الرابط المختصر :
كلمة فضيلة الشيخ أحمد الريسوني رئيس الاتحاد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الأمناء 29 مايو 2021
يسعدني انتظام مجلسنا في اجتماعاته رغم الظروف التي نعيشها. وهذا كله الحمد لله يبين عن كون الاتحاد أصبح مؤسسيا وراسخا، يستطيع أن يمشي، ويؤدي رسالته على أحسن وجه في جميع الظروف، فالحمد لله كما ذُكر في التقرير الموسع للاتحاد خلال هذه السنة الصعبة، قد مضى في رسالته، ومضى في أداء برامجه وأهدافه على أحسن ما يرام، وفي تقدم مضطرد على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي. وتعلمون أن هذه السنة التي تفصل ما بين هذا الانعقاد والانعقاد السابق شهدت تطورات كبيرة وأحداثا جسيمة في العالم بصفة عامة وفي عالمنا العربي والإسلامي بصفة خاصة. وقد نجح الاتحاد في مواكبة هذه الأحداث بما يلزم من المواقف والبيانات والمناشط واللقاءات وخاصة التطورات الكبيرة التي عرفتها قضيتنا الكبرى قضية فلسطين. فهذه السنة التي انصرمت بدأت بالموجة المعروفة من التهافت والهرولة التطبيعية التي واكبها الاتحاد كذلك بمواجهة قوية وناصعة لا شك أنها أحدثت أثرها في الأمة.
وانتهت هذه السنة بهذه الأحداث والتي حققت فيها المقاومة والشعب الفلسطيني بصفة عامة إنجازات وانتصارات، وتمت إعادة القضية إلى صدارتها وأولوياتها. والاتحاد في كل هذا حاضر ومواكب بحمد الله تعالى. ويكفي المهرجان التضامني الفريد من نوعه وفي حجمه الذي عقده الاتحاد بالدوحة، وكل فروع الاتحاد وأعضائه وأعضاء مجلس الأمناء بصفة خاصة واكبوا بأفرادهم ومجموعاتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي هذه الأحداث بخيرها وشرها فكان الاتحاد حاضرا بقوة وهذا شيء مهم جدا.
وإذا كانت هذه الأحداث الجسيمة تشغل الاتحاد وتأخذ من وقته واهتماماته وبرامجه قدرا غير قليل من الأوقات ومن الجهود، فإن ذلك لا يمنع من أن تبقى رسالته العلمية هي الأساس، وتبقى لها الأولوية، وهو ما يجعلنا نتدافع مع هذه الأحداث لننتزع جهدا وكلفة نخصصهما للأعمال العلمية. وقد جاء في التقرير ما جاء ونحرص أن تكون الفترة المقبلة متضمنة بشكل أبرز لمزيد من الإنجازات والاهتمامات العلمية سواء عن طريق اللجان أو عن طريق الأمانة العامة، فالعمل العلمي، والريادة العلمية، والقيادة العلمية، والتجديد العلمي، والاجتهاد الفقهي كل هذه المهام ما زال فيها فراغ كبير جدا، والاتحاد منوط به أن يؤدي دوره في هذه المجالات العلمية....