البحث

التفاصيل

دعوات هندوسية لإبادة جماعية للمسلمين لتحويل الهند "أمة هندوسية خالصة"!

الرابط المختصر :

دعوات هندوسية لإبادة جماعية للمسلمين لتحويل الهند "أمة هندوسية خالصة"!

في الوقت الذي استمر منع المسلمين من صلاة الجمعة، للأسبوع الثاني علي التوالي في كشمير، بعد إغلاق السلطات الهندوسية أكبر مسجد تاريخي (جاميا) في سرينجار بالسلاسل، دعا متطرفون هندوس في مؤتمر حاشد لقتل المسلمين وإبادتهم جماعيا لتحويل الهند "أمة هندوسية خالصة".

ورغم هذا التزمت الحكومة الهندية الصمت إثر دعوات متطرفين هندوس، خلال تجمع عام أقيم قبل أيام، لقتل المسلمين، فيما اكتفت الشرطة بإعلانها الجمعة فتح تحقيق.

وطالب مولانا محمود مدني، رئيس جمعية علماء الهند، أكبر منظمة إسلامية في البلاد، باتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمي التجمع والمتحدثين فيه خلال رسالة وجهها، الخميس، إلى وزارة الداخلية واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية للأقليات ورئيس وزراء ولاية "أوتاراخند"

وقال مدني: "لقد شكّل (المحرضون) تهديداً للسلام والوئام المجتمعي في البلاد، لذلك أطالب باتخاذ إجراءات قوية ضد المنظمين والمتحدثين"، واتهم حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسية المتطرفة بتجاهل مخاطر استمرار خطابات الكراهية ضد المسلمين.

وقال النائب المسلم أسد الدين العويسي على "تويتر" إن التعليقات الواردة في الفيديو "حالة واضحة لتحريض على الإبادة الجماعية".

غلق أكبر المساجد

بدأت التطورات الأخيرة ضد مسلمي الهند وجامو وكشمير معا بغلق سلكات الاحتلال الهندي المسجد التاريخي "جاميا" بمدينة سيرنجار، والذي يسع قرابة 33 ألف مصل، بعدما ظل عمليا مغلقا منذ عامين عقب تصاعد العنف الهندوسي ضد المسلمين بعد ضم الهند كشمير لها.

وقالت وكالة "اسوشيتدبرس" أنه تم إغلاق المسجد المبني منذ أكثر من 600 عام بداية من الجمعة 17 ديسمبر 2021 بما يتعارض مع الحرية الدينية في الهند التي ينص عليها الدستور، ومنع المسلمين من الصلاة في الشوارع بجواره.

واتهم المسلمون الحكومة الهندية بإغلاق المسجد، ضمن محاولات هندوسية لفرض هوية هندوسية في كشمير بدل الإسلامية، منها غلق مساجد واعتقال نشطاء ونقل هندوس لكشمير وتغيير الحدود الانتخابية في الولاية لصالح مناطق بها أكثرية هندوسية.

وتبرر السلطات الهندية غلق المسجد بأنه يخرج منه الاحتجاجات المناهضة للاحتلال الهندي حيث يخرج عشرات الآلاف من المسلمين بشكل متكرر إلى الشوارع للاحتجاج على الحكم الهندي من المساجد الكبرى، ومنها مسجد "جاميا" الكبير، وتقمعهم القوات الهندية بالرصاص وتقتل وتصيب منهم العشرات في كل مرة.

وفي تعليقه علي غلق المسجد والممارسات القمعية في كشمير المسلمة، قال فاروق عبد الله، رئيس الوزراء السابق لولاية جامو وكشمير: إن مسلمي شعب كشمير أصبحوا يشعرون أنهم منبوذون ويجري التخلص منهم من قبل السلطات الهندوسية.

وتوقع في حوار مع صحيفة محلية انفجار بركان غضب في كشمير بين المسلمين، مؤكدا أنه إذا انفجر البركان، سيأخذ معه كل الهند ولن ينجو منه أحد في ظل تصاعد مؤشرات اندلاع حرب دينية طاحنة بسبب الممارسات الهندوسية ضد السكان.

أُقتلوا المسلمين!

وهذا الأسبوع انتشرت مقاطع فيديو من اجتماع لزعماء هندوس تُظهر خطابات استفزازية يطالب فيها رجال هندوس متطرفين بقتل المسلمين ما أثار الغضب في الشارع الهندي.

ففي اجتماع أُقيم في مدينة هاريدوار المقدسة لدى الهندوس بين 17 و19 ديسمبر الجاري، قال المئات من النشطاء والرهبان الهندوس المتطرفين خلال التجمع الكبير، إنهم "سيحوّلون الهند، الجمهورية العلمانية دستورياً، إلى أمة هندوسية، حتى لو تطلب ذلك الموت والقتل"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وبعد شكوى المسلمين، قالت الشرطة إنها ستفتح تحقيقا في القضية لكنها لم تعتقل أي أحد على خلفية القضية، باستثناء رجل واحد فقط يدعى وسيم رضوى، ذُكر اسمه في القضية، وهو مسلم يقول إنه تحول إلى الهندوسية ويعرف الآن باسم جيتندرا نارايان تياجي.

ونقلت الصحيفة عن بوجا شكون باندي، زعيمة "هندو ماهاسابها"، وهي جماعة تعتنق القومية الهندوسية المتشددة، قولها في إشارة إلى مسلمي البلاد: "إذا كان 100 منا مستعدين لقتل مليون منهم، فسننتصر ونجعل الهند دولة هندوسية. استعدوا للقتل والذهاب إلى السجن".

وخلال التجمع الذي عُقد في قاعة مزدحمة، دعا رهبان هندوس يمينيون إلى تسليح أنفسهم وقتل المسلمين وشمل الحضور "زعماء دينيين مؤثرين"، تربطهم علاقات وثيقة بحزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي الحاكم، وحتى بعض أعضاء الحزب.

وتقول الصحيفة إن المؤتمر، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام في مدينة هاريدوار الهندوسية المقدسة (شمال)، نتج عنه أقوى "دعوة فاضحة ومثيرة للقلق" إلى العنف خلال السنوات الأخيرة.

وقالت "نيويورك تايمز" إنه "رغم انتشار مقاطع فيديو من مؤتمر لمتطرفين هندوس دعوا فيه لقتل المسلمين، على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي بالهند، صمت رئيس الوزراء ناريتدرا مودي ولم يعلق ما يعني ضوء اخضر لقتل المسلمين".

ورغم إعلان الجهات الأمنية فتح تحقيق تقول الصحيفة إن "الشرطة، التي تسجن نشطاء حقوقيين أو ممثلين كوميديين بسهولة، وبسبب تهم تفتقر إلى الأدلة، كانت بطيئة في اتخاذ إجراءات بحق الذين دعوا إلى العنف والقتل"

وتضيف الصحيفة إن "الجماعات السياسية المعارضة، كانت مقيّدة في ردها على المؤتمر، وهو مؤشر على قوة سيطرة الجماعات القومية الهندوسية اليمينية على البلاد، منذ تولى مودي منصبه عام 2014.

منع المسلمين من الصلاة في الشوارع

ولم يقتصر الأمر على غلق المساجد وهدم بعضها، بل واصل مسؤولو كبرى الولايات الهندية تهديداتهم للمسلمين واضطهادهم حتى في ممارسة شعائرهم الدينية ومنعهم من الصلاة في الشوارع، وذلك بالتوازي مع حملات "إبادة المسلمين".

وهدد رئيس وزراء ولاية "هاريانا" المسلمين المقيمين بها بـ"العقاب الشديد" في حال صلوا خارج بيوتهم أو المساجد، وذلك في الوقت الذي يجدون فيه صعوبة كبيرة في العثور على دور العبادة حسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

ونقلت الوكالة الفرنسية تصريحاً لرئيس الوزراء بالولاية، هدد فيه المسلمين بالاعتداء عليهم إن أقاموا الصلاة في الأماكن العامة، إذ أكد أنه "لن يتم التسامح" مع أداء الصلوات خارج المساجد "بعد الآن" في جورجاون.

إلى جانب هذا القرار، فإنه حتى بيوت الله في الهند لم تسلم من اعتداءات، حيث قامت الجماعات الهندوسية برشّ دور العبادة بروث البقر ووصفت المصلين بـ"الباكستانيين" أو "الإرهابيين"؛ مما دفع السلطات المحلية إلى تقليص عدد الأماكن التي يُسمح فيها بأداء الصلاة خارج دور العبادة.

وقالت الوكالة إنه في مدينة هندي كجورجان التابعة للعاصمة نيودلهي، يعيش أكثر من نصف مليون مسلم، لكنها لا تتوفر إلا على 15 مسجداً فقط، ما يفرض على العديد منهم الصلاة في الشارع، وهو الأمر الذي أصبح يُعرضهم لخطر كبير، بسبب الهندوس المتطرفين والمسؤولين أيضاً.

المصدر : المجتمع : 25 ديسمبر 2021





التالي
رؤية للاستثمار
السابق
أهم الصفات التي برزت في حوار إبراهيم عليه السلام مع الملك الظالم

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع