البحث

التفاصيل

حكم أكل اسماك مياه المناطق المنكوبة بزلزال التسونامي

حكم أكل أسماك مياه المناطق المنكوبة بزلزال التسونامي

 

ترامى إلى علم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن عددا من إخوتنا المسلمين في تلك المناطق من جنوب شرقي آسيا الذين امتحنهم الله -عز وجل- بالزلزال المدِّي (تسونامي)، يتحرَّجون من أكل الأسماك في المحيط الهندي وما اتّصل به من مياه، خشية أن تكون هذه قد اتَّخذت من جثث ضحايا الزلزال التي ابتلعها اليم طعامًا لها. وحرصًا من الاتحاد على مصلحة جميع المسلمين وقيامًا بواجب النصيحة لهم وإرشادهم إلى كل ما يحفظ عليهم دينهم ودنياهم. يصدر الاتحاد الفتوى التالية فى شأن أكل أسماك مياة المناطق المنكوبة بالزلزال المدي (التسونامي):

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد:

قامت أمانة الاتحاد بادئ ذي بدء بالاتصال بالمنظمات الدولية المسئولة عن سلامة الغذاء، ولا سيَّما منظمة الصحة العالمية بمكاتبها الإقليمية ومقرها الرئيسي، ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية. وتأكد لأمانة الاتحاد أن نتائج الفحوص المعمَّقة التي أجريت على الأسماك التي صيدت بعد الزلزال، لم تشتمل على أية مواد ضارة استمدَّتها هذه الأسماك من الجثث الغارقة، بما في ذلك أسماك التونة التي هي أسماك لاحمة، وانتفاءُ الضَّرَر الصحي الذي استوثقت منه أمانة الاتحاد يرفع -إن شاء الله- معظم الـحَرَج من أكل هذه الأسماك لثبوت خلوِّها من أي ضرر، فلا ينطبق عليها لذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا ضَرَرَ ولا ضِرار".

بقي جزءٌ آخر من الـحَرَج يرتبط بظن حرمة أمثال هذه اللحوم أو كراهتها لتَغَذِّيها على جثث الآدميـين، قياسًا على الجلاّلة أي حيوانات البرّ التي تتغذى بالنجاسات. والـحَرَجُ هنا مرفوع كذلك إن شاء الله؛ لأن الفحوص المختبرية التي قام بها الثقات أثبتت عدم تَغَذِّي هذه الأسماك من الجِيَف، ولأن أصل الإباحة المقرَّر شرعًا لا يزول بمجرد الشك. وقد قال الله -تبارك وتعالى-: ]أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ[لمائدة: 96]، وقال: ]هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا[ [النحل: 14].

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البحر: «هو الطهور ماؤه الحِلُ ميتته» [حديث صحيح رواه الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة].

من أجل ذلك يُفتي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جميع الإخوة المسلمين في المناطق المنكوبة بجواز أكل هذه الأسماك دون حَرَج، بل يهيب بهم الإقبال على التغذِّي بهذه الأسماك محافظةً على صحَّتهم، وتَقَوِّيًا على طاعة الله عز وجل، واتِّقاءً لما قد يصيبهم من أمراض سوء التغذية فيما لو أحجموا عن تناول هذه الأسماك التي سخرها الله سبحانه وتعالى لهم، ليُمِدَّهم بما يحتاج إليه الجسم من بروتين وطاقة.

والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

 

د. محمد سليم العوّا 

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

20 من ذي الحجة 1425هـ -  30 كانون الثاني/ يناير 2005م





التالي
الاتحاد يدين الجرائم التي ارتكبت في العاصمة البريطانية
السابق
أفغانستان.. أطفال دور الأيتام يخشون الجوع وفقدان مأوى

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع