كيف نتعامل مع القرآن
أ. د صلاح سلطان
يشكو القرآن من شوال إلى شعبان طول الهجران، واستمرار النسيان، أن يشدو المسلمون ليلاً ونهاراً بالقرآن، ويجعلوه سميرهم في الأفراح والأحزان، ورفيق دربهم في البادية والعمران، حتى يرضى عنهم الرحمن، ويدخلهم به في أعلى الجنان.
نحن لابد أن نكون شجعاناً في الاعتراف بأننا نقرأ أو نسمع القرآن ونحن مرضى القلوب والعقول ، أو قراءة مريضة، لأن القرآن هو الذي أصلح الكثير من الناس لم يتغير، بل نفوسنا تغيرت ، فصارت مثل أرض سبخة تلقي فيها أفضل البذور، فلا تنتج إلا القشور، ومثل المرأة الحسناء في المنبت السوء.
من هنا نحتاج إلى تغيير تعاملنا مع القرآن على النحو التالي :.
1-تعلم أحكام التجويد بمهارة فائقة .
2- تعود القراءة اليومية (جزء) من أول المصحف والاستمرار حتى آخره .
3- التقاط آية من الورد والمعايشة فيها وتدبرها بعمق .
4- الانتظام في حلقة قرآنية أسبوعية على الأقل في المسجد القريب أو مؤسسة خيرية أو المنزل مع الأهل والأقارب والأصدقاء .
5- وضع معنى عملي كل أسبوع يحتاج إلى تطبيق على النفس مثل: ضبط شهوة النظر إلى الحرام، الخشوع في الصلاة، صدقة السر، زيادة بر الوالدين، الإحسان إلى الزوج أو الزوجة، عدم التدخل فيما لا يعني، العدل في الرضا والغضب، الاقتصاد في الإنفاق حتى مع الغنى، الكلمة الطيبة، إفشاء السلام، إطعام الفقراء، .......، سيكون خلقنا القرآن فعلاً بعد حين .
6- تعليم الآخرين ما تعلمته من تجويد وتفسير، وما جادت به الرحمات الربانية من أفكار حول الآيات من التدبر، وهذا سيجعلك دائماً ربانياً لقوله تعالى:"وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ" (آل عمران: 79).
7- لا مانع شرعاً من جعل جزء من ختمة القرآن قياماً بالليل، بإمساك المصحف في اليد أو وضعه أمامنا ثم نقرأ منه، وقد حقق هذه القضية فضيلة الشيخ نظام يعقوبي وأورد الأدلة الشرعية والمذاهب الفقهية التي تجيز النظر أو إمساك مصحف في النوافل
.
من كتاب ثوابت الإيمان بعد رمضان