البحث

التفاصيل

بيـان الاتحاد في دعم المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين

بيـان

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

في دعم المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين

يحيِّي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مجدَّداً مواقف المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان بما تمثـِّله من ممارسة مشروعة لحقِّ ـ بل واجب ـ مقاومة الاحتلال بجميع الصور، وهو الحقُّ الذي يقرِّره الإسلام وسائر الشرائع الدينية، وتنصّ عليه شرعة جنيف وسائر قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. ويؤكِّد الاتحاد أنّ هذه المقاومة تمثـِّل واحدةً من أنبل مواقف هذه الأمة في القديم والحديث، ومن الواجب على كل فردٍ منَّا، حكَّاماً ومحكومين، أن يقدِّم لها ما يستطيع من دعمٍ. ويذكِّر علماء المسلمين بواجب كلٍّ منهم في ترسيخ مفهوم الجهاد بالمال والنفس واللسان والقلم وبكل وسيلة ممكنة، لدى أبناء الأمة، وفي الاقتداء بالنبي r في تحريض المؤمنين على القتال.

وقد فوجئ الاتحاد ببعض مواقف التَّخاذُل والتخذيل التي اتخذها ولا زال يتخذها بعض أولئك الذين لم يكن يُتوقَّع منهم مثال هذه المواقف، ويَوَدُّ الاتحاد أن يذكِّرهم ويذكِّر سائر أبناء هذه الأمة، بأن أمثال هذه المعارك التي يخوض غمارها أبناء المقاومة الباسلة، إنّما هي في الأصل استجابة لمراد الله عزّ وجلّ الذي يريد أن يحقّ الحقّ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون، والذي يريد أن يميز الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعضٍ فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم.

وقد حذَّر الله عزّ وجلّ المؤمنين من قبلُ من أمثال هؤلاء المخذِّلين، فقال عزّ مِنْ قائل:
]إذْ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غَرَّ هؤلاء دينُهُمْ، ومَنْ يتوكّل على الله فإنّ الله عزيزٌ حكيم[، وخاطـب المتخاذلـين والمتـردّديـن بقولـه: ]أتخشونهم فالله أحق أن تَخْشَوْهُ إن

كنتم مؤمنين[، وخاطب جُنْدَه المجاهدين بقوله: ]قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، ويُخْزهم، وينصركم عليهم، ويَشْفِ صدورَ قوم مؤمنين، ويُذْهِبْ  غيظَ قلوبهم[.

ويحذِّر الاتحاد أمة الإسلام من المؤامرة الكبرى المتمثِّلة في محاولة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في فلسطين والمقاومة اللبنانية في لبنان تحت أية ذريعة، ويناشد ضمائر كل أولئك الذين هم في موقع المسؤولية، أن يتَّقوا الله في مواقفهم، وأن لا يَنْجَرُّوا إلى تنفيذ مخطَّطات أعداء الأمة الرامية إلى إيجاد مخرجٍ لقوات الاحتلال، يُنقذها من الظهور بمظهر المهزوم، ويحقِّق مآرب المحافظين الجُدُد، الذين يستمدون مخطَّطاتهم من المشروع الصهيوني ويعملون على إنجاحه.

ويعتبر الاتحاد أن العمليات الجريئة التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ويُؤسَرُ من خلالها عدد من جنود العدو، ينطبق عليها ما صرَّحت به وزيرة خارجية الكيان الصهيوني من قبل، من أن المقاومين الذين يستهدفون الجنود الإسرائيليـين ليسوا إرهابيـين، وإنما هم أعداءٌ محاربون. ويَنْبَني على هذا التصريح أن الجنود الذين أَسَرَتهم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ومَنْ سيؤسَر بعدهم من الجنود الإسرائيليـِّين إن شاء الله، إنما هم أسرى حربٍ، تنطبق بحقهم الاتفاقيات الدولية التي تحكم شؤون الأسرى، وليس في هذه الاتفاقيات ما يبيح لدولة الأسير اجتياح أراضي آسريه، وضرب منشآتها المدنية وبـِنْيَتها الأساسية. كما ينبني على هذا التصريح أن الأعمال الإرهابية إنَّما تتمثَّلُ في استهداف المدنيِّـين الأبرياء، وضرب المنشآت والمرافق المدنية الحيوية، وهو الأمر الذي تباشره اليوم القوات الصهيونية على نطاقٍ واسعٍ، وتحت سمع العالم المتحضِّر وبصره، في الوقت الذي أحجمت المقاومة عن قصف المنشآت البـتـروكيميائية للعدو خشية وقوع كارثة تصيب المدنيِّـين.

ويتوجَّه الاتحاد إلى بلدان ما يسمَّى العالم المتحضِّر داعياً إياهم إلى اتِّخاذ الموقف الذي يوجبه التحضُّر الذي يدَّعـون الانتماء إليـه، وأنْ لا يعاملـوا المعتدي والمعتدَى عليه على صعيد واحد،

وأن يعلموا أن صبر الشعوب المقهورة والمستضعَفة إذا طال فلابد أن يؤدِّي إلى انفجار قد يذهب بالأخضر واليابس.

أما المجاهدون المصابرون المرابطون فإن الاتحاد يشدُّ على أيديهم، ويدعو الله لهم، ويبشِّرهم بما بشـرَّهم به الله عـزّ وجـلّ بقولـه: ]الرسـول والذين آمنـوا معـه جاهـدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون[؛ وقوله سبحانه: ]إن يمسسكم قرح فقد مسّ القـوم قرحٌ مثلـه[؛ وقولـه جلَّ وعلا: ]ولا تَهِنُـوا في ابتغـاء القـوم! إن تكونـوا تألَمُون فإنهم يَأْلَمُونَ كما تَأْلَمون، وترجون من الله ما لا يرجون[؛ وقولـه عز وجل: ]ما كان الله لِيَذَرَ المؤمنـين على مـا أنتـم عليه حتـى يَميـزَ الخبيـثَ من الطيـِّب[؛ وقـوله تعالى: ]ذلـك بأنهـم لا يصيبهم ظمأ ولا نَصَبٌ ولا مَخْمَصَةٌ في سبيل الله ولا يطؤون مَوْطئاً يغيظُ الكفَّار ولا ينالون من عدوٍ نيلاً إلا كُتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين[.

ويدعو الاتِّحاد المسلمينَ جميعاً إلى توحيد صفوفهم في نصرة المجاهدين، ومساندتهم بالمال، وبالدعاء، وبوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيّة، وبكل وسيلة أخرى ممكنة. ويذكِّرهم بأهمية الجهاد في حياة كل مؤمن ومؤمنة، وبأن بلاد المسلمين إذا استُبيحت، فإن الجهاد يصبح فرضَ عين.

]ربَّنا آمنَّا بما أنْزَلْتَ واتَّبَعْنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين[.

 

 

الأستاذ الدكتور محمد سليم العوَّا
الأمين العام للاتحاد

الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي

رئيس الاتحاد





التالي
نـداء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى مسلمي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية
السابق
الاتحاد يحيي مواقف المقاومة في فلسطين ولبنان

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع