باكستان.. إحالة قرار لطرد السفير الفرنسي للبرلمان على خلفية قضية نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد
قال وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد إن الحكومة ستتوجه إلى البرلمان اليوم الثلاثاء، لإجراء تصويت على طرد السفير الفرنسي بعد احتجاجات عنيفة مناهضة لفرنسا بسبب نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الوزير في كلمة متلفزة أنه "بعد مفاوضات طويلة مع حركة لبيك باكستان تم الاتفاق على أن نطرح مشروع قرار في البرلمان اليوم لطرد السفير الفرنسي".
ويعد طرد السفير واحدا من 4 مطالب رئيسية لحركة "لبيك باكستان" التي يتظاهر أنصارها منذ أكثر من أسبوع احتجاجا على الرسوم المسيئة، وقد انطلقت مفاوضات بينها وبين الحكومة أمس الاثنين.
ومن إسلام آباد، أشار مراسل الجزيرة أحمد بركات إلى أن الطرفين اتفقا أيضا على أن توقف الحركة احتجاجاتها مقابل الإفراج عن أعضائها المعتقلين ورفع قيود السفر عن أعضاء آخرين.
ملابسات الاتفاق
وأوضح المراسل أن التصويت البرلماني قد لا يسفر عن قرار حاسم لطرد السفير الفرنسي، إذ تتمتع حكومة عمران خان بأغلبية بسيطة، وربما ينتهي الأمر بقرار إدانة واستنكار ضد فرنسا.
وذكر أن التحليلات تشير إلى أن الحكومة سارعت إلى عقد هذا الاتفاق مع الحركة بعدما دخلت قوى من المعارضة على خط الاحتجاجات وأعربت عن تأييدها للحركة.
وأضاف أن هناك تساؤلات عديدة بشأن واقعية الاتفاق، خاصة أن "لبيك باكستان" تعد حركة محظورة في الوقت الراهن.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية إن المفاوضات مع الحركة أفضت صباح أمس إلى إطلاق سراح أفراد من الشرطة كان المحتجون يحتجزونهم رهائن بسبب العنف الذي واجهتهم به أثناء فض الاحتجاجات في لاهور.
وتؤكد الحركة أن عددا من أنصارها قتلوا في مواجهات وقعت أول أمس الأحد، وقال القيادي في الحركة محمد شفيق "لن ندفنهم ما دام السفير الفرنسي لم يطرد".
وشلّت الاحتجاجات ضد فرنسا مدنا باكستانية عدة، موقعة 6 قتلى بين عناصر الشرطة، ودفعت السفارة الفرنسية إلى دعوة رعاياها لمغادرة البلاد مؤقتا، وقالت وكالة الصحافة الفرنسية "يبدو أن قسما كبيرا من الفرنسيين تجاهلوا هذه التوصية".
ومنذ أشهر تتواصل في باكستان الاحتجاجات ضد فرنسا بعدما دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مجلة "شارلي إيبدو" في إعادتها نشر رسوم كاريكاتيرية تسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في كلمة أمس الاثنين إن عمليات الحرق والتخريب والاحتجاجات والمظاهرات لا تخدم الإسلام ولا تؤثر على المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم.
وأوضح خان أنه ينسق مع قادة مسلمين آخرين لتجريم الإساءة إلى الإسلام ورموزه.
وجاء في كلمته "هل يظن أحد أن أمر التجديف لا يعنينا، إننا نتألم لما يجري، ومن يقرر هذا الحب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ لكن حينما يتحول هذا الحب للنبي إلى عنف ويساء استخدامه فإن هذا لا يخدم الدين، بل يسبب مشاكل لبلادنا وليس للبلاد التي أساءت، إننا بالمظاهرات والفوضى نؤذي أنفسنا ولا نؤذي الغرب".
المصدر: الجزيرة + رويترز