البيان الختامي
لاجتماع مجلس الأمناء الخامس
للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المنعقد في بيروت بتاريخ 8-9 ربيع الأول 1427 هـ الموافق 6-7 نيسان 2006م
الحـمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله، وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه الى يوم الدين، وبعد
فقد عقد مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اجتماعه الخامس في بيروت، وأقر فيه بحمد الله "ميثاق الاتحاد الاسلامي العالمي لعلماء المسلمين." الذي يتضمن رؤيته للقضايا الكبرى وموقفه منها وهو الميثاق الذي أعد أصله فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، ثم عملت عليه لجنة الفتوى والدراسات، وسائر أعضاء مجلس الأمناء مدة تزيد على السنة حتى أصبح بصورته النهائية التي سوف يصدر بها في غضون شهرين بإذن الله، والاتحاد يتوجه بهذا الميثاق الى المسلمين جميعا ليجتمعوا حوله وينبذوا كل دعوات التطرف والتفرق والغلو والجمود، والى الراي العام العالمي ليعرفهم بالخطوط العريضة للاسلام العظيم وموقفه من قضايا العصر ومشكلاته.
كذلك حدد مجلس الأمناء في هذا الاجتماع موعد اجتماع الجمعية العامة الثانية التي ستقر نظامه الأساسي الجديد، ولائحة العضوية لجمعيات العلماء ومؤسساتهم وللعلماء الأفراد في العالم الاسلامي، وفي التجمعات الاسلامية خارج العالم الاسلامي. وسوف يُعقد هذا الاجتماع ان شاء الله في مدينة استانبول بتركيا، في الرابع عشر من جمادى الثانية 1427 هـ الموافق للعاشر من شهر تموز2006م.
وقد رأى الاتحاد، بمناسبة اجتماعه الحالي، أنّ من واجبـه في هذه الظروف التي تمر بها الأمة الاسلامية، وتعاني منها شعوبها ودولها وحكامها ومحكوموها، أن يبيـن الأمور التالية أداءً لواجب العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي النصيحة الواجبة لكل مسلم، وفي الجهر بكلمة الحق ابتغاء مرضاة الله وطلبا لتحقيق مصالح الناس.
أولاً: في الشأن الفلسـطيـني:
حرص مجلس الأمناء في بياناته السابقة كافة على إيلاء القضية الفلسطينية حقها في البيان، والعاملين في سبيلها جهادا بالنفس أو المال أو القول أو القلم، حقهم في النصرة والتأييد.
ويواجـه الشعب الفلسطيني الآن تحديا جديدا، ليس له به عهد، فقد أجريت انتخابات حرة لم يشكك في نزاهتها أحد، واختار الفلسطينيون فصيـلا سياسيا منهم (هو حركة حماس)، بأغلبية ظاهرة، لتشكيل المجلس التشريعي الفلسطيني.
ومنذ اعلان نتيجة الانتخابات والعراقيل من الداخل والخارج توضع أمام النواب المنتخبين للحيلولة بينهم وبين تحمل مسؤوليتهم التي ناطها بهم الشعب الفلسطيني البطل، وهو ما اعتبره الخبراء السياسيون إقامة لحكومة موازية تتجاهل الحكومة الشرعية للشعب الفلسطيني وتحاول أن تحلّ مكانها.
ثم كانت كبرى العقبات التي تواجه الشعب الفلسطيني، وحكومته المنتخبة، العقبة المالية التي تمثلت في تسلـّـم هذه الحكومة خزانة خاوية، بل ومدينة بأكثر من مليار ومائتي مليون دولار أمريكي للداخل والخارج، ولم تستطع القمة العربية المعقودة مؤخرا في الخرطوم أن تقرر أكثر من خمسين مليون دولار شهريا دعما للشعب الفلسطيني في الوقت الذي تبلغ مصروفات حكومته الشهرية 170 مليون دولار. وقد وعدت عدة دول عربية بتقديم عون آخر للشعب الفلسطيني مباشرة، والاتحاد يدعو هذه الدول الى المبادرة بالوفاء بهذه الوعود والتعاون مع سائر الدول العربية في الوفاء باحتياجات الحكومة الفلسطينية الشرعية المنتخبة.
ولا ريب أن مقصود هذه العراقيل والعقبات التي تصطنع اصطناعا في وجه الحكومة الشرعية الفلسطينية هو معاقبة الشعب الفلسطيني الذي صدّق دعوى الديمقراطية، واختار بملء ارادته من يثق فيه ليتحمل مسؤولية كفاحه في سبيل حريته، واسترداد حقوقه، واستعادة وطنه المحتل من يد الصهيونية الغاصبة. وإن الواجب على سائر التجمعات والأحزاب والفصائل الفلسطينية، وفي المقام الأول الواجب على حركة فتح – كبرى الحركات الفلسطينية- والمنتمين اليها جميعا، أن يضربوا المثل والقدوة في تمكين الحكومة الشرعية المنتخبة من أداء واجبها وتحمل مسؤوليتها، وأن يكونوا عونا لها لا يدا عليها، فإن قضية فلسطين في البدء والختام هي قضية الأمة جميعا لا قضية جماعة بعينها ولا حزب بذاته.
ويكفي الرئيس محمود عباس ( أبو مازن) فخرا أنه أجرى الانتخابات التي شهد العالم كله بنـزاهتها، وهو مدعو الى أن يحفظ هذا الانجاز التاريخي بدعمه الكامل لمن عبّـر الشعب عن إرادته باختيارهم، وبالمحافظـة على وحدة الحكومة المنتخبة مع السلطة الوطنية لمواجهة الضغوط الدولية والإقليمية، ومواصلة مسيرة الشعب الفلسطيني لاستخلاص حقوقه وتحرير وطنه.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو الأمة الاسلامية حكومات وشعوبا، وجماعات وأفرادا، إلى المسارعة بمد يد العون الواجب الى إخوانهم في فلسطين.
إن الشعب الفلسطيني اليوم يتعرض لحملة ضارية ظالمة لتجويعه، بل لقتله جوعا، فضلا عما يتعرض له منذ سنين بصورة يومية من حملات القتل والاغتيال والهدم والتدمير لأبطاله وشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله وأرضه المزروعة ومؤسساته وبيوت أفراده.
وهذا الشعب البطل المجاهد المصابر - في الرأي الإجماعي لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – يجب إعانته من أموال الزكاة والصدقات والوصايا بالخيرات العامة، وغيرها. بل يجب أن يقتطع المسلمون نصيبا من أموالهم الخاصة، ومن أقواتهم، لدعم إخوانهم في فلسطين فإنه "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع". و"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه". وإن القضية اليوم هي قضية تحد بين بقاء مشروع اختاره الشعب الفلسطيني بإرادته الحرّة وبين محاولات إسقاطه وإحلال مشروع آخر يريده الأعداء.
وينبه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى أن إخفاق المسيرة الديمقراطية الفلسطينية سيزيد شعوب العربية إعراضا عن الوسائل السلمية للإصلاح والتغيير . وسيُدخل المنطقة كلها في دوامة لا نهاية لها من العنف بين المدافعين عن حقوقهم المشروعة والغاصبين لها. وهو أمر يجب أن لا يغيب عن نظر ذوي الرأي في الأمة لأن عواقبه وآثاره لن تسـتـثـنـي أحدا.
وفي هذا السياق، يؤيد الاتحاد بكل قوة الجهود التي يبذلها عدد من المؤسسات والأفراد لبدء حملة شعبية عالمية لدعم الشعب الفلسطيني وحكومته الشرعية ، ويدعو الى سرعة تحقيق نتائج هذا المشروع الجليل في الواقع العملي، فإن حال أهلنا في فلسطين لم يعد يحتمل انتظار التفكير والتخطيط والبحث والدراسة.
ثانياً: في شأن مدينة القدس:
يؤكد الاتحاد على ما سبق أن عبّر عنه مرارا من دعوة المسلمين عامة وعلمائهم خاصة، وذوي المال والسعة بوجه أخص إلى مناصرة قضية القدس بما يستطيعون من قوة، ولا سيما في مجال المشروعات الاقتصادية والإعمارية العملية لإسناد الشعب الفلسطيني في الداخل، وفي مجال مشروع المؤاخاة بين العائلات العربية والإسلامية وبين العائلات الفلسطينية وبخاصة المقدسية منها، ودعم المؤسسات الصحفية والتعليمية والدعوية ودور رعاية الأيتام، والعمل على كل ما من شأنه تثبيت الوجود الفلسطيني في هذه الأرض المباركة لمقاومة مشروعات تهجير المقدسيين بوجه خاص والفلسطينيين بوجه عام.
ثالثاً: في الشأن العراقي:
تابع الاتحاد بقلق بالغ ما يحدث في العراق منذ الاحتلال الغاشم من مسلسل القتل الدائم، ونزيف الدم الذي لا ينقطع من الشعب العراقي الجريح، ومن قتل الأبرياء، والتفجيرات الظالمة التي أصابت الأنفس والممتلكات، بل حتى المساجد وأماكن العبادات والتي كان آخرها التفجير الذي حدث أخيرا بالنجف الأشرف وأودى بحياة عدد من الأبرياء وأدى إلى جرح عدد آخر.
وقد أفزع الاتحاد ما حدث بعد تفجير قباب مشهدي الإمامين الطاهرين (رضي الله عنهما) في سامراء من هجمات منظمة ضد أهل السنة في بغداد وغيرها من المدن، من مجازر بشرية حتى امتلأت المستشفيات والشوارع بجثث المجهولين وأشلائهم... ونشطت فرق الموت والاغتيالات في قتل القيادات وأئمة المساجد والعلماء وذوي التأثير في بغداد وضواحيها، وفي خطف الأبرياء، وانتهاك الأعراض، والهجوم على المساجد والجوامع بالهدم الكامل، أو الإحراق أوالنهب والاعتداء، وأصبحت بغداد المنصور والرشيد، عاصمة الحضارة الإسلامية ودار السلام تغرق في برك الدماء الطاهرة التي تشكو إلى ربها من هول ما أصابها. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الوقت الذي يؤكد التنديد بالاحتلال باعتباره السبب ، والمسؤول الأول، عن كل ذلك حسب القوانين والأعراف الدولية، ويؤكد تنديده بجميع أعمال العنف والإرهاب والقتل والتخريب والخطف والتفجيرات التي توجه نحو الأبرياء... ويحذر أشد التحذير كل من له يد في هذه الفتنة في الداخل والخارج، وينبه على أن هذه الفتنة لن يكون فيها غالب ولا مغلوب بل سيكون الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الجريح، ويكون المستفيد الوحيد هو المحتل والمتربصون بالعراق. ويدعو الاتحاد الشعب العراقي الى تحقيق وحدته على أساس المساواة في حفظ الحقوق وأداء الواجبات، وعودته الى أمته الاسلامية ليقوم بدوره المنشود. وبهذه المناسبة فإن الاتحاد يؤكد على أن العراق اليوم يتعرّض لمؤامرة كبرى تهدف الى تمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال إثارة نعرات الطائفية وتضخيم نقاط الخلاف وجعله ضحية لسياسات خارجية، وجعل ساحته ساحة صراع للتصفية بين أمريكا وأعدائها، وإذا لم يستجب العراقيون لنداء الوحدة وينبذوا كل ما يفرقهم فإنهم سيكونون الضحية لهذه المؤامرة الكبرى.
وإن الاتحاد يدعو العالم الاسلامي، وبالخصوص دول الجوار العربية، الى دعم الشعب العراقي والمساهمة في وضع الحلول لإعادة سيادته بالكامل وخروج المحتل وإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز.
كما يدعو الاتحاد علماء السنة والشيعة في العراق، وبخاصة المرجعيات الكبرى، الى تحمل مسؤوليتهم في الحفاظ على وحدة الشعب والوقوف في مواجهة هذه الفتن، وحقن دماء أهل القبلة وأهل الدار.
رابعا: قضية الرسوم المسيئـة للرسول صلى الله عليه وسلم:
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قضية نشر الرسوم المسيئة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إحدى الصحف الدانماركية ثم في بعض الصحف الأوروبية الأخرى، وقد اتخذ الاتحاد منذ اليوم الأول لنشر هذه الرسوم موقفا محددا من إدانة هذا العمل واستنكاره، وتعاون الاتحاد تعاونا مستمرا وثيقا مع منظمة المؤتمر الاسلامي ممثلة في شخص أمينها العام الذي قاد بحكمة الجهد السياسي والدبلوماسي في هذه القضية، ومع الحملة العالمية لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع الحملة العالمية لمواجهة العدوان، ومع الندوة العالمية للشباب الاسلامي، مع مؤسسة الإسلام اليوم، وهي الجهات التي نظمت المؤتمر العالمي، في البحرين، لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يغتنم هذه المناسبة ليعرب عن تقديرة الخالص للأمة الاسلامية التي استجابت لدعوة المقاطعة للبضائع والنشاطات الثقافية الدانماركية وهي الدعوة التي جددت إثبات وحدة الأمة، ووقوفها صفا متراصا وراء علمائها في إدانة ذلك العمل المهين لكل مسلم، وفي مقاطعة الدولة التي تولت صحافتها كبْرَه، والتي وقفت حكومتها وحزبها الحاكم تدافع عنه بحجج واهية.
ويشيد الاتحاد بالجهود الإيجابية التي بذلتها منظمة المؤتمر الإسلامي على صعيد التعامل مع الاتحاد الأوروبي ومع منظمة الأمم المتحدة، ومع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي نفسها، ومع جامعة الدول العربية للوصول الى توافق دولي على ضرورة إصدار قرار دولي يدعو دول العالم إلى تجريم العدوان على الأديان ورموزها وشعائرها ومقدساتها . كما يشيد الاتحاد بالجهد الإيجابي البناء الذي بدأته مؤسسة إسلام أون لاين تحت عنوان (رحمة للعالمين) وهو المشروع الذي يرمي إلى التعريف برسول الإسلام ودعوته بلغات متعددة: أداء لواجب التبليغ، وقياما بحق العالمين على المسلمين في أن يوصلوا إليهم دعوة الإسلام واضحة جلية ليحيى من حيّ عن بيّـنة ويهلك من هلك عن بيـّـنة.
ويؤكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على استمرار مقاطعة السلع والبضائع والنشاطات الدانماركية فيما عدا تلك التي أصدر منتجوها إعتذارا صريحا، نشروه في بلادهم وخارجها، عّما وقع من إساءة للإسلام والمسلمين. ذلك أنه إذا كان الغضب لديننا ونبيـنا يحملنا على المقاطعة والدعوة إليها، فإن الإنصاف – وهو من ديننا – يحملنا على أن لا نسوي بين المحسن والمسيء، فقد أمرنا ديننا أن نقول للمحسن أحسنت، كما نقول للمسيء أسأت. والقرآن الكريم يقول: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".
ويذكِّر الإتحاد علماء الأمة ودعاتها وأصحاب الرأي فيها وخاصتها وعامتها أن لكل مقام مقالاً، ولكل حدث حديثَه، وأنه في وقت العدوان والمواجهة لا تجوز الملاينة والملاطفة والمسامحة، وفي وقت التفاهم الإنساني البنَّاء لا تجوز الغلظة ولا الجفاء. وفهم الواقع أصل تبنى عليه الأحكام والأفعال وإلا خرجت عن تحقيق مقصودها الى ضده أو عكسه.
خامسا: جهـود المصالحة والإصلاح:
يعيد الاتحاد التأكيد على دعوته الى إحياء المصالحة الشاملة بين فعاليات الأمة كافة، الحكومية والشعبية، العلماء والدعاة، الهيئات والمنظمات، على أساس من كفالة الحقوق والحريات وتوسيع قاعدة المشاركة والتزام النهج السلمي قولا وعملا.
ويعبّر الاتحاد عن قلقه العميق لما يلاحظه من توقف جهود الإصلاح التي كانت قد بدأت فعلا في بعض الدول العربية والإسلامية ومن خفوت الدعوة إلى الإصلاح في غيرها. ويلح الاتحاد في التذكير بضرورة السعي الجاد في هذه السبيل وعدم الوقوف فيه عند إطلاق الشعارات دون العمل الحقيقي، في مجالات التربية والتعليم والاقتصاد والسياسية والاجتماع، الذي يحفظ على الأمة ثوابتها الدينية والوطنية، ويؤكد هويتها الثقافية، وخصوصيتها الحضارية. ويرحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهود الدائبة التي تبذل في بعض الأقطار العربية لتحقيق المصالحة بين جميع الفئات العاملة لخدمة الفكرة الاسلامية ولا سيما الذين انتهجوا سبيل العنف والتغيير بالقوة عددا من السنين، ثم فاءوا الى كلمة الحق، وعادوا الى منهج الوسطية الإسلامية الذي يتبناه الإتحاد ويدعو اليه. ويؤكد الإتحاد في هذا السياق على ضرورة الإسراع في الإفراج عن سائر المعتقلين السياسيين، في جميع دول العالم الاسلامي واستيعاب الجميع في الحياة العملية، وفي النشاط الدعوي السلمي، استثمارا لطاقتهم، واستفادة من تجربتهم في الحيلولة بين الشباب المسلم وبين الوقوع في براثن دعاة الغلو والعنف والتكفير.
سادساً: حقوق الأقليات المسلمة:
يعرب الاتحاد عن قلقه البالغ مما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من دول العالم من اضطهاد غير جائز، واستهانة بمشاعر المسلمين وشعائرهم ومظاهر حياتهم الفردية والجماعية، ويدعو الاتحاد حكومات تلك الدول، والإعلام فيها بوسائله كافة، إلى ضمان حصول المواطنين المسلمين فيها على حقوقهم الكاملة بما في ذلك حقهم في التعبير وممارسة الشعائر الدينية وحق تقرير المصير في المناطق التي يؤلف المسلمون فيها أكثرية مطلقة.
سابعاً: حقوق الانسان:
يلاحظ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما تورده التقارير المحلية والعالمية عن تدني مستوى إلتزام معايير حقوق الإنسان في معظم أقطار العالم الإسلامي. ويدعو الإتحاد الدول الإسلامية كافة الى ضرب المثل الصالح في مجال المحافظة على حقوق الإنسان فيها وحرياته وحرماته جميعا.
ثامناً: الوضع في السودان:
يعبّـر الإتحاد عن تأييده للجهود التي تبذلها الحكومة السودانية في رأب الصدع الوطني الداخلي الناتج عن أزمة دارفور، وعن الاختلاف بين فئات السياسيين الجنوبين، وعن محاولة إحداث الفتنة في شرق السودان، وهي الأحداث التي تتوالى وتتوانى مثبتة أن يداً أجنبية تصرّ على العمل على تمزيق السودان والقضاء على وحدته. ويؤيد الاتحاد التوجه الذي أعرب عنه البرلمان العربي في بيانه يوم 16/3/2006 م، من عدم القبول بوجود قوات دولية في أي جزء من أرض السودان، دون موافقة حكومته .
ويدعو الإتحاد الدول العربية والدول الإسلامية الأفريقية، الى تحمّل مسؤولياتها في قوات حفظ السلام في دارفور، وفي جنوب السودان، بما يقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي في هذا البلد العربي الأفريقي المسلم، ويحفظ له استقلاله ووحدة أراضيه.
تاسعاً: الموقف في لبنان:
يعبـّر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن وقوفه الى جانب الشعب اللبناني المتحد في مواجهة العدو الخارجي الصهيوني، وفي مواجهة محاولات الوقيعة بين طوائفه وأحزابه، ويعرب الاتحاد عن يقينه بقدرة اللبنانيين على تجاوز أزمتهم والخروج منها واستعادة دور لبنان البنّـاء في حاضر الأمة ومستقبلها.
ويعرب الاتحاد عن شكره للبنان، حكومة وشعباً، لتيسيرها عقد اجتماعات الاتحاد فيه وترحيبها الدائم بذلك.
وختاما، يدعو الاتحاد أبناء الأمة الاسلامية جميعا إلى الثبات على الحق، والاستمساك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والقضاء على أسباب الضعف والتخاذل الفردية منها والجماعية، وإلى الاعتصام بحبل الله والإستمساك بالعروة الوثقى للإسلام، والله من وراء القصد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رئيس الاتحاد الأمين العام
أ.د يوسف القرضاوي أ.د محمد سليم العوا