البحث

التفاصيل

نـداء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى مسلمي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية

 

نـداء

من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

إلى مسلمي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛

فإن العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا وإخواننا في لبنان وفلسطين قد بلغ حدا من الإجرام لم يسبق له مثيل. لقد قصفت بيوت المدنيين، وملاجئ الأيتام، والمستشفيات ودور العلاج، والمصانع وقوافل الغذاء، ومصادر الكهرباء، ومحطات المياه؛ بل لم تسلم من القصف ولا نجا من الموت بالقنابل الصهيونية رجال المراقبة الدولية التابعين للأمم المتحدة وأماكن إقامتهم.

وما يقع في لبنان العزيز يقع مثله كل يوم في فلسطين المحتلة. لا يرقب العدو الصهيوني في أحدٍ إلاًّ ولا ذمة، ولا يستثني من جبروت آلته العسكرية شيخا فانيا ولا طفلا رضيعا.

بل لقد قصفت الطائرات الإسرائيلية اليوم /// في قانا ملجأ للمدنيين استشهد فيه أكثر من 55 فرداً معظمهم من الأطفال الرضع والصغار والنساء.

والمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية الباسلتان تبذلان النفس والنفيس في صد العدوان، والحيلولة بين العدو وبين تحقيق أهدافه من جرائمه المتوالية كل يوم، ويكبده جهادهما خسائر هائلة جعلته يمنع النشر عن مجريات الحرب على لبنان، ويخفي أعداد قتلاه وجرحاه، ويفر هاربا من الأراضي التي دخلها، فتحولت من حول جنوده وتحت أقدامهم إلى جحيم لا يطاق، ولّوْا منه مدبرين.

إن نصرة الشعبين، اللبناني والفلسطيني الصامدين، ونصرة المقاومة الباسلة في كل منهما، وإبراز التلاحم الذي لا ينفصل بين المسلمين والمسيحيين من أبنائهما، وإظهار حقيقة العدوان الصهيوني الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي، ولا مقاوم ومدني؛ وإعلان استنكار هذا العدوان الذي يبغي على المسالمين، فيدمر أوطانهم، ويخرب بنيتهم الأساسية، ويحول الآلاف من أبناء البلاد إلى لاجئين ونازحين ومشردين ومهجرين؛ وإدانة القوى المحلية والعالمية التي تؤيد هذا العدوان وتؤازره بإمكاناتها المادية والمعنوية كافة، وتصطنع له الغطاء من شرعية دولية جائرة لا تعرف العدل ولا المساواة ولا الحقوق المشروعة للشعوب...

إن هذا الاستنكار وهذه الإدانة واجبان شرعيان على كل مسلم. ولولا المواقف الأوروبية والأمريكية المنحازة بصورة سافرة للعدو الصهيوني لما كان بوسعه أن يمارس جرائمه آمنا من أي لوم فضلا عن أي عقاب.

لذلك يتوجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى مسلمي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بهذا النداء ليجعلوا يوم السبت 11 من رجب 1427= 5/8/2006  يوما للتظاهر استنكارا للعدوان الصهيوني الآثم، ومعارضة للدعم غير المحدود الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. والاتحاد يدعو المسلمين في هذه البلدان، والشرفاء كافة، إلى التعبير السلمي المنظم عن مشاعر المساندة والتأييد للشعبين اللبناني والفلسطيني ولمقاومتهما المشروعة للعدوان والاحتلال الصهيوني.

إن هذا التعبير عن الاستنكار والمساندة هو أقل ما يقوم به المسلم، عملا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم للأمة: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه.» [رواه مسلم]. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه». [متفق عليه].

{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.

{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.

 

الأمين العام                                                     رئيس الاتحاد

أ. د. محمد سليم العوَّا                                          أ.د. يوسف القرضاوي





التالي
بيان من الاتحاد حول اللقاء المقترح بين المراجع الدينية لوقف كل أشكال التقاتل بين المسلمين
السابق
بيـان الاتحاد في دعم المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع