البحث

التفاصيل

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر ويدين بكل قوة الجرائم البشعة التي وقعت في الجزائر والعراق ولبنان

الرابط المختصر :

بيان

 

4 ذو الحجة 1428 هـ

13 /12/2007

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

 

فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر ويدين بكل قوة الجرائم البشعة التي وقعت في اليومين الماضيين في الجزائر والعراق ولبنان ، قتلاً للأبرياء وسفكًا للدم المحرم وإزهاقًا للأرواح التي حرم الله تبارك وتعالى قتلها إلا بالحق.

إنه لما تنفطر له القلوب أن الناس لا يكادون يلتقطون أنفاسهم من هول مجزرة يُقَتَّل فيها ويُذَبَّح عشرات بل مئات الأبرياء من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، إلا ويفتحون أعينهم على مجزرة أخرى أبشَعَ وأشنع، ثم تُلقي تهمتها أو يتبجح مرتكبوها بأنها جهاد في سبيل الله، كأنما كُتِب على هذه الأمة أن يكون بأسُها بينها شديدًا، وأن يرجع أفرادها هؤلاء {كفارًا يضرب بعضهم رقاب بعض}، وهو ما حذَّر منه النبي e أشد التحذير.

ويزيد في فظاعة هذه الجرائم وفُحشها، أن ترتكب في الأشهر الحُرم التي حرَّم الله سفك الدماء فيها يوم خلق السماوات والأرض، وأحْدثها تلك المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها في الجزائر في غُرَّة شهر ذي الحجة الحرام، فئة لم تُبالِ بانتهاك حرمة الشهر الحرام، ولا حُرْمة الأنفس البريئة، التي حرَّم الله قتلها، وعَدَّ قاتل نفس واحدة منها كأنما قتل الناس جميعًا، ثم أخذت تتبجَّح بأنها أزهقت هذه الأرواح البريئة، وقتلت عددًا من العاملين في عدد من المنظمات الدولية، الذين دخلوا بلاد المسلمين، وأقاموا فيها بعهد الله وعهد المسلمين.. وفعلت كل ذلك بدعوى الجهاد في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فكانت من {الأخسرين أعمالا الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.

* * * * *

وكما جرى ذلك في الجزائر جرى في عدد من مدن العراق الذي ابتلي ابتلاءين، ابتلاءً بالاحتلال الأجنبي الجاثم على صدره، وابتلاءً بهؤلاء الذين يمارسون فيه القتل والتفجير وإرهاب الآمنين دون أن يرقبوا في مؤمن إلاً ولا ذمة.

لقد أدان الاتحاد في بيانات عديدة سابقة تلك المقاتل التي تجري في العراق. وأهاب في كل مرة بالشعب العراقي أن يكون بأسه في مواجهة عدوه وأن يحافظ بعضه على دماء بعض ومقدساته وحرمات بيوته وأفراده.

والاتحاد إذ يجدد هذا النداء يعلن براءته وبراءة الإسلام من جميع الجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد الأبرياء العُزَّل وضد غير المقاتلين من الأجانب العاملين في المنظمات الدولية والمؤسسات الإغاثية والإعلامية وغيرهم ممن لا ناقة لهم، في دعم الاحتلال، ولا جمل. ولا يزال الاتحاد يأمل في أن يتغلب الباقون من أهل العقل والحكمة على ذوي الصوت العالي ممن يستبيحون ما حرم الله من الدماء والأموال.

* * * * *

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر كذلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها العميد فرانسوا الحاج، مدير العمليات في الجيش اللبناني البطل ورفاقه الذين قضوا معه في هذه المجزرة الإجرامية. إن الجيش اللبناني وقيادته الوطنية، وقد كان العميد فرانسوا الحاج أحد أعمدتها الرئيسة قد وقفوا مواقف بطولية في مواجهة العدو الصهيوني خلال العقدين الأخيرين ولاسيما في أثناء حرب تموز/يوليو 2006.

والاتحاد يثق ثقة كاملة في أن الشعوب العربية في الجزائر والعراق ولبنان سوف تكون دائمًا في صف الحق والعدل وفي مواجهة المخربين أيًا كانت هويتهم ومهما تكن إدعاءاتهم. وصدق الله تعالى إذ يقول: {كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما ما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال}.

والله المستعان

 

أ.د. محمد سليم العوَّا                                                          أ.د. يوسف القرضاوي

الأمين العام                                                                  رئيس الاتحاد





التالي
بيان عاجل بشأن حجاج قطاع غزة الممنوعين من العودة إلى ديارهم
السابق
   اتحاد إيغوري: سنواصل نضالنا ضد انتهاكات الصين في تركستان الشرقية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع