الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (4/ 30)
أن نوقر الكبير، ونحترم النديد، ونرحم الصغير!
إن توقيرك من هو أكبر منك سنًا، أو مقامًا: من الإيمان!
وإن احترامك من في مرتبتك: من الإيمان!
وإن رحمتك من هو أصغر منك: من الإيمان.
ففي الأثر: "ليس منا-يعني من أكمل المؤمنين-من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالِمنا حقه"
ولنحاولْ أن نتخيل مجتمعًا إنسانيًّا تسوده هذه القيم الراقية: التوقير، والاحترام، والرحمة! لا شكَّ أنه سيكون من أرقى المجتمعات، وأنبلها، وأكثرها تحضرًا!
ورحمة الأصغر منك لها طُرقٌ كثيرة، وكريمة؛ فمنها: أن تتواضع له، وأن تجيب مطلبه في حدود طاقتك، وأن تصبر على طيشه، وسوء تصرفه، وكثرة تقصيره، وأن تترفق به عند الخطأ، وألا يطلع منك إلا على كل خير؛ لأنك في موضع القدوة بالنسبة له.
ومن احترام النديد: أن تحفظ له مكانته، وألا تخلط معه الجد بالهزل، وأن تحافظ على شعوره، وأن تذكر مميزاته، وتمدح مهاراته، وتُثني على أخلاقه، وأن تدافع عنه بالحق، وأن تُخلص لها النصيحة بغاية الترفق، وأن تُحسن عشرته.
ومن توقير الكبير: أن تُقَدِّمَه على نفسك في كل شأن ذي بال، وأن تُخاطبه بما يليق بمكانته؛ من الأسماء، أو الألقاب، وأن تكون في حضرته في غاية الحشمة والتحفظ وأن ترجع إلى رأيه في الأمور الجليلة، وأن تأخذ بمشورته في القضايا الخطيرة.
إن هذه سلوكيات حضارية، غير أننا نحب أن نضيف إليها اللمسة الإيمانية؛ حتى نظفر بثواب الآخرة، مع راحة الدنيا.