الرابط المختصر :
بيان من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
ففي الوقت الذي ظنّ الكثيرون أن الضمير العالمي ولاسيَّما ضمير ما يُعرف باسم «العالم المتحضر» قد اهتزّ بعمق إثر المجزرة الوحشية التي وقعت على شاطئ عزة، وكان ما أبرز ضحاياها سبعة أفراد من أسرة واحدة بريئة، إذا باجتياح همجي، متفلِّت من أيّ وازع أخلاقي أو إنساني، يستبيح قطاع غزة بأسره، تحت سمع العالم وبصره، بل بتشجيع وحماية من قوى الهيمنة المستكبرة، يقابله تخاذل مُخْزٍ من الأنظمة الحاكمة في العالم العربي والإسلامي... كلُّ ذلك بحجِّة استعادة جندي صهيوني، أسَرَتْه قوات المقاومة الفلسطينية في معركة حربية بينها وبين وحدة من الجيش الصهيوني.
وقد تناسى الجميع ما ذكرته وزيرة الخارجية الصهيونية، من أن الفلسطينيين الذين يستهدفون الجنود الإسرائيليين ليسوا إرهابيين وإنما هم أعداء محاربون، ويَنْبَني على هذا التصريح أن الجندي المشار إليه هو أسير حرب، وليس مخطوفاً كما يقول البعض، ومن ثمَّ تنطبق بحقه الاتفاقيات الدولية التي تحكم قضايا الأسرى، وليس في هذه الاتفاقيات ما يبيح لدولة الأسير اجتياح أراضي آسريه، وإنما يتحدَّد مصيره بحسب ما يتم عليه الاتفاق عند انتهاء الحرب. في حين أن جميع المعتقلين في السجون الصهيونية وآخرهم عدد من الوزراء والنوّاب المنتخبين انتخاباً شرعياً، هم مختطفون بشكل يخالف جميع الأعراف والاتفاقات والتعاهدات، وليس من بينهم جنديٌّ واحد أسَرَتْه القوات الصهيونية في معركة.
ويود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهو يلفت أنظار العالم إلى هذه الانتهاكات المتكررة، أن يدعو الحكومات العربية والإسلامية وملوكها ورؤساءها مجدداً، إلى اتخاذ الموقف الذي يوجبه الدين، فالمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يُسلمه، ولا يحلُّ له أن يتقاعس عن نصرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. (والذين كفروا بعضُهم أولياء بعض؛ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير) [الأنفال:73].
10من جمادى الآخرة 1427هـ
5/7/2006م
الأمين العام
أ.د. محمد سليم العوَّا