شهور، قبل أن يتقرر نقله للعمل في المسجد الأقصى، وعن ذلك القرار قال "كانت أمنيتي منذ صغري أن أصبح إماما في المسجد الأقصى. شعرتُ بفرحة عارمة في ذلك اليوم، لأن الله أكرمني ووهبني هذه النعمة، وكان سبب مجيئي للأقصى حينها أنني أحفظ القرآن كاملا".

وعن تاريخ صلاة التراويح في المسجد، قال أبو سنينة إنهم لم يكونوا يختمون القرآن في شهر رمضان قديما، لكنه قرر مع إمام آخر ختم المصحف في صلاة التراويح منذ عام 1982، في مصلى قبة الصخرة المشرفة.

يقول "كنا نصلي صلاة تراويح طويلة بهدف ختم القرآن، وفي المصلى القبلي صلاة تراويح قصيرة مع أئمة آخرين، واستمر الحال كذلك حتى عام 1993، عندما قررت دائرة الأوقاف توحيد الإمامة على مكبرات الصوت، فانتقلت الإمامة للمصلى القبلي، وما زلنا نصليها من هناك ونختم القرآن كل عام في رمضان".

لرمضان طقوس وتحضيرات

ما زال الشيخ يوسف يحافظ على مكانته إماما أول في المسجد الأقصى، ويتناوب معه في الإمامة خلال الشهر الكريم 3 أئمة آخرون، ويصف ذلك بالنعمة التي لا تقدر بثمن.

وحول المسؤولية المضاعفة التي يشعر بها الإمام في شهر رمضان، قال الشيخ الستيني "أتهيأ قبل رمضان بتثبيت حفظ القرآن والتمكن منه، فعلى الإمام أن يتقن القراءة وأحكام التجويد، خاصة أن الصلوات تبثها عدة فضائيات وتتوجه عيون وقلوب ملايين المشتاقين إلى المسجد".

شعر بطمأنينة وارتياح خلال حديثه عن صلاة التراويح هذا العام، مع الإعلان عن فتح الأقصى بوجه المصلين عكس العام الماضي الذي أُغلق فيه مع تفشي فيروس كورونا. وعن تلك المرحلة قال إن من الصعب على الإمام أن يصلي بعشرات ومئات آلاف المصلين في رمضان سنويا، ثم يجد أن 20 شخصا فقط يصلون خلفه، متمنيا أن تنتهي حقبة هذا الفيروس قريبا.

ألف المصلون سماع صوته في صلاتي المغرب والعشاء يوميا، بالإضافة لإمامته يومين بالأسبوع في صلاة الفجر، وفي رمضان يحرص أبو سنينة على تناول طعام الإفطار في المسجد عادة أو في منزله بحي وادي الجوز القريب من الأقصى أيضا.

وعمّا إذا كان يجب على الإمام اتباع نظام غذائي مختلف في رمضان، ضحك الشيخ يوسف ثم قال "الطعام الخفيف على مائدة الإفطار يساعد الإمام على القراءة بشكل سلس، والتحرك بخفة أثناء الصلاة.. شخصيا أتناول كمية قليلة جدا من الطعام على الإفطار".

خلال مسيرته في أولى القبلتين، مرّت على الشيخ المقدسي الكثير من المواقف، لكن الموقف الأقسى الذي ما زال راسخا في ذاكرته يعود تاريخه إلى يوم الجمعة الموافق 25 فبراير/شباط 1994، عندما كان يؤم المصلين في صلاة الفجر، وفور انتهائها بدأت تتوارد الأنباء عن وقوع مجزرة في الحرم الإبراهيمي، ليضج الأقصى وتضطرب الأجواء على وقع الأخبار القادمة من الخليل.

روحانيات استثنائية

لم يغفل الشيخ التطرق إلى الظروف القاهرة بتأخير إقامة الصلوات والخطب في الأقصى أثناء الحروب والانتفاضات والأوضاع الأمنية المتردية في القدس، لكنه يؤكد أن كل هذه الظروف والضغوط النفسية تتبدد بمجرد مباشرته الإمامة في هذا المسجد الذي يشعر فيه بروحانيات استثنائية.

وبمجرد وصول التلاوة خلال صلاة التراويح إلى سورة يوسف، يستعد الشيخ بشكل مختلف، فهي السورة التي ينتظر المصلون سماعها منه، وقال "كثيرون يطلبون مني قراءة هذه السورة لأنني أتأثر جدا بالمواقف التي مرّ بها سيدنا يوسف، وعند كلامه أرتل بصوت حنون، وعند حديث إخوته أتلو بشدة، وتلاوات أخرى مختلفة عند كلام الملك وسيدنا يعقوب والمساجين.. يستطيع الإمام التلوين بنبرة صوته في هذه السورة بين الشدة والحزن والجمال، وهذا يجذب الناس".

مع انهماك الشيخ يوسف أبو سنينة ببرنامج الإمامة الرمضاني وتثبيت حفظه لكتاب الله، ودّعته الجزيرة نت من مكتبه المطل على باحات المسجد بعد إطلاقه أمنيته من خلالها، قائلا "أمنيتي أن يُفتح المسجد الأقصى أمام العالم الإسلامي كافة، وتنشط الحركة العلمية فيه مجددا، فلطالما كان بيئة خصبة لعلماء المسلمين الذي اعتكفوا وألفوا كتبا في رحابه، ومنهم الإمام الغزالي الذي مكث فيه عامين وألّف كتابه: إحياء علوم الدين".

المصدر: الجزيرة

 


: الأوسمة



التالي
نور الدين الخادمي: المسلمون غفلوا عن تدبر القرآن ورمضان فرصتهم لذلك
السابق
لأنهم حرموه من قراءة القرآن.. المعارض الروسي نافالني يهدد بمقاضاة سجانيه

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع