الرابط المختصر :
أعتذر عن قبح سؤالي ولكن كنت أريد معرفة حكم المنتحر؟ مع إيمانه بالله عزل وجل وأنه لا شريك له وأنه لم يفعل ذلك لغضب الله ولكن لأسباب اخري فما هو حكمه وشكرا جزيلاً.
الجواب:
لابد أن يعلم السائل ومن يقرأ هذا الجواب، أن الابتلاء سنة ربانية كونية ثابتة ولن تجد لسنة الله تبديلا، وأن هذه الدار التي نعيشها هي دار ابتلاء، يتعرض فيها المؤمن والكافر لصنوف متنوعة ومتفاوتة من البلاء والمصاعب والاختبار؛ تارة يكون البلاء بالضراء وتارة أخرى يكون بالسراء، أما المؤمن فهو مطالب بالصبر والتصبر والاحتساب، وأن يوقن بأن بلاء الدنيا وعذابها لا يقاس بعذاب الآخرة وسخط الله سبحانه وتعالى، وقد يكون في طيات الابتلاء مفاتيح الفرج أو كفارة للذنوب، وقد نرى بعلمنا المحدود القاصر أشياء ظاهرها الشر، ويودع الله عز وجل فيها الخير والفرج ، فلا يجوز أن يبادر المؤمن بإزهاق روحه فرارا من الحياة.
وقد اتفقت كلمة العلماء على أن الانتحار كبيرة من أعظم الكبائر لقوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم: (مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ...).
بل ذهب بعض الفقهاء قديما وحديثا إلى أن المنتحر لا يُصلى عليه ولا تُقبل توبته تغليظا لجريمته الكبيرة ولما ورد من أحاديث تفيد خلوده في نار جهنم عياذاً بالله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن الصلاة على منتحر في زمن التشريع!
أما من دَفَعه المرض النفسي أو الجنوح العقلي لجريمة الانتحار فقد يدخل في دائرة من رُفع عنهم التكليف والمؤاخذة، وذلك بحسب نوع المرض ودرجته، لأن هذه الأمراض تسبب اضطراباً حاداً في الشعور، وسوء تحكم في السلوك قد يدفع المريض لهذه العمل الشنيع، فيكون الحكم عليه فرعا عن تصور حالته الصحية والنفسية.
والله تعالى أعلم
بقلم: د. ونيس المبروك
عضو لجنة الفتوى في الاتحاد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الفقرة هي أجوبة على أسئلة وفتاوى المتابعين الكرام ، فيمكن الجميع التواصل معنا عبر الرسائل في الفيسبوك أو على رقم إيميل المكتب الإعلامي [email protected] .