الرابط المختصر :
قوانين الوجود بين سوء الطالع وضياع المصالح
تأملات في آية
بقلم: أ.د إبراهيم أبو محمد
من سوء الطالع أن يتجه جهد المرء في عكس الحقائق والقوانين الكونية الثابتة، وأن تتوجه بوصلته نحو الباطل بقصد وسبق إصرار، وكل جهد يبذل في هذا المجال تأثيره وقتي، وبقاؤه ليس محكوما عليه بالفشل فقط وإنما بالمحو والمحق، مهما بلغت قوة المال خلفه.
وتلك سنة كونية وقانون حاكم في ثوابت الوجود الاجتماعي في الأفراد والمجتمعات والناس.
وبعض الأنظمة الحاكمة تعيش حالة (فوبيا) من كل ما هو إسلامي المنشأ والاتجاه، وتحاول أن تخفي هذا الغل تجاه الإسلام الحقيقي بإسلام بديل هو إسلام (الخلاط) الذي ينتج سمك لبن تمر هندي، وتستأجر لهذا الخلاط كي يعمل عمالا غير مهرة لا يتقنون الصنعة، ولا يحسنون تسويق السلعة (سمك لبن تمر هندي)، وإنما يكشفون عوار الفكر وعورة التوجه وقبح المنتج وكم هو رخيص ومبتذل.
خلاط الإسلام البديل تكاليفه عالية وعوائده الخسار، والجهد المبذول فيه لتزوير التاريخ وتدنيس الحقائق والتلبيس على خلق الله لو بذل ربعه في تطور البلاد وتنمية مجتمعاتها لربما وصلت إلى مصاف الدول الكبرى، لكن العمي الإرادي يسيطر على قرارها لدرجة الهوس أو الصرع، فلا تجد مصيبة حلت بالمسلمين في مكان ما، إلا وكان المال السياسي المغتصب من حقوق الناس خلف تلك المصيبة.
الكارثة الكبرى أن كل هذا البذل الشيطاني سيذهب سدى، لأن غباء أصحابه قادهم إلى معاندة الله في وعده، ولذلك فلن يرفع الله لهم راية، ولن يحقق لهم غاية. فضلا عن فضيحة الحال وسوء المآل، تأمل ما قال ربنا جلا وعلا: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ
فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ﴿53-50﴾ النمل.