الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (8/ 30)
أن نُكرم ضيوفَنا، وتُحسن إلى جيرانِنا!
إما إكرام الضيف-كل ضيف-فهو من علامات المروءة، ودلائل الإنسانية، ومظاهر الإيمان؛ لأن الضيف لن يأخذ غير رزقه المقسوم له؛ لذلك يجب ألا نتكلف من ضيوفنا؛ حتى لا نضيق ذرعًا بزيارتهم، ولا يجوز أن نبخل عليهم؛ بأفضل مما لدينا، فإن لم يكن: فالاستقبال الطيب، وحرارة اللقاء، والكلمة الطيبة، والحوار اللطيف، والسؤال عن الأحوال: يُدخل على ضيوفنا البهجة، ويُدخل علينا السرور.
وإكرام الضيوف: سنة الأنبياء: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ⁕ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ⁕ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ⁕ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ}
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم إكرام الضيف من شُعَب الإيمان: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
وأما الإحسان إلى الجيران-جميع الجيران-فهو مما اتفقت عليه الطباع السليمة، واستحسنته العقول الصحيحة، وتواصى به أصحاب الفطرة المستقيمة؛ إذ الجار بمثابة الشريك في العيش، والعشير في الحياة، وإنه ليطلع من أحولنا على ما لا يطلع عليه سواه، وقد قرنه الله تعالى في وجوب الإحسان بالوالدين، والأقربين، بل غلب على ظن النبي صلى الله عليه وسلم أن وصية جبريل بالجار توشك أن تجعله وارثًا لجاره!!
فالحذرَ الحذرَ من الإساءة إلى جيراننا؛ ويكفينا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَدخلُ الجَنَّةَ من لا يأمنُ جارُه بوائِقَه) أي: أذاه وأضراره وإساءاته.