الرابط المختصر :
عن خصائص أخلاق النبي
بقلم: د. وصفي عاشور أبو زيد
في أوقات المرض أو التعب أو الإرهاق يحلو لي أن أقرأ في كتب الرقائق، وبخاصة ما كتبه الشيخ المجدد والداعية المصلح محمد الغزالي - يرحمه الله - في "فن الذكر والدعاء" أو "فقه السيرة" أو "الجانب العاطفي من الإسلام" وغيرها من تأملاته الروحية والقلبية الصادقة، وكذلك لغيره من أئمتنا الذين كتبوا في هذا الباب..
لكنني هذه المرة تأملتُ معنى لطيفا في أخلاق سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أجد أحدا كتب فيه - حسب علمي، ومن وجد هذا فليدلني عليه وأكون له شاكرا داعيا - وهو صفات وخصائص أخلاق المصطفى عليه الصلاة السلام!!
كل من كتب عن رسول الله تحدث عن أخلاقه وشمائله وصفاته وأحواله وهديه، لكنني لم أجد أحدا تحدث عن خصائص أخلاقه، وصفات هذه الأخلاق.
فمثلا وسطية أخلاقه عليه السلام، واتزانها واعتدالها في كل المواقف.. ديمومة هذه الأخلاق وثباتها في كل الأحوال ... سمو هذه الأخلاق وبلوغها القمة في كل خُلق ومعانقة الثبات على ذلك حتى لحق بالرفيق الأعلى ... إنسانية هذه الأخلاق وشمولها واستيعابها لكل ما يمكن أن يعْرضَ للإنسان في حياته ... وغير ذلك من صفات وخصائص للأخلاق نفسها، وليس مجرد الأخلاق فقط..
إن هذا باب يستحق التأمل، والاستقراء، والتتبع، والدراسة، والفحص، وهو وحده يقوم دليلا عقليًّا شاهدًا على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنه رسول من عند الله، اجتباه الله من بين خلقه، وصنعه على عينه، وأرسله رحمة للناس، صلى الله عليك سيدي يا رسول الله، وصدق الله إذا قال: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً". سورة الأحزاب: 21.
ــــــــــ
- د. وصفي عاشور أبو زيد، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لنصرة النبي