البحث

التفاصيل

البيان الختامي لاجتماع مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نوفمبر 2006

الرابط المختصر :

البيان الختامي

لاجتماع مجلس أمناء

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

المنعقد في بيروت بتاريخ 17-18 شوال 1427 هـ الموافق 9 – 10تشرين الثاني 2006م

 

الحـمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله، وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه الى يوم الدين، وبعد

فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بهيئة رئاسته، وأمانته العامة، ومكتبه التنفيذي ومجلس أمنائه المجتمع حاليا في العاصمة اللبنانية بيروت، وبقاعدته العريضة من علماء الأمة، الذين يمثلون جميع المدارس والمذاهب الفقهية على اختلافها، قد رأى من واجبه في هذه الظروف التي يمرُّ بها العالم عامة والمسلمون خاصة، واستحضارا لمسؤولية العلماء في إسداء النصح للأمة(حكاما ومحكومين) إذا أصابها ما يهدد مصلحتها العليا، أو سلام ديارها، أو وحدة أراضيها، أو استقرارها، أن يبيّـن الأمور التالية:

أولاً: يؤكد الاتحاد مجددا، على أن ما يصيب الأمة من جرحها النازف منذ نيّـف وقرن، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من أرض فلسطين التي بارك الله فيها، يوجب على المسلمين حيثما كانوا أن يعينوا إخوانهم بشتّى أنواع الجهاد: بالمال واللسان والقلم والنفس، وأن يستنفروا القوى المحبّة للخير في العالم للوقوف صفا واحدا لاستنكار جرائم الكيان الصهيوني في حقّ الانسان الفلسطيني ومسكنه وحرثه ونسله.

ثانيا: يؤكد الاتحاد مجددا، على أن المقاومة الفلسطينية الباسلة تمثل واحدة من أنبل مواقف هذه الأمة في القديم والحديث، وأنّ الواجب على كل عربيّ وكل مسلم أن يقدّم لها ما يستطيع من دعم. وهي تستحقّ التهنئة والثناء على ما أبدته ولا تزال تبديه من وعي عميق واتزان في التعامل مع الآخر، وحرص على تجنّـب أي خلاف يشقّ الصف الفلسطيني من الداخل أو الخارج. ويؤكد الاتحاد على المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها أن تواصل حرصها على تحريم الدّم الفلسطيني بعضه على بعض، وعلى تمسكها بالثوابت الاسلامية والوطنية في الشأن الفلسطيني، ولا سيما تحرير كل الأرض الفلسطينية بلا استثناء، وعودة جميع اللاجئين إلى بلادهم وممتلكاتهم، والدفاع عن خيار الشعب الفلسطيني في اختيار حكومته اختيارا ديمقراطيا، وإزالة جميع العراقيل التي توضع في وجه الحكومة المنتخبة للحيلولة بينها وبين الاضطلاع بمسؤولياتها التي ناطها بها الشعب الفلسطيني المصابر المرابط، بما يمثل معاقبةً للشعب الفلسطيني الذي صدّق دعوى الديمقراطية واختار بملء إرادته من يثق فيه ليتحمل مسؤولية كفاحه في سبيل حريته، واسترداد حقوقه، واستعادة وطنه المحتل من يد الصهيونية الغاصبة. وإن الواجب على سائر التجمعات والأحزاب والفصائل الفلسطينية، وفي المقام الأول على حركة فتح – كبرى الحركات الفلسطينية – والمنتمين اليها جميعا، أن يضربوا المثل والقدوة في التعاون لانجاح مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية وتمكينها من أداء واجبها وتحمل مسؤولياتها ، فإن قضية فلسطين في البدء والختام هي قضية الأمة جميعا لا قضية جماعة بعينها ولا حزب بذاته. ويدعو الاتحاد الحكومة الفلسطينية الى الثبات على هذا الموقف حتى يتحقق النصر والتحرير بإذن الله.

ويدعو الاتحاد الأمة الاسلامية حكومات وشعوبا، وجماعات وأفرادا، إلى المسارعة بمد يد العون الواجب إلى إخوانهم في فلسطين، فالشعب الفلسطيني يتعرض اليوم لحملة ضارية ظالمة لتجويعه، بل لقتله جوعاً، فضلاً عما يتعرض له منذ سنين بصورة يومية من حملات القتل والاغتيال والهدم والتدمير لأبطاله وشبابه ورجاله ونسائه وأطفاله وأرضه المزروعة ومؤسساته وبيوت أفراده.

وهذا الشعب البطل المجاهد المصابر - في الرأي الإجماعي لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – يجب إعانته من أموال الزكاة والصدقات والوصايا بالخيرات العامة، وغيرها. بل يجب أن يقتطع المسلمون نصيبا من أموالهم الخاصة، ومن أقواتهم، لدعم إخوانهم في فلسطين فإنه "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع". و"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه".   والقضية اليوم هي قضية تحد بين بقاء مشروع اختاره الشعب الفلسطيني بإرادته الحرّة وبين محاولات إسقاطه وإحلال مشروع آخر يريده الأعداء.

ثالثا:  يدعو الاتحاد القادرين من أبناء العالم الاسلامي الى أن يتبنى كل منهم كفالة أسرة واحدة من الأسر الفلسطينية أو واحد من الجرحى الفلسطينيين أو أيتام شهيد فلسطيني واحد، اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتجسيدا لمفهوم الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

رابعا: يدين الاتحاد بكل قوة جميع أنماط الحصار التي تُفرض على الشعب الفلسطيني البطل من الخارج أو الداخل. ويكرر إدانته الشديدة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم، وآخرها مجزرة بيت حانون البشعة، كما يدين المواقف السلبية والمتخاذلة المتجلية في مواقف وقرارات وتصريحات مجلس الأمن، والصمت العربي والدولي المطبق في وجه الحصار الظالم والانتهاكات المتكررة لحقوق الانسان، الا باستثناءات نادرة. ومن هذا الحصار الظالم إغلاق المعابر التي تربط فلسطين بالخارج، وإقامة الجدار العازل، وتجريف الأرض الفلسطينية واقتلاع آلاف الأشجار المعمّرة.. مما لو فعلته أي جهة أخرى غير قوات الاحتلال الصهيوني، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتحركت منظمات حماية البيئة وحماية حقوق الانسان في كل مكان، ولصارت جميع وسائل الاعلام في العالم تلوك عبارات الادانة والاستنكار. ولكن بعض القوى الكبرى تكيل بعدة مكاييل وتقف مع العدو الصهيوني المحتل في كل مناسبة ضد الحق العربي في أرض فلسطين.

خامسا:  يستنكر الاتحاد ما تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني من تحدّ للخيار الديمقراطي ومن عدوان متمثل في اعتقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعدد من نوابه، ويدعون المنظمات الدولية ودول العالم الحر الى استنكار هذا الخرق الفاضح لحقوق الانسان وحصانات نواب الشعب المتعارف عليها في جميع بلدان العالم، ويدعون المنظمات الدولية المعنية ودول العالم المتحضر بهذه المناسبة، إلى العمل الجاد لإنهاء آخر شكل من أشكال الاستعمار البغيض في العالم وهو الاستعمار الصهيوني لفلسطين.

سادسا: يؤكد الاتحاد على ما سبق أن عبّر عنه مرارا من دعوة المسلمين عامة وعلمائهم خاصة، وذوي المال والسعة بوجه أخص إلى مناصرة قضية القدس بما يستطيعون من قوة، ولا سيما في مجال المشروعات الاقتصادية والإعمارية العملية لإسناد الشعب الفلسطيني في الداخل، وخصوصا في مدينة القدس، وتعميم مشروع المؤاخاة بين العائلات العربية والاسلامية في العالم وبين العائلات الفلسطينية في الداخل، ولا سيما في مدينة القدس وقراها وبلداتها، وتعميم مشروع التوأمة بين المؤسسات والمجتمعات المدنية العربية والاسلامية وبين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الداخل، ودعم المدارس والمستشفيات ودور الأيتام في الداخل الفلسطيني، والعمل على كل ما من شأنه تثبيت الوجود الفلسطيني في الأرض المباركة وعدم النـزوح عنها وتقديم سائر أشكال الدعم الممكنة لهذه القضية.

سابعا: يحذر الاتحاد أمة الاسلام من المؤامرة الكبرى المتمثلة في محاولة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في فلسطين تحت أية ذريعة، أو إجبارها على الاعتراف بالكيان الصهيوني والخضوع لإرادة الولايات المتحدة التي تريد بسط هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة كلها، ويناشد ضمائر كل أولئك الذين هم في موقع المسؤولية، أن يتقوا الله في مواقفهم، وأن لا ينجرّوا إلى تنفيذ مخططات أعداء الأمة الرامية الى ايجاد مخرج لقوات الاحتلال، ينقذها من الظهور بمظهر المهزوم، ويحقق مآرب المحافظين الجدد الذين يستمدون مخططاتهم من المشروع الصهيوني ويعملون على انجاحه.

ثامنا:  إن ما ترتكبه الجيوش الأجنبية الغازية للعراق، والجماعات المسلحة غير المسؤولة ذات التوجه التكفيري أو الطائفي، من فظائع لم يسبق لها مثيل،  ومن تخريب للبيوت والمباني والمساجد والكنائس وسائر دور العبادة، والبنية الأساسية، واهلاك للحرث والنسل: ومن قتل للجرحى في المساجد ومنع الامدادات الاغاثية عن المنكوبين وقصف المستشفيات ومنع الفرق الطبية من أداء واجبها الانساني نحو الجرحى والمصابين.. إن هذا كله يمثل وصمة عار في جبين الدول والعصابات التي تقوم بها، والاتحاد يهيب بحكومات الدول التي غزت العراق أن تثوب الى رشدها، وأن تسترجع انسانيتها، وأن تنسحب من العراق انسحابا فوريا، لتمكين الشعب العراقي من إدارة شؤون بلاده بنفسه. ويهيب الاتحاد بتلك الجماعات المسلحة أن تلتزم بما دعت اليه المرجعيات السنية والشيعية في وثيقة مكة المكرمة، من تحريم الدم العراقي والممتلكات ودُور العبادة، وعدم المساس بها تحت أية دعوى من دعاوى الطائفية أو التكفير.

تاسعا: يؤكـد الاتحاد تنديده بجميع أعمال العنف والارهاب والقتل والتخريب والخطف والتفجيرات التي توجه نحو الأبرياء... ويحذر أشد التحذير من كل من له يد في هذه الفتنة في الداخل والخارج، وينبه على أن هذه الفتنة لن يكون فيها غالب ولا مغلوب بل سيكون الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الجريح، ويكون المستفيد الوحيد هو المحتل والمتربصون بالعراق. ويدعو الاتحاد الشعب العراقي الى تحقيق وحدته على أساس المساواة في حفظ الحقوق وأداء الواجبات،  وعودته الى أمته الاسلامية ليقوم بدوره المنشود. وبهذه المناسبة فإن الاتحاد يؤكد على أن العراق اليوم يتعرض لمؤامرة كبرى تهدف الى تمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال إثارة نعرات الطائفية وتضخيم نقاط الخلاف وجعله ضحية لسياسات خارجية، وجعل ساحته ساحة صراع للتصفية بين دولة الاحتلال وأعدائها. وإذا لم يستجب العراقيون الى نداء الوحدة، وينبذوا كل ما يفرقهم، فإنهم وحدهم سيكونون الضحية لهذه المؤامرة الكبرى. وينبغي أن يشعر العراقييون جميعا أنهم شعب واحد، يجمعهم الاسلام دينا ورسالة، والعربية لغة وحضارة، وأن الواجب الشرعي والوطني يقتضي نبذ خلافاتهم ووقوفهم صفا واحدا من أجل طرد الاحتلال وبناء عراق موحد لجميع أبنائه. ولا يجوز البحث في أي طرح سياسي يتناول مستقبل الدولة العراقية أو شكلها الدستوري، الا بعد خروج قوات الاحتلال ، وتولي الشعب العراقي زمام شؤونه بنفسه.

عاشرا: يدعو الاتحاد بلدان العالم الاسلامي، ولا سيما دول الجوار العربية والاسلامية، الى دعم الشعب العراقي والمساهمة في وضع الحلول لإعادة سيادته بالكامل وإخراج المحتل واعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز، والحرص على إفشال كل محاولة للتدخل في شؤونه من أي طرف كان، ولمصلحة أي طرف كان. كما يدعو الحكومة العراقية إلى إعمال مبدأي المساواة والتوازن بين مواطنيها بجميع أعراقهم ومذاهبهم وأديانهم ، وفي جميع المؤسسات المدنية والعسكرية.

 

حادي عشر: يدعو الاتحاد علماء السنة والشيعة في العراق وبخاصة المرجعيات الكبرى، الى تحمل مسؤوليتهم في الحفاظ على وحدة الشعب والوقوف في مواجهة هذه الفتن، وحقن دماء أهل القبلة وأهل الدار. ويدعو هذه المرجعيات الى عقد اجتماع حقيقي أو مجازي (من خلال المحادثة الفيديوية)، في سلطنة عُمان أو اليمن، للاتفاق على ميثاق شرف، يحرّم دماء أهل القبلة ومواطنيهم من غير المسلمين، ويجدد العهد على السعي الى التقريب، ومحاربة أية محاولة من محاولات الفرقة بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد.

ثاني عشر: يرحب الاتحاد ببوادر الاتفاق بين جميع الأطراف الصومالية، ويستنكر تدخل الدول الأجنبية في شؤون الصومال واقتحام جزء من أراضيها، ويدعو الله أن يوفق أبناء هذا البلد المسلم الى التوافق بما يرضي الله، ويحقن الدماء، ويحقق الاستقرار. ويدعو الدول العربية والاسلامية الى تأييد مساعي الوفاق ودعم هذا البلد ماديا ومعنويا.

ثالث عشر: يعرب الاتحاد عن تأييده للجهود التي تبذلها الحكومة السودانية في رأب الصدع الوطني الداخلي الناتج عن أزمة دارفور، والأزمة في شرق السودان، وعن الاختلاف بين فئات السياسيين الجنوبيين، وعن محاولة إحداث الفتنة في شمال السودان، وهي الأحداث التي تتوالى مثبتة أن يدا أجنبية تصر على العمل على تمزيق السودان القضاء على وحدته. ويؤيد الاتحاد التوجه الذي أعرب عنه البرلمان العربي من عدم القبول بوجود قوات دولية في أي جزء من أرض السودان دون موافقة حكومته. كما يؤكد الاتحاد دعوته الدول العربية والدول الاسلامية الافريقية، الى تحمل مسؤولياتها في قوات حفظ السلام في دارفور، وفي جنوب السودان، بما يقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي في هذا البلد العربي الافريقي المسلم، ويحفظ له استقلاله ووحدة أراضيه.

رابع عشر: يعرب الاتحاد عن قلقه البالغ مما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من دول العالم من اضطهاد جائر، واستهانة بمشاعر المسلمين وشعائرهم ومظاهر حياتهم الفردية والجماعية، ويدعو الاتحاد حكومات تلك الدول ، والاعلام فيها بوسائله كافة، الى ضمان حصول المواطنين المسلمين فيها على حقوقهم الكاملة بما في ذلك حقهم في التعبير وممارسة الشعائر الدينية، وحق تقرير المصير في المناطق التي يؤلف المسلمون فيها أكثرية مطلقة.

ويعرب الاتحاد بالمقابل عن ارتياحه وترحيبـه بمبادرة الحكومة الجديدة في تايلاند المتمثلة في انصاف مواطنيها المسلمين، وحمايتهم من أي مظهر من مظاهر الاضطهاد أو التطهير العرقي أو الديني.

خامس عشر: يعيد الاتحاد التأكيد على دعوته الى إحياء المصالحة الشاملة بين فعاليات الأمة كافة، الحكومية والشعبية، العلماء والدعاة، الهيئات والمنظمات، على أساس من كفالة الحقوق والحريات وتوسيع قاعدة المشاركة والتزام النهج السلمي قولا وعملا .

ويعرب الاتحاد عن قلقه العميق لما يلاحظه من توقف جهود الاصلاح التي كانت قد بدأت فعلا في بعض الدول العربية والإسلامية ومن خفوت الدعوة إلى الاصلاح في غيرها. ويلح الاتحاد في التذكير بضرورة السعي الجاد في هذه السبيل وعدم الوقوف فيه عند إطلاق الشعارات دون العمل الحقيقي، في مجالات التربية والتعليم والاقتصاد والسياسة والاجتماع، بما يحفظ على الأمة ثوابتها الدينية والوطنية. ويؤكد هويتها الثقافية، وخصوصيتها الحضارية.

ويحذر الاتحاد من السياسات الرامية إلى تغيير المناهج التربوية يما ينال من الهوية الإسلامية للأمة. ويرحب الاتحاد بالجهود الدائبة التي تبذل في بعض الأقطار العربية لتحقيق المصالحة بين جميع الفئات العاملة لخدمة الفكرة الاسلامية، ولا سيما أولئك الذين انتهجوا سبيل العنف والتغيير بالقوة عددا من السنين، ثم فاءوا الى كلمة الحق وعادوا الى منهج الوسطية الاسلامية الذي يتبناه الاتحاد ويدعو اليه. ويؤكد الاتحاد في هذا السياق على ضرورة الاسراع في الافراج عن سائر المعتقلين السياسيين في جميع دول العالم الاسلامي، واستيعاب الجميع في الحياة العملية، وفي النشاط الدعوي السلمي، استثمارا لطاقتهم، واستفادة من تجربتهم في الحيلولة بين الشباب المسلم وبين الوقوع في براثن دعاة الغلو والعنف والتكفير

سادس عشر: يلاحظ الاتحاد مجددا بقلق ما تورده التقارير المحلية والعالمية عن تدني مستوى الالتزام بمعايير حقوق الانسان في معظم أقطار العالم الاسلامي. ويدعو الاتحاد الدول الاسلامية كافة، الى ضرب المثل الصالح في مجال المحافظة على حقوق الانسان فيها وحرياته وحرماته جميعا.

سابع عشر: يستهجن الاتحاد ما يحدث في تونس من منع قانوني للزي الاسلامي للمرأة، وما تتعرض اليه النساء التونسيات من منع من الدراسة أو العمل، أو مضايقات في الشارع، جراء إرتداء الزي الاسلامي، الأمر الذي يُأعـدّ مخالفة صريحة للاتفاقية الدولية لحقوق المرأة (سيداو  SIDAW)، وانتهاكا للحرية الشخصية التي كفلتها المواثيق الدولية، ويدعو الحكومة التونسية الى رفع هذه المعاناة عنهن، وتمكينهن من الالتزام بأوامر الشرع، وممارسة الحقوق الشخصية التي تكفلها المواثيق الدولية.

ثامن عشر: يهيب الاتحاد بجميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في العالم الاسلامي، أن تلتزم بالقيم والضوابط الاسلامية في علاقاتها ومعاملاتها مع المتعاملين معها. ويدعو بهذه المناسبة شركة الخطوط الملكية المغربية أن تعيد النظر في منع المصلين من إقامة الصلاة في المحطات والمطارات ، التي تـُعـدّ مساجد بنص حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (جـُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا)، لا سيما وقد عـُرفت المملكة المغربية بحرصها على الآداب الاسلامية على مدار التاريخ، وأن مثل هذا الموقف يمثل موقفا مستنكرا لم تقدم عليه أي خطوط جوية في العالم.

تاسع عشر: يؤكد الاتحاد على قراره السابق بوقف الحوار مع الفاتيكان الى أن يظهر ما يبرر الاعتقاد بجدوى استئناف الحوار في جو من الموضوعية والعقلانية والاحترام المتبادل.

عشرين: يعرب الاتحاد عن وقوفه الى جانب الشعب اللبناني، المتحد في مواجهة العدو الخارجي الصهيوني، وفي مواجهة محاولات الوقيعة بين طوائفه وأحزابه، ويكرر اعتزازه بالنصر المؤزّر الذي حققته المقاومة على العدو الذي زعم أنه لا يـُقـهر، ويعرب عن يقينه بقدرة اللبنانيين على تجاوز أزمتهم والخروج منها، واستعادة دور لبنان البنّـاء في حاضر الأمة ومستقبلها.

ويعرب الاتحاد عن شكره للبنان حكومة وشعبا لتيسيره عقد اجتماعات الاتحاد فيه وترحيبه الدائم بذلك.

 

وختاما، يدعو الاتحاد أبناء الأمة الاسلامية جميعا الى الثبات على الحق والاستمساك بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والقضاء على أسباب الضعف والتخاذل، الفردية منها والجماعية، وإلى الاعتصام بحبل الله، والاستمساك بالعروة الوثقى للاسلام، والله من وراء القصد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

 

 

     رئيس الاتحاد                                                                                         الأمين العام

أ.د يوسف القرضاوي                                                                             أ.د محمد سليم العوا


: الأوسمة



التالي
صور فعاليات إجتماع مجلس الأمناء المنعقد في نوفمبر 2006
السابق
البيان الختامي لاجتماع مجلس الأمناء الخامس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إبريل 2006

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع