التراحم بين المسلمين مع الدكتور نواف تكروري (فيديو)
قال عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج الدكتور نواف تكروري إن استدلال المطبعين مع إسرائيل بقصة الصحابي ثمامة بن أثال الحنفي لا يصح.
وذكر تكروري خلال مقابلة مع برنامج “أيام الله” على قناة الجزيرة مباشر قصة إسلام ثمامة بن أثال الحنفي، مؤكدًا أن موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- كان طمعًا في إيمان قريش.
فقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- خيلاً قِبَل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي ـصلى الله عليه وسلمـ فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت.
فتُرِك حتى كان الغد، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أطلقوا ثمامة.
فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، يا محمد: والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك فأصبح دينك أحب دين إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمره أن يعتمر.
فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت (خرجت من دينك)؟ قال: لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ـصلى الله عليه وسلمـ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي ـصلى الله عليه وسلم-.
وقد برَّ ثمامة ـرضي الله عنهـ بقسَمِه، فحبس عن أهل مكة ما كان يأتيهم منه من منافعهم وطعامهم، فلما أضر بهم كتبوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحض عليها، وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضرَّ بنا، فإن رأيت أن تكتب إليه أن يخلى بيننا وبين ميرتنا فافعل.
فاستجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجاء قومه بالرغم أنه في حالة حرب معهم، وكتب إلى سيد بني حنيفة ثمامة: (أن خَلِّ بين قومي وبين ميرتهم)، فامتثل ثمامة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسمح لبني حنيفة باستئناف إرسال المحاصيل إلى مكة.
وأشار تكروري إلى أن اتخاذ المطبعين مع “العدو الصهيوني هذه الحادثة دليلًا على جواز التطبيع مع كيان الغصب والظلم والعدوان على أرض فلسطين، لا يصح فهي لا تصلح دليلًا لذلك".
وقال تكروري: العلاقة مع هذا الكيان الذي لا وجود له أصلًا إلا على أساس الظلم، تختلف عن العلاقة مع قريش التي هي أمة قائمة على أرضها مارسوا الظلم والعدوان، ورأى النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقًا للتأثير فيهم ودعوتهم، هي أن يخفف عنهم ويرفع عنهم المقاطعة، فلا بأس.
واستطرد تكروري قائلًا: لكن الكيان الذي يقوم على العدوان من أساسه لا ينبغي أن يعامل بالرحمة، وإنما لا بد أن يعامل بالشدة وفقًا لقول الله -عز وجل- (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون)، فرغم أن المسلمين رحماء لكنهم إذا أصابهم البغي والعدوان في بلادهم فإنهم ينتصرون.
وأضاف: الرحمة عندما يُخص بها العدو تعبر عن نفاق وهوان، فعندما تكون شعوب المسلمين مظلومة لا ترحم من قبل عدوها، يكون التعامل مع العدو بالرحمة ضرب من الاستسلام للعدو والهوان له.
المصدر: الجزيرة مباشر