البحث

التفاصيل

مزاد على الإنترنت.. مسلمات للبيع في الهند

مزاد على الإنترنت.. مسلمات للبيع في الهند

أثار تطبيق جديد "لبيع المسلمات" في الهند بمزاد علني عبر الإنترنت ضجة كبيرة، خصوصا أنه يعد الثاني من نوعه في الهند في شهور.

وهذا دليل آخر -وفق ما جاء في تقرير لسمير ياسر الكاتب بصحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times)- على الطبيعة المنظمة للتنمر الافتراضي وما يصاحب ذلك من تهديد بالعنف الجنسي لإسكات كل من تخول لها نفسها أن تظهر كناشطة مسلمة.

ويسرد التقرير في البداية قصة الصحفية المسلمة هيبا بيغ التي كانت في زيارة لقبر جدها في نيودلهي في عطلة الأسبوع عندما علمت أنها معروضة "للبيع" بمزاد علني لمن يدفع أكثر، وذلك عبر منصة على الإنترنت.

وقد امتلأت شاشتها بالعشرات من المكالمات والرسائل من أصدقاء جميعهم يشاركون نفس لقطة الشاشة للملف الشخصي الذي تم إنشاؤه لها على تطبيق بموقع مزاد مزيف يطلق عليه "بولي باي" (Bulli Bai).

وقد اكتشفت هذه الصحفية السابقة، ذات الحضور الواسع على الإنترنت فور انتباهها للموضوع أنها لم تكن وحدها التي عرضت للبيع، بل إن ذلك طال أكثر من 100 امرأة مسلمة هندية بارزة أخرى، بما في ذلك فنانات وصحفيات وناشطات ومحاميات، كلهن عرضت صورهن على هذا التطبيق دون علمهن في السبت أول أيام السنة الجديدة 2022، ولم تتم إزالة هذا التطبيق من المنصة التي أعد من خلالها إلا بعد 24 ساعة.

02:17

ويضيف الكاتب أن "بولي باي" هو ثاني تطبيق من نوعه يستهدف إهانة المسلمات في الهند، إذ ظهر في يونيو/حزيران الماضي تطبيق مشابه أطلق عليه "سولي ديلز" (Sulli Deals)، وهما مصطلحان عاميان تقصد منهما إهانة المسلمات.

وقد ظل ذلك التطبيق نشطا لأسابيع ولم يتم حذفه إلا بعد شكاوى من الضحايا، وعلى الرغم من أن الشرطة فتحت تحقيقا في الموضوع، فإنها لم توجه تهما لأي شخص في هذه القضية.

وتنتشر كراهية النساء ومضايقاتهن في فضاء الإنترنت في الهند، لكن هذه "المزادات"، وفقا للكاتب، ضاعفت القلق بشأن الطبيعة المنظمة للتنمر الافتراضي، وكيف يتم نشر التشهير المستهدف والتهديدات بالعنف، لا سيما العنف الجنسي، لمحاولة إسكات النساء، لا سيما اللائي ينتقدن بعض سياسات رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتعلق الصحفية هيبا بيغ على ذلك بالقول "يهدف التخويف إلى إجبار النساء المسلمات اللواتي يرفعن أصواتهن ضد الظلم على الانسحاب من الحياة العامة.. لكن ذلك لن يزيدهن إلا إصرارا".

01:50

ويقول الكاتب إن المسلمات كن في طليعة إحدى أكبر حركات الاحتجاج في الهند بالعقود الأخيرة، وذلك عندما خرجن في أوائل عام 2020، قبل أن تجتاح جائحة كورونا الحالية الهند، بأعداد كبيرة وأغلقن الطرق ونظمن مظاهرات عارمة احتجاجا على قانون الجنسية الجديد الذي كان يُنظر إليه على أنه متحيز ضد المسلمين.

والتطبيق الذي تم إطلاقه في يونيو/حزيران الماضي والتطبيق الحالي، تمت استضافتهما من طرف "جيتهاب" (GitHub)، وهي منصة تطوير برمجيات مفتوحة مملوكة لشركة مايكروسوفت ومقرها سان فرانسيسكو.

وقال وزير الاتصالات الفدرالي الهندي أشويني فايشناو - إن جيتهاب قد حظرت المستخدم الذي يقف وراء التطبيق الأخير، لكن المنصة لم تعلق علنا على المسألة، وفقا للكاتب.

وكتب كارتي تشيدامبارام -وهو عضو في البرلمان الهندي وزعيم حزب المؤتمر المعارض- على تويتر أنه يشعر بالفزع لأن المسؤولين عن هذا التطبيق الأخير إنما تجرؤوا عليه بسبب تقاعس الحكومة عن اتخاذ إجراء بحق من أعدوا التطبيق السابق، قائلا "من غير المقبول أن يعود مثل هذا العمل الخطير الذي ينم عن كراهية للمسلمين".

وذكرت الشرطة في ولاية أندرا براديش الجنوبية أنها فتحت تحقيقا وقدمت شكوى جنائية ضد العديد من مستخدمي ومطوري التطبيق على تويتر، بناء على شكوى من إحدى المسلمات، لكن العديد ممن اشتكين يقلن إن عدم إحراز تقدم في التحقيقات السابقة لا يبشر بخير.

 

المصدر : الجزيرة +نيويورك تايمز





التالي
الشيـــخ رائد صلاح نموذج المجاهـــدين الصابــــرين
السابق
أثر الطب الحديث في التفكير الفقهي

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع