الرابط المختصر :
من شُعَب الإيمان (25/ 30)
أن نتحرى الصدق، ونجتنب الكذب!
إن الصدقَ في كل شأنٍ: ذروةٌ سامقةٌ مِنْ مكارم الأخلاق، وفضائل الآداب، وشمائل الصلاح، وإن المرء الأنف لا يرضى على نفسه الكذب، ولو كان غير مؤمن، فكيف بالمؤمن؛ الذي ناداه ربُّه مع جملة إخوانه الموحدين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
وقد رغَّبَنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ورهَّبَنا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: {عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق: حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب: حتى يكتب عند الله كذابًا!}
والإنسانُ الصادقُ: يحيا في طمأنينة، ويعيشُ في سكينة، ولا يخشى جنابَ أحدٍ؛ لأنه طاهرُ الذيل، صافي السيرة والسريرة؛ {... فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة!}
وقد وصلتْ ثقافة الصدق عند المسلمين أن الإمام البخاري رفض أن يأخذ الحديث النبوي عمن كذب على بهيمته؛ فكيف بمن يكذب على ربه، وعلى نفسه، وعلى البشر؟!
والصدقُ غير مقتصر على مجرد الأقوال، بل ينبغي أن نتحرى الصدقَ في نياتنا، وفي عقيدتنا الدينية، وفي عزائمنا، وفي عباداتنا، وفي أعمالنا، وفي سريرتنا، وفي ظاهرنا.
ولا بأس من الكذب الصريح مع الأعداء، وفي الصلح بين المتخاصمين، وبين الزوجين؛ لتستقيم الحياة الأسرية، وهذا خروجٌ اضطراري عن قاعدة الصدق الإيمانية.