البحث

التفاصيل

كلمة فضيلة الشيخ أحمد الريسوني رئيس الاتحاد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الأمناء في يوليو 2020

كلمة فضيلة الشيخ أحمد الريسوني رئيس الاتحاد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الأمناء في يوليو 2020

بسم الله الرحمن الرحيم، وبالله نستعين، ولا حول وقوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وبعد حمد الله تعالى أتقدم بالشكر للجميع، وخاصة أخي القائم على هذه الجهود فضيلة الأمين العام الشيخ علي القره داغي ومساعدوه جميعا وجميع المشاركين والإخوة فتقبل الله منكم وسدد خطاكم جميعا وتقبل منكم.

كما تعلمون جميعا، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هو هيئة علمائية، وهو مجموعة علماء، والحمد لله هذه المجموعة الآن كبيرة جدا، ومهما كان عدد هؤلاء العلماء من العشرات، أو المئات، أو مئات الألاف، هؤلاء العلماء هم في النهاية عينة في تاريخنا وواقعنا، والعلماء -كما تعلمون جميعكم - بكونهم ورثة الأنبياء، والعلماء واتحاد العلماء - على مر التاريخ وبصفة خاصة في هذا الزمان - ينتظر منهم الناس أمرين أساسيين:

أولها: الكلمة الصادقة حين تلتبس الأمور، الكلمة الصادقة، القول الصادق، القول الصريح، القول الحق،

القول الفصل في القضايا التي يقع فيها التباس وتلبيس في هذا الزمان، إذن هناك قضايا تختلط وتتضارب فيها الأقوال، الناس ينظرون إلى الاتحاد وعلماء الاتحاد بأفرادهم وفروعهم، ينتظرون منهم أن يقولوا الكلمة التي ليس فيها تحيز، ولا تبعية، ولا بيع، ولا شراء. وبيانات وتصريحات الاتحاد التي يصدرها من وقت لأخر، لها أهمية كبيرة في تجسيد رسالة الاتحاد وما ينتظره الناس من الاتحاد.

وثانيها: الاجتهاد في القضايا الجديدة والمستجدة في زماننا مثل هذه الحالة التي مرت بنا، واستدعت بيانات، واستدعت فتاوى، فإذن في القضايا المستجدة الناس ينظرون هنا وهناك ينتظرون من علمائهم في بلدانهم وغير بلدانهم من الأفراد ومن المؤسسات، ولكن أصبح الاتحاد بصفة خاصة ينتظر الناس قوله وكلمته في مثل هذه القضايا.

والاتحاد يمكنه بعد ذلك أن يعمل في تطوير العلماء، يستطيع تقديم تكوين للطلبة والناشئين من العلماء وأن يقوم بأنشطة علمية وإعلامية وما إلى ذلك، ولكن هذه كلها أمور يقوم بها الاتحاد وغير الاتحاد، وربما يقوم بها غير الاتحاد أفضل مما يقوم به الاتحاد، ولكن الأمران الأساسيان الأولان لا غنى للاتحاد عنهما، والناس ينتظرون الاتحاد والعلماء المستقلين الصادقين، جعلنا الله منهم، ينتظرون كلمتهم في مثل تلك الأمور.

والحمد لله لا نشعر بأي ذنب أو تقصير أو تأثم ،إذا قصرت نشاطات الاتحاد في الميادين الثقافية والإعلامية والنشاطات العامة والمؤتمرات والندوات، لكن إذا كانت هناك قضايا مستجدة أو قضايا ملتبسة وقضايا تتضارب فيها الأقوال والناس ينتظرون ما قول الاتحاد هذه هي التي إن قصرنا فيها نكون مقصرين حقيقةً، وقد نكون آثمين، ولذك كنت وما زلت وما فتئت ألح على أن لجنة الفتوى يجب أن لا تتعطل أبدا ،فهي أحد الوجوه والتعبيرات الأساسية الرئيسية عن الاتحاد، وهكذا بيانات وتصريحات  ومواقف الاتحاد والرسائل التي يرسلها الاتحاد، هذه هي الأعمال الأساسية التي يجب أن ينشط فيها الاتحاد وأن يكون حاضرا فيها على الدوام ، وتعبر عن المواقف التي ينتظرها الناس، وهذه هي أساسيات

 رسالتنا.

أيها الإخوة والأخوات أصحاب الفضيلة،

 الاتحاد في هذه الفترة وكغيره من المنظمات وحتى الدول وقع له نوع من الارتباك بسبب الجائحة وما فرضته من احترازات، ومن تدابير ومن منع أسفار، واتصالات، ومنع اجتماعات، وقد أصابنا في الاتحاد بطبيعة الحال مثل ذلك، وقد حافظ الاتحاد على وتيرة لا بأس بها من العمل ومن الأداء ونحن جزء من العالم، ونعود تدريجياً الآن إلى طبيعتنا وأيضا نتأقلم مع الواقع الجديد.

الاتحاد يمر من ضائقة مالية وعندي كلام غير الذي سنسمعه من فضيلتي الأمين العام وأمين المال حول الحلول والمقترحات والأفاق، وما ستقدمونه جميعاً من حلول للموارد المالية وتدبيرها وتنميتها، فأنا أقول إن أعمالا كثيرة جدا من أعمال الاتحاد ،ومن الأعمال المطلوبة من الاتحاد، لا تحتاج إلى مال، سواء كان الاتحاد في حالة يسر أو في حالة عسر، فيجب أن نتعود أن نقوم بالأعمال التي لا تتطلب مالاً، أو لا تتطلب مالاً يذكر، أو تتطلب نفقات توفر محلياً، فحتى لا نتوقف وحتى لو لم يبقى للاتحاد أي مورد مالي نهائيا، يستطيع الاتحاد أن يعمل وأن يعيش وأن يعطي وأن يؤدي رسالته الأساسية، هذا ما أريد أن نركز عليه، وطبعا كما يقال المال لا غنى عنه وذلك للتوسع، وهذا ما سنناقشه لنرى ما يقدم من الحلول الممكنة.

نحن نستطيع كما قال سماحة الأمين العام يمكن أن نعقد بهذه الطريقة وهذه الكيفية لقاءات أخرى لمناقشة القضايا الاخرى التي لن يتم استيفاءها اليوم واجتماعنا هذا اجتماع مكثف ليوم واحد وأمامنا قضايا كثيرة فلنختصر، ونؤجل ما لا ضرورة له لوقت لاحق بحول الله، ويترك لما للجان وفروع الاتحاد والأمانة العامة ما سيناقش فيها لوقت اجتماعاتها توفيرا للوقت وتركيزا لما له أهمية كبرى.

وأجدد واكرر وألح في الدعاء لله تعالى أن يوفقنا ويجمع كلمتنا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





التالي
كلمة فضيلة الشيخ أحمد الريسوني رئيس الاتحاد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الأمناء 29 مايو 2021
السابق
جدول أعمال الأمين العام خلال زيارته الأخيرة لتركيا

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع