الرابط المختصر :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد،
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من منطلق حرصه على وحدة أهل القبلة، وأبناء الملة وحذره من كيد أعداء الأُمّة الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويدوسوا حرمات الإسلام بأقدامهم: يُذَكِّر بما سبق له أن نَبَّه عليه، وهو وجود طوابير متعدِّدة في العراق الشقيق، ممن يريدون سوءاً بالإسلام وأهله، يقومون بأعمال ظاهرُها المقاومة، وهي في حقيقـة الأمـر امتـدادٌ للعــدوان، وتشويـهٌ لصـورة المقاومة الشريفة، وأنَّ بعض هذه الطوابير ربَّما كانت مرتبطةً بأجهزة الاستخبارات الصهيونية والعالمية، وأنّ على المقاومة الشريفة أن تستنكر أعمالهم، وتفضح عمالتهم واختراقَهم.
كما نَبَّهَ الاتحادُ إلى أن العراق اليوم يتعرَّض لمؤامرة خطيرة تهدف إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي ولو بقي دولة واحدة، وذلك عن طريق إثارة النعرات المذهبية والقومية، وتضخيم نقاط الاختلاف، ويُنبِّه الاتحاد إلى أنَّ الواجب الشرعي والوطني يقتضي من جميع أبناء العراق نبذ خلافاتهم ووقوفهم صفاً واحداً، من أجل طرد الاحتلال وبناء عراق موحَّد لجميع أبنائه.
والاتحاد إذ يستنكر الجريمتين الفظيعتَيْن اللتين وَقَعَتَا بالأمس في النَّجَف وكربلاء، يهيب بعلماء المسلمين من السنَّة والشيعة أن يجتمعوا في أقرب وقت ممكن للاتفاق على طُرُق الوقوف في وجه هذه المؤامرات والدسائس، وتكثيف جرعة المحبَّة والتوادّ والتَعَاطُف والتَرَاحُم بين المؤمنين جميعاً، حتى يكونوا كالجسد الواحد، كما صورهم الحديث الشريف. والاتفاق كذلك على سُبُل وقاية جميع أبناء الأمة من مؤامرات هؤلاء المجرمين الذين تمكَّنوا أن يندسُّوا في صفوف المواطنين بعد أن يَسَّرَت لهم قوّات الاحتلال أن يجوسوا في البلاد ويكثروا فيها الفساد.
ويُذكِّر الاتحاد الجميع بتحـذير النبي صلى الله عـليه وآله وسلّم للأُمَّة في حـجة الوداع حين قـال: «لا ترجعوا بعدي كُفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».
والله يتولَّى الجميع بحفظه ورعايته وتسديده، والله وليُّ المؤمنين.
رئيس الاتحـاد: الأستـاذ الدكتـور يوسـف القرضــاوي
الأمين العام للاتحاد: الأستاذ الدكتور محمد سليم العـوّا