مسلمو الهند.. موجة غضب من قرار محكمة يجيز خطاب الكراهية إذا قيل مع ابتسامة وحملة لمقاطعة المنتجات الحلال
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في الهند موجة سخرية وغضب بعدما أغلق القضاء قضية ضد سياسيَين حرضا ضد المسلمين، باعتبار أن التحريض ليس خطاب كراهية إذا رافقته ابتسامة، في حين أطلقت حركة "الصحوة الهندوسية" حملة لمقاطعة المنتجات الحلال.
وتعود القضية إلى الانتخابات الهندية في نيودلهي خلال عام 2020، عندما حرض السياسيان الهنديان أنوراغ ثاكور وبارفيش فيرما، من حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم، باستخدام القوة ضد المسلمين، وصوّراهم على أنهم "غزاة يقتحمون المنازل ويغتصبون النساء ويقتلون الناس"، وفقا لمصادر إعلامية هندية.
ورفعت زعيمة الحزب الاشتراكي الهندي بريندا كارات -برفقة السياسي الهندي كي إم تيواري- قضية ضد ثاكور وفيرما، بتهمة الترويج للكراهية والعداء ضد المسلمين والمتظاهرين.
وجاء قرار محكمة دلهي العليا يوم الجمعة الماضي، حيث قال قاضي المحكمة "هل كان خطابا انتخابيا أو خطابا في وقت عادي؟ إذا تم إلقاء أي خطاب خلال وقت الانتخابات، فهذا أمر مختلف. أما إذا ألقي الخطاب في وقت عادي، فهذا يعني أنك تحرض على شيء ما".
وأضاف القاضي "إذا قلت شيئا بابتسامة، فهذه ليست جريمة، وإذا قلت شيئا عدائيا بغضب، فأنت آثم، علينا أن نتحقق من السياق".
وانتقد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي القرار وسخروا منه، واعتبروا أنه متحيز للحزب الهندوسي.
وأرفق السياسي الهندي بانثان خان على حسابه في تويتر كاريكاتير يصور مجرما في قاعة المحكمة، وبيده سكين مخضبة بالدماء، ويقول "لقد قتلته وأنا أبتسم"، في إشارة إلى قرار محكمة دلهي.
وكتب العديد من النشطاء والصحفيين تغريدات ساخرة، اعتبروا فيها أن إلقاء تلقي خطاب الكراهية أصبح مقبولا في الهند، بشرط أن يبتسم صاحبه فقط.
مقاطعة المنتجات الحلال
في موضوع آخر، تجددت دعوات اليمين الهندوسي لمقاطعة المنتجات والبضائع الحلال في الهند؛ فضلا عن عدم التعامل مع المتاجر التابعة للمسلمين، وذلك في حملة على منصات التواصل الاجتماعي برز فيها وسم (#HinduJanaJagruti) أي "الصحوة الهندوسية".
والصحوة الهندوسية هي حركة يمينية لها تاريخ من الدعوة لتوحيد الهند تحت الراية الهندوسية.
وأمس الاثنين نشر المتحدث الرسمي باسم الحركة موهان جودا مقطع فيديو على تويتر يقول فيه "نحث جميع الهندوس على مقاطعة اللحوم والمنتجات الحلال، واستخدام لحوم الجاتكا التي تنتج على طريقة الذبح الهندوسية. دعونا نشارك في المقاطعة الاقتصادية لمثل هذه الأنشطة المناهضة لبلدنا".
وبرر جودا حملته بأنه "كلما قتل رجل مسلم أي حيوان، ووجهه نحو مكة، وأدى صلاة أو فريضة إسلامية في قتله؛ لذلك لا يمكن تقديم لحوم هذه الحيوانات للآلهة الهندوسية".
وتفاعل عدد من النشطاء مع هذه الحملة بالإيجاب، حيث اعتبر أحدهم أن "المنتجات الحلال هي عبارة عن دكتاتورية تمارسها أقلية غير متسامحة على أغلبية صامتة".
وعلى الناحية الأخرى، عارض نشطاء الحملة بشدة، ومنهم الناشط سام خان الذي قال "يقوم مصدرو اللحوم الهندوس بتوريد اللحوم إلى الشرق الأوسط، الهندوس من ولاية كارناتاكا يديرون مطاعم في جميع أنحاء الإمارات والبحرين وعُمان والسعودية".
المصدر : وكالات + وكالة سند + الجزيرة