نظمت هيئت نصرة النبي صلى اللله عليه وسلم مؤتمرا عالميا بتاريخ 26 / اكتوبر وحضره عدد كبير من علماء الأمة الإسلامية، وكان لفضيلة الأمين العام الشيخ الدكتور علي القره داغي كلمة رئيسة وهذا نصها
كلمة فضيلة الأمين العام أ.د علي القره داغي في المؤتمر العالمي لنصرة الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم "
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الغُرّ الميامين، ومن تبع هداهم إلى يوم الدين.
وبعد،،
فنحن اليوم وبحمد الله تعالى في حضرة الحبيب المصطفى " صلى الله عليه وسلم " ومن باب الاقتداء بالحبيب المصطفى: شكر من هيأ لنا هذا المؤتمر لأنه " صلى الله عليه وسلم " قال: " لا يشكر الله من لم يشكر الناس " ، لذلك أقدم – شكري - لفضيلة أخي د محمد الصغير، ولكل من ساهم في إعداد هذا المؤتمر، ولا يمكننا ونحن في بلاد الجلال والجمال إلا أن نشكر تركيا العزيزة لمواقفها المشرفة، ولأنها مأوى المظلومين.
أصحاب الفضيلة:
حينما نتحدث عن شخص عظيم يَصِفُه الله تعالى بالرحمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء 107، ويعطيه من صفاته صفتين هما: الرؤوف الرحيم، ويشهد له بأنه لعلى خلق عظيم، ورفع ذكره بذكره معه في الأذان، ويصفه بالنور والسراج المنير، وصلى عليه بنفسه ثم ثنّى بملائكته ثم أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، ويزكيه بقوله ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )، ويزكي عينه وبصره فقال تعالى ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )، ويزكي فؤاده ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى )، ويزكي نطقه فيقول ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) بل أعلن اكتمال الدين به فقال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ).
إذن يا سيدي يا رسول الله، كيف أتحدث عنك؟
والله إني لوجل بقلبي ويقشعر جلدي أن أقف أمامك لأصفك.
ولكني أفديك بروحي وكل ما أملك، والله اسأل أن يوفقنا لنعمل جاهدين لتحقيق محبتنا لك التي لابد أن تفوق محبتنا لأنفسنا وأهلنا أجمعين.
ياسيدي يا رسول الله أقف عند هذه الآية بإجلال بل عاجزاً عن الشكر لله تعالى على كونك رسولنا وقائدنا، حينما يقول رب العالمين ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران 164،
يا سيدي يا رسول الله حقا فأنت أعظم نعمة فقد كنا ضالين فهدانا الله بك، وكنا متفرقين فجمعنا الله تعالى بك، وكنا أذلة فأعزنا الله بك، وكنا جاهليين فقمت بتعليمنا وتربيتنا وتزكيتنا.
يا سيدي يارسول الله، والله إنا نحبك حباً تجاوز حدود المادة حباً مثل حب ثوبان، حباً يدفعنا إلى طاعة الله وطاعتك أملاً في أن نلقاك على الحوض الكوثر يارسول الله أملاً في أن نكون معك في الفردوس الأعلى ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ) النساء 69، اللهم اجعلنا منهم.
يا سيدي يا رسول الله، لم نقم بواجبنا نحوك كما ينبغي لجلال مقامك وحقك علينا ، لا في توصيل أخلاقك، وسيرتك إلى الآخرين، ولا في نصرتك أمام المستهزئين. ورجاؤنا من فضل الله تعالى أن يجعلنا في من قال الله تعالى فيهم ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف 157،
وأخيراً حتى نكون صادقين ومفلحين فعلينا أن نُحوّل القول إلى العمل، والحب إلى الاتباع والإبداع، وعلينا أن نضع خطة استراتيجية لها وجهان مكملان:
الوجه الأول: نحو أمتنا الاسلامية وواجبها نحو رسولها " صلى الله عليه وآله وسلم ".
الوجه الثاني: نحو الأمة المدعوة الأمة الإنسانية حتى نوصل إليها رسالة الرحمة والخلق العظيم.
وفي الختام حتى تستمر مؤسساتنا فإن علينا أن نسعى لوقف عالمي لنصرة رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ونشر دعوته وأخلاقه، وأنا أبدأ بنفسي بإذن الله تعالى.
وأخيراً أقول مثل ما قاله الشافعي:
خير النبيين لم تُحصر فضائله مهما تصدت لها الأسفار والكتب
خير النبيين لم يُقرَن به أحد وهكذا الشمس لم تُقرَن بها الشهب
وقال أخر:
وَضَمَّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمِهِ إذ قال في الخمس المؤذِّنُ أشهدُ
وشقّ له من اسمه لِيُجِلَّهُ فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ
ثم قال:
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً يلوحُ كما لاح الصقيلُ المهنَّدُ
ثم قال:
بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدِ
وَلا تَمتَحي الآياتُ مِن دارِ حُرمَةٍ بِها مِنبَرُ الهادي الَذي كانَ يَصعَدُ
أ.د علي محيي الدين القره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين