مقال بـ “ذا كونفرزيشن”: هكذا أصبحت تشيلي جزءا من العالم الإسلامي الآخذ في التوسع
أصبحت تشيلي، التي تعد واحدة من أكثر الدول ازدهارا واستقرار في أمريكا الجنوبية “جزءا من العالم الإسلامي الآخذ في التوسع”.
هكذا عرّف موقع “ذا كونفرزيشن” الأسترالي في مقالة لباحثين اثنين متخصصين في علوم الشرق الأوسط، ظاهرة تنامي عدد المسلمين في تلك الدولة اللاتينية وزيادة تأثيرهم من خلال عدد من الأنشطة الدينية والاجتماعية.
ووصل المسلمون الأوائل إلى أمريكا اللاتينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث سافر هؤلاء المسلمون المعروفون باسم “الموريسكيين” إلى المستعمرات، على أمل تجنب الاضطهاد تحت التاج المسيحي في إسبانيا.
وجاء المسلمون أيضًا إلى الأمريكتين خلال القرن الثامن عشر أفارقة مستعبدين في ظل الإمبراطورية البرتغالية والإسبانية. وكان معظمهم من غرب أفريقيا.
ثم قادوا في البرازيل واحدة من أكبر الثورات في القارة اللاتينية ضد الرِق.
وتحتضن قارة أمريكا اللاتينية تحو 1.7 مليون مسلم، حسب المصدر ذاته.
وصول الإسلام إلى تشيلي
في المقام الأول، وصل الإسلام إلى تشيلي من خلال الهجرات اللبنانية والسورية والفلسطينية من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
هرب هؤلاء المهاجرون من بلاد الشام، والظروف التي كانت عليها حينئذ الخلافة العثمانية، واستقروا بشكل دائم في تشيلي وأسسوا المؤسسات الإسلامية الأولى في عشرينيات القرن الماضي.
يبلغ عدد سكان تشيلي 16 مليون نسمة، منهم نحو 5 آلاف شخص يعتنقون الإسلام من السنة والشيعة.
هؤلاء المسلمون لم ينفردوا بأنفسهم بل رصدت حالات عدة لانخراطهم الكبير في المجتمع التشيلي، وقيامهم بأعمال خيرية، وتنظيمهم احتفالات وفعاليات مرتبطة بالدين الإسلامي في مساجدهم لاسيما في بالعاصمة سانتياغو.
وأشار الموقع أن عددا من هؤلاء المسلمين هم نتيجة اعتناق أناس غير مسلمين للدين الإسلامي في تشيلي.
الملامح الأولى للإسلام في تشيلي
يعود تاريخ تدشين المسلمين في تشيلي لمؤسساتهم الخاصة إلى عام 1926، عندما أسسوا “جمعية الاتحاد الإسلامي”، التي استمرت مظلة رسمية حتى العام 2000 حين اختار مسلمو تشيلي تغيير الاسم عن طريق تأسيس المركز الإسلامي.
وفي عام 1989 أثمرت جهود الجالية العربية في سانتياغو عن وضع حجر الأساس لمسجد السلام الذي يتسع لنحو 1500 مصلٍّ.
وينظم هذا المسجد، الذي يلفت الانتباه بمئذنته العالية ومكبرات الصوت التي تصدح بالآذان، ومركز السلام الإسلامي، بنشاطات عامة عدة، وله علاقات رسمية بالدولة التشيلية ومؤسسة اتحاد الأديان.
ويستضيف المركز باحثين في الشؤون العربية والإسلامية من جامعات البلاد، بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية وتنظيم محاضرات في المدارس والجامعات والنوادي واستضافة الأعياد.
ويعتبر مجتمع مسجد السلام جزءاً صغيرا من المجتمع المسلم في تشيلي، في سانتياغو وجميع أنحاء البلاد، حيث توجد مساجد ومراكز سنية وشيعية وصوفية أخرى لها مجتمعاتها المحلية.
ورغم اختلافاتهم القومية والدينية، فإن أعضاء هذا المجتمع المبكر وحدوا جهودهم باعتبارهم مسلمين لإرساء حجر الأساس للإسلام في تشيلي.
والآن، وبعد ما يقرب من قرن على بناء أول مركز إسلامي، يوجد في تشيلي أكثر من 13 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا باعتبارذلك جزءاً من العالم الإسلامي الآخذ في التوسع.
المصدر: صحف ومواقع أجنبية