اعتبر الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن التحدي الأكبر بالنسبة للسوريين ليس الانتصار على قوات بشار الأسد، التي ستهزم بإذن الله، وإنما التحدي الأكبر هو فترة ما بعد إسقاط النظام، مشيرا إلى أن حالة الفراغ قد تدفع لمشكلات أكبر.
وقال: "إن المشكلة في سوريا ستكون أشد بعد إسقاط النظام؛ لأن الناس خرجوا من نظام مستبد ولم يتدرّبوا على ممارسة العمل السياسي"؛ محذرا من أن حالة الفراغ قد تدفع الجميع لمحاولة شغله بشكل غير مؤسسي، قد يتسبب في مشكلات أكبر.
وشدد د. العودة على أن الإخلاص والتجرد لنية الحق أهم أسباب الفوز والظفر قائلا: "إن يعلم الله في قلوبكم أيها السوريون نية الحق ودحر الباطل، وليس البغي ولا العلو في الأرض أو الفساد أو تصفية الحسابات مع أحد. وأكد "أنَّ صدق النيات مدعاة لأن يُعجِّل الله لكم بالنصر، وإلا فقد يتأخر النصر أو يبطئ حتى تصدق هذه النيات".
وأشاد العودة بدور دول الخليج القوي في دعم الثورة السورية، مشيراً إلى أن الدول الغربية لا مشكلة لديها فى التخلي عن أي نظام حليف لها وهو ما حصل في عدة تجارب سابقة كأوربا الشرقية والفلبين وإندونيسيا وغيرها والخروج بأقل خسائر ممكنة، مشيرا إلى أن ثورات الربيع العربي كانت بمثابة مفاجأة لهم إلا أنهم تعاملوا معها بذكاء واستفادة من التجارب.
وقال: إن "ما يجري في سوريا الآن يعد ضمن هذا الإطار، فاليهود يعلمون تماما أن الرئيس الأسد هو أفضل جار وشريك لهم"، مشيراً إلى أن الأسد أرسل بعض الشباب إلى الجولان لإحداث شغب مع الصهاينة كتهديد لهم بأن أي بديل لكن يكون في صالحهم.
وأضاف أنَّ الغرب يرى أيضا ضرورة كسر الطرف الشيعي الذي امتد أكثر مما يستحق"، مشيراً إلى أن "لبنان وسوريا والعراق وإيران سيتأثر وضعها كثيرًا".
وأكد أن المسئولين الغربيين يعولون كثيرا على الحكومات المقبلة باعتبارها أكثر شفافية قائلا: " إن عددا من المسئولين الفرنسيين والغربيين يقولون إن المرحلة القادمة في العالم العربي التعامل معها ممكن وإن كان ليس سهلا مثلما كان في عهد الحكومات الديكتاتورية التي تمنحنا ما نشاء".
وأشار إلى أنهم سيعتبرون الحكومات المقبلة ممثلة من الشعب وبالتالى فإن التعامل معها سيكون أكثر شفافية كما أن بقاءها أضمن وبالتالي فإن اتفاقيات الغرب معها ستكون أكثر مصداقية.
وقال "بالرغم من ازدياد نسبة القتل والإجرام، إلا أن الثورة تمتد حتى وصلت إلى دمشق ولا يكاد يبقى مدينة اليوم إلا وفيها حراك قوي، إضافة إلى تزايد انشقاقات الجيش"، مؤكدًا أن الغرب لن يراهن على بقاء بشار الذى احترق بالنسبة لهم.
وطالب فضيلته الجميع باستمرار دعم الشعب السوري، والدعاء، والكلمة الطيبة، في جميع المجالات، ومن بينها "تويتر" أو "فيس بوك" أو المواقع الإلكترونية أو المساجد.