مؤتمر عالمي لتجديد الفقه السياسي الإسلامي
تتواصل أعمال المؤتمر العالمي لتجديد الفقه السياسي في الإسلام الذي يعقد بشراكة بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجامعة الزيتونة.
ويهدف هذا المؤتمر إلى بحث قضايا الفقه السياسي الإسلامي في ظل صعود عدد من الحركات الإسلامية إلى السلطة.
وبحسب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، "نحن بحاجة اليوم إلى أن نجدد الفقه السياسي بأن نجمع كل ما كتب، ثم علينا أن نستفيد من الدراسات العالمية في الجانب السياسي".
وأكد الشيخ القرضاوي أن الديمقراطية من الأمور التي لم يعرفها المسلمون، ولكن لها ما يدعمها من تاريخ الإسلام ولو اختلفت الصيغة؛ لأن الشورى جوهر الديمقراطية، مشيرا لنموذج اختيار الخليفة عمر رضي الله عنه.
وفي السياق نفسه قال الشيخ إنه لا يفضل النظام البرلماني لأنه ليس نظاما إسلاميا، ويرى انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، وتقييد سلطاته. ودعا التونسيين في ختام كلمته لبناء بلادهم بتحمل كل فرد مسؤوليته والقيام بدوره، وحماية الثورة بالوحدة بين مختلف مكوناته السياسية والفكرية والاجتماعية.
وأعرب فضيلته عن سروره بزيارة تونس وهي حرة بعد طول معاناة أهلها خاصة العلماء منهم.
وأشار في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن حكم العهد البائد كان أشرس من الاستعمار في قطع صلة البلد بدينها وشريعتها وقيمها.
وتابع: «زرت تونس قبل سنتين للاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لكن دون السماح لي بالكلام إلا من تصريح تلفزيوني قطعوه تقطيعا؛ شوه معناه كليا»، مضيفا «أحمد الله أن مد في العمر حتى رأيت تونس حرة وقد عادت لأهلها ورأيت ما يشرح الصدر».
وقال: جئنا لندعم تونس الثورة، مؤكداً أنها لكل التونسيين فهي (الثورة) ليست لأحد بعينه ولا حزب أو حركة بعينها، مطالبا التونسيين بالدفاع عنها وعدم القبول بتحريف أهدافها وشعاراتها، وعلى رأسها حفظ الكرامة والعزة والحرية.
وتطرق الشيخ القرضاوي في كلمته لظروف تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واحتضان قطر لمقره المركزي، مشيراً إلى وجود فرع له بمصر ثم تونس التي يعتبر المؤتمر-الذي يعقد بشراكة بين جامعة الزيتونة وفرع الاتحاد المذكور- بمثابة افتتاح وتدشين رسمي للفرع في تونس، لافتا إلى أن الاتحاد يمثل علماء كل دول العالم العربي والإسلامي.
من ناحيته رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي اعتبر أن "الحركة الإسلامية تنتقل اليوم من فقه الدعوة الذي انشغلت به لعشرات السنين إلى فقه الدولة.. إلى فقه الحكم".
وأضاف الغنوشي "هذا الفقه (فقه الحكم) في تاريخنا ليس ناميا، حيث هذا كان الفقه في معظمه تأصيلا لفقه الفرد ولفقه العائلة الحاكمة، وليس تأصيلا لفقه الأمة أي لقيمة الشورى".
وكان الغنوشي قد استقبل الشيخ القرضاوي في مطار تونس لدى وصوله ووصفه بأنه "شيخ الثوريين"، وقال إنه الداعم الأكبر للثورات العربية.