بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الثالث
لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
في دورته الرابعة 2014م - 2018م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،،
انعقد بفضل الله وتوفيقه الاجتماع الثالث وذلك بتاريخ 22-23 صفر 1437 هـــ الموافق 6-7 ديسمبر 2015 بالعاصمة القطرية الدوحة، وبرئاسة رئيس الاتحاد فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي.
وقد تدارس المجلس العديد من القضايا الداخلية للاتحاد ولجانه وفروعه، بعض القضايا المتعلقة بأوضاع الأمة الإسلامية.
وفي خاتمة جلساته أقرّ المجلس البيان التالي:
أولاً: بخصوص الأعمال والأنشطة الداخلية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يعبر مجلس الأمناء عن ارتياحه وتثمينه لما تم، وما يجري تنفيذه، من مشاريع وأنشطة علمية، وتعليمية، ودعوية، ويدعو إلى مواصلة هذا النهج وتوسيعه، سواء على صعيد المركز والمقر المركزي، أو على صعيد الفروع أو الأعضاء، أينما وجدوا. فالرسالة العلمية والتعليمية والدعوية هي أولى أولويات الاتحاد خصوصاً والعلماء عموما.
ثانياً: وفى نطاق ذلك فإن مجلس الأمناء يثمن ما يبذله الاتحاد من جهود في التعريف بالإسلام لدى الناس كافة، ليستفيدوا بما جاء به من خير للبشرية أمنا وسلاما وتنمية حضارية، ويحث على المضي في ذلك بأكبر قدر من الجدية، كما يثمن الاتحاد ما تبذله الأمانة العامة من جهود في تصحيح المفاهيم لدى المسلمين وترقية الوعي الديني الصحيح عند الشباب منهم خاصة، وهو ما يتمثل في السعي الجاد إلى إنشاء المؤسسات التعليمية، والبحثية، والدعوية، لتساهم في أداء هذه المهمة، ولتدفع جهود الأمة الإسلامية نحو طريق التنمية وتأخذ طريقها إلى النهضة الحضارية بإذن الله تعالى.
ثالثا: وبخصوص القضية الفلسطينية يجدد الاتحاد مواقفه المبدئية الثابتة، ويؤكد بصفة خاصة ما يلي:
1- دعمه الكامل للمرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى.
2- إدانة جرائم الاحتلال الصهيوني من اعتداءات متكررة على المسجد الأقصى وعلى المصلين، وعلى أهل القدس الشريف.
3- إدانة الإعدامات الميدانية المباشرة للمواطنين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، وهدم البيوت، والانتقام من أقارب الشهداء والأسرى والمرابطين.
4- رفضه التام لحظر الحركة الإسلامية في فلسطين 48، ومنع أنشطتها، مع ما تم بالفعل من مصادرة ممتلكاتها ومقراتها.
5- يدعو الاتحاد جميع المسلمين حكومات وشعوباً ومنظمات وعلماء ومفكرين وإعلاميين، وجميع أحرار العالم إلى الدعم الدائم للشعب الفلسطيني بجميع الأشكال، ومناهضة جميع جرائم الاحتلال الصهيوني ضده، مع العلم أن الاحتلال نفسه هو الجريمة الكبرى التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني، سواء من بقي منه تحت هذا الاحتلال، أو من هجروا وشردوا على يده الغاصبة الأثيمة.
6- يستنكر الاتحاد الحصار الهمجي المفروض على قطاع غزة، ويعتبره جريمة في حق الإنسانية، بما يتضمنه من إفقار وتجويع وحرمان من أبسط حقوق الحياة وأدنى درجات الكرامة الإنسانية، ويدعو إلى الوقف الفوري لهذا الحصار الإجرامي.
8- يجدد الاتحاد دعوة جميع الفصائل والمنظمات الفلسطينية إلى التصالح والتوافق، وبناء المؤسسات الموحدة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
رابعاً: وبخصوص الأوضاع الداخلية للبلدان الإسلامية وبخاصة التي تعاني من الصراعات الداخلية، فإن الاتحاد يدين بشدة ما تتعرض له بعض البلاد الإسلامية من فتن بأيد أجنبية، أو أيد طائفية يُقتل فيها المسلمون بما تكاد أن تكون إبادة جماعية، تنتهك أعراضهم وتدمر أملاكهم، مثل ما يقع في سوريا، والعراق، واليمن، وميانمار، وأفريقيا الوسطى. ويدعو الاتحاد الدول الإسلامية ويستنهض الضمير العالمي الحر إلى السعي الجاد لإيقاف هذه المآسي، وحقن هذه الدماء وتمكين الشعوب من أن تعيش آمنة، وأن تمكن من خياراتها الحرة لتصيغ مصيرها دون تدخل خارجي .
كما يعبر الاتحاد عن قلقه الشديد مما يقع في بعض البلدان الإسلامية من الفتن الداخلية التي يتقاتل فيها الشركاء في الوطن الواحد مثلما يقع في ليبيا ويدعو الجميع إلى أن يجتمعوا على كلمة سواء ليحلوا مشاكلهم بالحوار والمصالحة والوفاق، تحقيقا لقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" (آل عمران: 103)، يرى الاتحاد أنه لا مناص من السير في اتجاه توطيد الحريات والاعتماد على الحوار والتفاهم، في ظل احترام إرادة الشعوب وهويتها ومرجعيتها الإسلامية.
وفي هذا السياق يدين الاتحاد النهج الفاشل المعتمد على الاعتقالات والمحاكمات والتهم الملفقة ضد أصحاب الفكر والرأي من العلماء والمفكرين والدعاة والمثقفين، ويدعو إلى الإفراج الفوري عنهم.
ويستنكر الاتحاد سياسة الشحن والحشد الطائفي، التي تجاوزت حدود الاختراق الدعائي والاستقطاب المذهبي إلى تأسيس الميلشيات المقاتلة ضد الدول والشعوب والمذاهب المخالفة، كما هو الحال في العراق وسورية ولبنان واليمن،
وذلك من خلال ما يلى :
1- سوريا:
فإنه مع مرور ما يقرب من خمس سنوات على الثورة السورية تبدى للعيان أن سوريا تقع تحت وطأة مؤامرات دولية قامت بصنع داعش ورعايتها والهيمنة على القرار فيها، ثم جيء بقوات جوية هائلة من الدول العظمى، ثم بقوات برية وميليشيات إرهابية متوحشة من قبل دول إقليمية طامعة، لذلك فإن الاتحاد إذ يدين هذه المؤامرة وهذه المأساة المؤلمة يطالب العالم الإسلامي والعالم الحرّ بحلّ هذه المشكلة وإزالة أسبابها. وفى هذا النطاق يؤكد الاتحاد على ما يلى:
أ- أن مصدر الإرهاب هو النظام السوري الذي يقتل شعبه، وأن الإرهاب لن ينتهي مادام سببه موجوداً.
ب- يجب على شرفاء العالم وأصحاب الضمائر الحية أن يقفوا إلى جانب الشعب السوري في محنته التي تحرق الأخضر واليابس، ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم.
ج - يدعو الاتحاد فصائل المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها لكسر شوكة الطغيان، وإسهاماً في تحقيق الخلاص من ويلات الحرب.
د- يدعو الاتحاد الدول التي لا تزال تساند النظام السوري إلى التخلي عن دعمه ومساندته، كما يدعوها إلى الوقوف إلى جانب المعارضة التي تتسم بالديمقراطية.
هـ - يدعو الاتحاد الدول التي لجأ إليها الشعب السوري أن تقدم له ما يحتاجه من المرافق التعليمية والصحية، وأن تكون تلك الدول وحكوماتها بعد الله تعالى عوناً للشعب السوري ونصيراً.
و - يدعو الاتحاد الشعب السوري الذي لجأ إلى دول الجوار إلى الالتزام بقوانين تلك الدول واحترام أنظمتها، والتعاون مع أفراد شعبها، حفاظاً على الأخوة الإيمانية، وأن لا يكون مصدر قلق ومبعث الاضطرابات في تلك الدول.
2- العراق:
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يراقب أوضاع العراق المأساوية منذ أيام الاحتلال البغيض، باهتمام بالغ وألم شديد، من منطلق الشعور بموقع العراق التاريخي الحضاري المسلم، وما وقع ويقع فيه من صدام دموي متواصل خطير، والذى تتولى كبره الجماعات المتطرفة المسلحة التي دخلت العراق من الخارج، والميليشيات الطائفية بغرض القيام بتغيير سكاني ظالم تمهيدا لفرض السيطرة النهائية على مؤسساته العسكرية والأمنية والمدنية والسياسية والاقتصادية .
ومن المعلوم بالضرورة في الدين أن سفك الدماء من أي طرف كان يعد من أكبر الجرائم بحق الإنسان والدين والوطن، وأن المسلم لا يدخل في الإسلام إلا بيقين ولا يخرج منه إلا بيقين .
إن الاتحاد يدعو المرجعيات الدينية والسياسية وحكماء العراق وعقلاءه بالتدخل السريع للوقوف أمام هذا الفساد العظيم الذى سينتهى بالعراق القوي الموحد إلى دويلات ضعيفة .
كما يدعو الاتحاد الدول الإقليمية بعدم إثارة الفتن بين أبناء العراق ومكوناته لمصالحها الخارجية، وعدم الإعانة على استمرار هذه الفاجعة التاريخية التي يمكن أن تستمر لتدميره وتفتيته. فالشعب العراقي الكريم يستحق أن يعينه جميع إخوانه في الدين والعروبة للحفاظ على وحدته وخيراته ومستقبله الواعد لبناء دولته الموحدة ومؤسساتها القوية من جديد.
3- اليمن:
ويرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ما حدث في اليمن هو انقلاب عسكري طائفي مسلح من قبل الحوثيين وأنصار المخلوع على عبد الله صالح، ضد سلطة شرعية أتت بإرادة الشعب اليمني، وضد ثورة الشباب والأحرار اليمنيين، وللأسف فإنه انقلاب تابع لمشروع إيراني طائفي لم يدخل بلداً إلا وأصابها بالخراب والدمار.
ولهذا فإنه يحق للشعب اليمني الأصيل بكل فئاته وطوائفه وقبائله الحرة الشريفة الدفاع عن وطنه بجميع الطرق لتحريره من هذا المشروع الانقلابي الطائفي، وفرض إرادته وإرادة ثورته الحرة، واستعادة الشرعية المسروقة، وإلى أن يصل اليمن السعيد إلى استقرار وأمن يحصل عليه ويشعر به كل من يعيش على أرضه.
4- مصر:
ويستحضر الاتحاد ما يجري في مصر الكنانة من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بسفك الدماء والتصفيات العشوائية والإخفاء القسري والاعتقالات الظالمة والأحكام الجائرة والمحاكمات الهزلية التي تجعل البريء مجرماً والمجرم بريئا، وإهدار الحريات والتضييق على العلماء والدعاة، ويتابعون باستنكار شديد استمرار الحصار وتشديده على أهل غزة الأبطال والمقاومة الباسلة، وتلك الحملة الفاجرة التي يشنها الإعلام المصري لتشويه المجاهدين وتحسين صورة الصهاينة المحتلين
ومن هذه المنطلقات يؤكد العلماء على بشاعة تلك الجرائم وحرمة تلك الممارسات، ويطالبون بإطلاق سراح جميع المعتقلين، وإيقاف كافة أحكام الإعدام العشوائية الصادرة بحق الشرفاء الأبرياء وبخاصة العلماء والشيوخ والشباب والنساء وأهل الرأي والفكر الذين هم طليعة الأمة، ويؤيدون حق الشعب المصري في المطالبة بحريته ورفضه للانقلاب العسكري على إرادته وحريته.
ويحذر الاتحاد العالمي المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية من الآثار والممارسات الخطيرة الناتجة عن إغلاق أبواب الحريات مما يؤدي إلى انتشار العنف والفوضى في مصر والعالم بأسره. ويرى الاتحاد أن الحل الوحيد هو الاحتكام إلى رأي الشعب واحترام إرادته الحرة.
5- ليبيا:
يؤكد الاتحاد على أهمية توافق الشعب الليبي على مبادئ جامعة لحماية ثورته، ويثمن الاتحاد كافة الجهود التي تدعو إلى الحوار والتوافق والمصالحة الوطنية القائمة على أساس التوازن والإنصاف والمصلحة العامة للبلاد دون التحيز إلى طرف على حساب الأخرين.
6- بنجلاديش:
يتابع الاتحاد بقلق بالغ ما يجرى في بنجلاديش من إعدامات واعتقالات بدون وجه حق، ومن سلب للحريات وقتل للأبرياء، وغير ذلك، ويؤكد الاتحاد في هذا المجال أن هذا الطريق ليس طريق البناء والتقدم والإصلاح، لذلك يطالب الحكومة البنجلادشية بالكف عن هذه الإجراءات وإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات ويطالب الدول الإسلامية بالتوسط لإصلاح هذا الوضع .
7- شأن الأقليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية:
إزاء ما تتعرض له الأقليات العرقية والدينية في أكثر من موطن من العالم من حروب إبادة واستئصال وتهجير يحملهم على التغيير القسري لدينهم ولغاتهم وثقافتهم، والمصادرة لأبسط مقومات حياتهم، وبخاصة ما تتعرض له الأقلية المسلمة في أفريقيا الوسطى وميانمار، فإن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار هذه التصرفات، ويطالبون العالم الحر برفع الظلم عنهم، ومساعدتهم للخروج من هذه المحن.
وفي هذا السياق يوصي الاتحاد الأقليات المسلمة بالالتزام بمقتضيات المواطنة في البلاد التي يعيشون فيها؛ احتراماً للقوانين، وقياماً بالحقوق وأداءً للواجب، وحرصاً على المصلحة العامة.
كما يسر الاتحاد أن يتوجه بالشكر والتقدير إلى حكومات البلاد التي تضمن للأقليات حرية الدين والفكر والرأي، كما يُثَمِّنُ جهود تلك الحكومات التي ترعى الأقليات، وتوفر لها سبل العيش الرغيد، في ظل الحقوق الكاملة.
خامساً: دعوة الأمة الإسلامية بما يزيل فرقتها وتخلفها:
يدعو الاتحاد الأمة الإسلامية حكامها وشعوبها وعلماءها ومفكريها وجميع السياسيين إلى بذل كل ما في وسعهم لعلاج ما آلت إليه أوضاع أمتنا من التفرق والتمزق، والتخلف، والعنف والإرهاب، والفقر والبطالة بين الشباب.
ولذلك يحملهم المسؤولية أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ، ويناشدهم بقوة أن يخلصوا النية لله تعالى، ويقوموا بمصالحة شاملة بين جميع مكونات الأمة على أساس العدل والحرية والكرامة والمواساة، وأن يبذلوا جهودهم لإزالة أسباب تلك المشاكل والمصائب وأن يوجهوا كل طاقاتهم للنهوض بأمتنا في جميع مجالات الحياة الفكرية، والعلمية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، ويدعوهم إلى التعاون على البر والتقوى، وإلى التكامل والوحدة، وأن يستعملوا نعم الله تعالى في شكر الله تعالى لصالح التنمية الشاملة، والالتزام بالأخلاق والقيم الإسلامية، كما كانت عليه أمتنا في القرون الأولى. كما أن من أهم واجباتنا جميعاً الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر الرحمة بين العالمين، حتى تصبح أمتنا كما أراد الله لها ( خير أمة أخرجت للناس) وأن تكون كجسد واحد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم وغيره.
سادساً: يرى الاتحاد أن السياسة الطائفية العدوانية، لن يستفيد منها إلا أعداء الإسلام والمسلمين. وحتى الذين يسلكونها لن تعود عليهم إلا بالخسار والوبال في الدنيا والآخرة. ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (الشعراء: 227(.
سابعاً: يجدد الاتحاد استنكاره ورفضه التام لكل الأعمال الإرهابية والإجرامية التي ترتكبها بعض المجموعات المسلحة في مختلف الأقطار الإسلامية وغير الإسلامية.
ثامناً: يعلن الاتحاد أن الإسلام بريء وبعيد عن هذه الأفعال الشنيعة كما أخبرنا القرآن الكريم بذلك "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة:32) ، بل يعتبر الاتحاد أن القائمين بها ومن يقفون وراءهم إنما يحاربون الإسلام في المقام الأول. ويوصى الاتحاد الأقليات المسلمين في البلاد غير الإسلامية بالالتزام بمقتضيات المواطنة في البلاد التي يعيشون فيها وبأداء الواجبات والحرص على المصلحة العامة والابتعاد عن كل أشكال العنف أو الاستهتار بالقوانين العامة، والحرص على المشاركة الفاعلة في التنمية بالبلاد التي يعيشون فيها ليكونوا المظهر الصحيح للإسلام في تعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية .
تاسعاً :يدعو الاتحاد كافة الدول والمنظمات الدولية إلى إقامة العدل والحق، اللذين هما أساس السلم والأمن والاستقرار، سواء على الصعيد الدولي أو الصعيد الداخلي للدول واحترام الإنسان في حقوقه الأمنية وحماية الحريات.
عاشراً :تفعيل المجتمع المدني فهو كفيل لارتقاء المجتمع وتعزيز السلم ومواجهة العنف والفرقة والإرهاب، ويؤكد أن الظلم يؤذن بالهلاك كما أخبرنا عن ذلك القرآن الكريم "هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ" (الأنعام: 47).
حادي عشر :ويولي الاتحاد الاهتمام البالغ بالأسرة المسلمة وخاصّة منها المرأة والطفل، وهو يعمل ويدعو كلّ المسلمين أن يعملوا على التصدي للتحديات التي تستهدف كيان الأسرة والقيم الإسلامية السامية التي تنبني عليها، وفي هذا السياق فإن الاتحاد يسعى إلى إعداد ميثاق للأسرة المسلمة يعلن إن شاء الله في مؤتمر عالمي ليكون مرشد المسلمين خاصّة، ويحفظ الأسرة المسلمة من الأخطار المحدقة بها، وليعمّم عالمياً ليضاف إلى المواثيق الدولية في هذا الشأن.
وفي الختام لا يسعنا ونحن في ظلال الدوحة الوارفة إلا أن نقدم شكرنا وتقديرنا لقطر أميراً وحكومة وشعباً على احتضانه للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومواقف قيادته المشرفة نحو أمته الإسلامية، حفظهم الله ووفقهم للمزيد.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الاجتماع الثالث لمجلس الأمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
خلال دورته الرابعة 2014م - 2018م .
22-23 صفر1437هـ الموافق 6-7 ديسمبر 2015م