البحث

التفاصيل

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج (5\6)

الرابط المختصر :

في ذكرى معجزة الإسراء والمعراج (5\6)

د. زغلول النجار

ثامنا: الإيمان بالغيوب المطلقة التي أخبر عنها القرآن الكريم، ومنها الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، وبحتمية الآخرة، وما فيها من الحساب والجزاء، والجنة والنار، والميزان والصراط.

تاسعا: التأكيد على أن الابتلاءات هي من سنن أصحاب الدعوات في كل زمان ومكان، وأنها من وسائل التطهير والتزكية للنفس الإنسانية، وعلى ذلك فإنه يجب على المسلم ضرورة الالتجاء إلى الله تعالى في كل شدة، واليقين بأنه إذا انقطعت حبال الناس فإن حبل الله المتين لا ينقطع أبدا ما دام العبد متوكلا على الله حق التوكل، وأنه ليس بعد العسر إلا اليسر. ونحن نرى ذلك في التكريم العظيم الذي لقيه رسول الله ﷺ في رحلة الإسراء والمعراج، والتي أكرمه الله تعالى بها بعد عام الحزن الذي كان رسول الله ﷺ قد فقد فيه كلا من زوجه أم المؤمنين السيدة خديجة (عليها رضوان الله)  وعمه أبو طالب، فاشتدت وطأة كفار ومشركي قريش عليه حتى أخرجوه من مكة، فلجأ إلى أهل الطائف طالبا التأييد منهم حتى يبلغ دعوة الله، فردوه ردا غير جميل أغروا به جهالهم الذين أدموا قدميه الشريفين، فوقف في الطريق بين الطائف ومكة يناجي ربه بمناجاة تهز القلب والعقل معا،  ثم دخل مكة بجوار أحد كبار مشركيها. وبعد كل هذه المعاناة جاءت معجزة الإسراء والمعراج تكريما وتشريفا خاصين له ﷺ من دون الخلائق، ليطلعه ربه على عوالم من الغيب لم يرها غيره من البشر، بما في ذلك الأنبياء والمرسلون الدين بعثهم الله تعالى جميعا لمبايعته على إمامته لهم.

عاشرا: التحذير من مخاطر المفاسد السلوكية على الإنسان، أفرادا ومجتمعات، وعلى شدة العقوبة عليها في الدنيا قبل الآخرة تحريما لها، ومنعا للوقوع فيها. فقد شاهد رسول الله ﷺ من المرائي في رحلة المعراج ما يفزع كل عاقل من الوقوع في أي منها، كذلك رأى رسول الله ﷺ أثناء عروجه في السموات العلى بعض ثواب المجاهدين في سبيل الله الذين تضاعف لهم حسناتهم إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.

حادي عشر: التسليم بأن المعجزات هي خوارق للسنن، وبالتالي فإن العقل البشري لا يستطيع تفسيرها، وعلى المسلمين الإيمان بما جاء عن تلك المعجزات في كل من كتاب الله وسنة رسوله دون محاولة تفسيرها بإمكانات العقل البشري المحدودة.

هذه بعض الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج، وهي بالإضافة إلى كونها معجزة كونية، فإنها تبقى أعظم حدث في تاريخ البشرية.

#زغلول_النجار #الإعجاز_العلمي #الاسراء_و_المعراج #المسجد_الحرام #الأقصى #القدس #المسجد_الأقصى





السابق
إضاءات إيمانية: الحلقة الثالثة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع