الرابط المختصر :
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
بمناشدة المسلمين حكومات وجمعيات وأفراداً
لإسعاف إخوانهم المنكوبين بسبب الزلزال الأخير
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه، ومن تبع هداه، وبعد،
فقد استقبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بألم شديد مع الرضا بقضاء الله تعالى أنباء الكارثة المفجعة التي نتجت عن زلزال المحيط الهندي، حيث راح بسببه مئات الآلاف من الموتى والمفقودين، والجرحى، وتكبدت من خلاله الدول المتضررة عشرات المليارات من الدولارات، وشردت عدة ملايين من العوائل وأصبحت بحاجة إلى المأوى والغذاء والدواء.
وأمام هذه الفاجعة الأليمة يقدم الاتحاد رئيساً ونواباً، وبمكتبه التنفيذي، ومجلس أمنائه، وأعضائه في جميع أنحاء العالم: تعازيه الحارة إلى جميع أسر هؤلاء المتضررين، وحكوماتهم، داعياً الله أن يكتب لهم الصبر والسلوان وأن يعظم أجرهم ويحسن عزاءهم، ويدفع عنهم كل مكروه.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذ يشاطر إخوانه وأخواته في المناطق المتضررة هذه الآلام، يدعو العالم الإسلامي حكومات وشعوباً وأفراداً إلى المزيد من البذل والعطاء، ويناشدهم الإيثار بكل ما يمكنهم، لمساعدة إخوانهم المنكوبين في جميع المناطق المتضررة وتقديم العون والمساعدة المادية والمعنوية، وإرسال الأعداد الكافية من الأطباء والممرضين ليقوموا بواجب العلاج، وتشكيل اللجان الوطنية والدولية لهذا الغرض الإنساني النبيل أو المساهمة مع هيئات الإغاثة الإسلامية المحلية والدولية في سبيله، وذلك تنفيذاً لما أمر به الإسلام من الإحساس بما أصاب جسد الأمة من الأذى (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم، ولما أوجب الله تعالى من فعل الخير (وافعلوا الخير)، ولما فرض الله تعالى على هذه الأمة من إغاثة الملهوف، وتنفيس الكرب، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (على كل مسلم صدقة... ثم قال: (يعين ذا الحاجة الملهوف) رواه البخاري ومسلم، ويقول كذلك: (من نفَّس عن مسلم كُربة من كُرب الدنيا نفّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة.... والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم.
فنحن جميعاً مسؤولون أمام الله تعالى (هاأنتم هؤلاء تُدْعَوْنَ لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) سورة محمد / الآية 38.
والحمد لله رب العالمين،
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
أ.د. يوسف القرضاوي