المقاصد القرآنية المتعلقة بالسياسة الشرعية وطرق الكشف عنها

ملخص بحث مقدم للمشاركة في المؤتمر الدولي حول: "التقصيد القرآني الجديد والمقاربات الحديثة في الدراسات القرآنية المعاصرة"

جامعة الأمير عبد القادر- الجزائر

بعنوان: المقاصد القرآنية المتعلقة بالسياسة الشرعية وطرق الكشف عنها.

تقديم: الدكتور انجوغو امباكي صمب

مفتش تربوي في وزارة التربية بجمهورية السنغال

 

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد:

فإن القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أنزله بعلمه، وأودع فيه أمره ونهيه، وحكمه وهديه، وضمن للمؤمنين به والمتبعين له سعادة الدنيا وفلاح الآخرة، فهو الكتاب الذي يهدي من الضلالة، ويحيي من الموات، ويبصر من العمى، قال تعالى{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[1]، قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[2]، وقال تعالى{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}[3] .

ومقاصد القرآن الكريم وهداياته شاملة ومتنوعة شمول مواضيعه وتنوع حاجات الجماعة المؤمنة والبشرية كلها، فمنها ما يصلح شأن الأفراد، ومنها ما ينظم حياة الجماعات، كما أن منها ما يوجه سياسات الأمم والدول.

ولا شك أن من أهم المقاصد القرآنية بيان أصول فقه السياسة الشرعية ومعالم الولاية الصالحة وشروط الحكومة الرشيدة، قال ابن عاشور رحمه الله ((إن القرآن أنزله الله تعالى كتابا لصلاح أمر الناس كافة رحمة لهم لتبليغهم مراد الله منهم، قال الله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[4] فكان المقصد الأعلى منه صلاح الأحوال الفردية، والجماعية، والعمرانية.

وهذه الورقة المقدمة تهدف بإذن الله تعالى إلى استكشاف تلك المقاصد المتعلقة بإدارة الشأن العام للجماعة المسلمة، بما يحقق لهم المصالح الدينية والدنيوية ويدفع عنهم المفاسد الدينية والدنيوية، وينظم علاقتهم بالآخرين في حالات السلم والحرب، ويرسم لها سبل التعارف مع سائر الشعوب، ويحدد أساليب الحوار مع كل الحضارات .

وخطة الورقة كالتالي :

المقدمة .

تمهيد: وقفات مع مفردات العنوان .

المبحث الأول : مقاصد القرآن الكريم وعناية العلماء بها.

وتحته مطلبان :

المطلب الأول : المقاصد القرآنية المنصوصة عليها في القرآن.

المطلب الثاني : عناية العلماء بتحديد مقاصد القرآن وتعدادها.

المبحث الثاني : المقاصد القرآنية المتعلقة بفقه السياسة الشرعية وطرق الكشف عنها.

وتحته مطلبان :

المطلب الأول: طرق الكشف عن المقاصد القرآنية المتعلقة بفقه السياسة الشرعية.

المطلب الثاني : أمثلة وشواهد من المقاصد القرآنية المتعلقة بفقه السياسة الشرعية .

الخاتمة .

والله ولي التوفيق .

 

تمهيد: وقفات مع مفردات العنوان .

أولا : تعريف مقاصد القرآن .

1. المقاصد لغة : جمع مقصد، وهو بفتح أو كسر الصاد المهملة، من قصد يقصد قصدا، قال ابن فارس[5] رحمه الله ((الْقَافُ وَالصَّادُ وَالدَّالُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ، يَدُلُّ أَحَدُهَا عَلَى إِتْيَانِ شَيْءٍ وَأَمِّهِ، وَالْآخَرُ عَلَى اكْتِنَازٍ فِي الشَّيْءِ ، فَالْأَصْلُ: قَصَدْتُهُ قَصْدًا وَمَقْصَدًا... )) [6]، وقال الفيروزآبادي[7] صاحب القاموس المحيط رحمه الله ((القَصْدُ: اسْتِقامَةُ الطريقِ، والاعْتِمادُ، والأَمُّ، قَصَدَه، وله، وإليه، يَقْصِدُه، وضِدُّ الإِفْراطِ))[8].
2. المقاصد في الاصطلاح : هي الغايات والمرامي والنيات من الأقوال والتصرفات والأحكام، يقال مقاصد الكتاب أي ما يراد من تأليفه، ومقاصد البيع والشراء أي ما يترتب من عقده الصحيح، ومقاصد الشريعة أي الغايات والأسرار التي نزلت من أجلها ، قال ابن عاشور رحمه الله ((مقاصد التشريع العامة هي المعاني والحِكَم الملحوظة للشارع في جميع أحوال التشريع أو معظمها))[9].
3. مقاصد القرآن الكريم : هي ما نزل القرآن الكريم من أجل تحقيقها من مصالح الدنيا والآخرة، سواء تعلقت بالأفراد أو الجماعات أو الدول، قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ((معظم مقاصد القرآن الأمر باكتساب المصالح وأسبابها، والزجر عن اكتساب المفاسد وأسبابها))[10]، وعرف الدكتور عبد الكريم حامدي مقاصد القرآن بأنها: ((الأغراض العليا الحاصلة من مجموع أحكام القرآن))[11].

ثانيا :تعريف السياسة الشرعية.

1. السياسة في اللغة : من ساس، يسوس، سياسة، ولها في اللغة العربية معان كثيرة وأشهرها : ((حسن القيام على الشيء ))[12]، و((القِيامُ على الشْيءِ بِمَا يُصْلِحُه))[13] ، و (( الأمر والنهي ))[14]، و ((الرئاسة ))، و(( رياضة الدابة ))[15].
2. السياسة اصطلاحا: قال المقريزي رحمه الله [16]في تعريف السياسة هو :(( القانون الموضوع لرعاية الآداب والمصالح وانتظام الأحوال ))[17] ، وهذا تعريف عام للسياسة شرعية كانت أم غير شرعية، عادلة كانت أو غير عادلة . 
3. السياسة الشرعية : أشهر تعريف للسياسة الشرعية قول ابن عقيل الحنبلي[18] رحمه الله هي:((ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه و سلم ولا نزل به وحي)[19]، وقال ابن نجيم [20]رحمه الله (( هِيَ فِعْلُ شَيْءٍ مِنْ الْحَاكِمِ لِمَصْلَحَةٍ يَرَاهَا، وَإِنْ لَمْ يَرِدْ بِذَلِكَ الْفِعْلِ دَلِيلٌ جُزْئِيٌّ))[21].

 

 

ثالثا : المراد بطرق الكشف عن المقاصد .

المراد بطرق الكشف عن المقاصد : هي مناهج البحث العلمية المتبعة لمعرفة المقاصد الشرعية  وتحديدها، سواء ما كانت منها منصوصة أو مستنبطة، وما يعين على فهمها من المراجع والمصادر ذات الصلة. [22]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الأول : مقاصد القرآن الكريم وعناية العلماء بها.

وتحته مطلبان :

المطلب الأول : المقاصد القرآنية المنصوصة عليها في القرآن .

أول مصادر معرفة مقاصد القرآن الكريم وأوثقه هو القرآن الكريم نفسه، فقد ذكر الله تعالى فيه الحكمة من تنزيله على الناس، وبين فيه المنافع والمصالح الناتجة في الإيمان به وتطبيقه، كما بين المفاسد والآثار الوخيمة الناتجة عن الكفر به وهجره وعدم العمل به، وفيما يلي بعض الأمثلة من المقاصد القرآن المنصوصة :

1. الهداية والإرشاد : قال تعالى{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[23]، وهداية القرآن الكريم هداية شاملة لكل أمور الدين ومجال الحياة، قال تعالى{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[24].
2. رحمة للعالمين: قال تعالى { وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ}[25] قال ابن كثير رحمه الله ((ولكن رحمة من ربك أي إنما أنزل الوحي عليك من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك، فإذا منحك بهذه النعمة العظيمة فلا تكونن ظهيرا أي معينا للكافرين))[26].
3. روح تحيى الناس من الموات : قال تعالى {كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ...}[27]، قال القرطبي رحمه الله ((وسماه روحا لان فيه حياة من موت الجهل))[28]، فلا حياة سعيدة للبشرية إلا بالقرآن الكريم، قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[29].
4. الحكم بين الناس بالحق:  قال تعالى{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}[30]، قال الجصاص رحمه الله ((فِيهِ إخْبَارٌ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا عَرَّفَهُ اللَّهُ مِنْ الْأَحْكَامِ وَالتَّعَبُّدِ))[31].
5. البشارة والنذارة : قال تعالى {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}[32]، أي ((لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم بالكفر والفسوق والعصيان إن استمروا على ظلمهم بالعذاب الوبيل ويبشر المحسنين في عبادة الخالق وفي نفع المخلوقين بالثواب الجزيل في الدنيا والآخرة))[33].

المطلب الثاني : عناية العلماء بتحديد مقاصد القرآن وتعدادها.

عني علماء الإسلام قديما وحديثا على اختلاف تخصصاتهم وتنوع مذاهبهم الفكرية بمقاصد القرآن الكريم وهداياته, واجتهدوا في الكشف والبيان عن أسراره العظيمة وأنواره الساطعة، فألف بعضهم كتبا خاصة للتعريف بمقاصد القرآن العامة، وبعضهم اشتغل بسرد المقاصد الخاصة بكل سورة، كما أن منهم من تتبع مقاصد بعض الآيات دون بعض، وفيما يلي نماذج من أشهر العلماء الذين عنوا بتحديد مقاصد القرآن وتعدادها.

1. الإمام الغزالي رحمه الله .

وهو حجة الإسلام، وأعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي، الشافعي، الغزالي، المتوفى سنة 555 هجرية [34].

 وفي  كتابه الفريد ((جواهر القرآن)) تحدث عن مقاصد القرآن الكريم، وجعلها ستة مقاصد: ثلاثة مقاصد أصلية, وهي : ((التعريف بالمدعو اليه، والتعريف بالصراط المستقيم الذي تجب ملازمته، والتعريف بالحال عند الوصول اليه))[35]، و ثلاثة مقاصد أخرى فرعية، أو بعبارة أخرى ثلاثة منافع ناتجة عن تلك المقاصد، وهي ما يعبر عنها بعض العلماء بمقاصد المقاصد، وهي:((التعريف بأحوال المجيبين للدعوة وأحوال الناكبين والناكلين عن الإجابة، وحكاية أحوال الجاحدين وكشف فضائحهم، التعريف بعمارة منازل الطريق وكيفية أخذ الزاد والأهبة والاستعداد))[36].

2.  محمد رشيد رضا رحمه الله.

وهو محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني، البغدادي الأصل، الحسيني النسب: صاحب مجلة (المنار) وأحد رجال الإصلاح الإسلامي، توفي رحمه الله سنة 1354 هجرية. [37]

و قد تحدث في الفصل الخامس من كتابه " الوحي المحمدي " عن مقاصد القرآن، وذكر تحت هذا العنوان عشرة مقاصد عامة للقرآن الكريم بشيء من الشرح والبيان، وهي: ((بيان حقيقة أركان الدين، بيان ما جهل البشر من أمر النبوة والرسالة ووظائف الرسل، إكمال نفس الإنسان من الأفراد والجماعات والأقوام، الإصلاح الإنساني الاجتماعي السياسي الوطني، تقرير مزايا الإسلام العامة في التكاليف الشخصية من الواجبات والمحظورات، بيان حكم الإسلام السياسي الدولي: نوعه، وأساسه، وأصوله العامة، الإرشاد إلى الإصلاح المالي،  إصلاح نظام الحرب ودفع مفاسدها وقصرها على ما فيه الخير للبشر،  إعطاء النساء جميع الحقوق الإنسانية والدينية والمدنية، تحرير الرقبة))[38].

3. العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله .

وهو محمد الطاهر بن عاشور مجدد علم مقاصد الشريعة، ورئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس، توفي سنة 1393 هجرية رحمه الله تعالى . [39]

وقد جاء في المقدمة الرابعة من تفسيره " التحرير والتنوير" ذكر ثمانية مقاصد للقرآن يرى أنه مما بد للمفسر أن يعلم بها ويستحضر أدلتها وشواهدها حين يفسر كتاب الله تعالى، وهي: ((إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح، تهذيب الأخلاق، التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة، سياسة الأمة، القصص وأخبار الأمم السالفة، التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها، المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير، الإعجاز بالقرآن))[40].

هؤلاء الثلاثة من العلماء الأجلاء الذين عنوا بمقاصد القرآن، وأعطوها حقها في الكشف عنها والاستدلال لها، مع الشرح والبيان والتحليل والدراسة، وقد يلاحظ الدارس نوع اختلاف بينهم، وذلك عائد إلى اختلاف زمانهم وزاوية نظرهم، وليس اختلاف حججهم وبراهينهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المبحث الثاني : المقاصد القرآنية المتعلقة بفقه السياسة الشرعية وطرق الكشف عنها.

وتحته مطلبان :

المطلب الأول: طرق الكشف عن المقاصد القرآنية المتعلقة بفقه السياسة الشرعية.

أول ما يجب الباحث في مقاصد القرآن المتعلقة بالسياسة الشرعية أن يكون ملما بالطرق الكشف عن المقاصد العامة للقرآن، وهي كما ذكر الدكتور وصفي عاشور أبو زيد: ((النص القرآني، الاستقراء، الاستنباط، تجارب العلماء))[41]، أو بعبارة أدق تراث العلماء وجهودهم العلمية.

 ثم ينظر بعد ذلك في طرق الكشف عن المقاصد الخاصة بالسياسية الشرعية في القرآن الكريم، ويتتبعها في مظانها، وهي :

1. الآيات المتعلقة بالإمامة الكبرى وما يتعلق بها الشروط والآداب .
2. الآيات المتعلقة بواجبات الإمام .
3. الآيات المتعلقة بحقوق الراعي والرعية.
4. الآيات المتعلقة بالقضاء والفصل بين المتخاصمين.
5. الآيات المتعلقة بالمال العام ومصادره ومصارفه الشرعية.
6. الآيات المتعلقة بالجهاد وقتال البغاة.
7. الآيات المتعلقة بخلافة الإنسان في الأرض.
8. الآيات المتعلقة بعمارة الأرض وإصلاحها.
9. الآيات المتعلقة بقصص الملوك والأمراء من الأنبياء وغيرهم.
10. الآيات المتعلقة بقصص الدول والمماليك وأسباب نهوضها وسقوطها.

ويرجع في بحثه عن مقاصد القرآن المتعلقة السياسة الشرعية إلى المراجع والمصادر ذات الصلة ليقف على تفاسير العلماء وتطبيقات الأمراء، وتجارب الحكم وأنواع السياسات في التاريخ السياسي للأمة منذ فجرها الباسم إلى يوم الناس هذا، ومن تلك المراجع والمصادر ما يلي :

1. كتب تفاسير الأحكام، مثل : تفسير القرطبي, وأحكام القرآن للجصاص، وأحكام القرآن لابن العربي، وأحكام القرآن للكيا هراسي.
2. كتب القضاء والسياسة الشرعية، مثل : تبصرة الحكام لابن فرحون، والطرق الحكمية لابن القيم، والسياسة الشرعية لابن تيمية، والأحكام السلطانية للماوردي ...
3. كتب مقاصد الشريعة العامة، مثل قواعد الأحكام في إصلاح الأنام للعز ابن عبد السلام، والموافقات للشاطبي ، ومقاصد الشريعة للطاهر بن عاشور...
4. كتب تاريخ الدول والخلفاء و الملوك مثل : الإنباء في تاريخ الخلفاء محمد بن علي بن محمد المعروف بابن العمراني، وتاريخ الخلفاء، لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لعبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج.
5. البحوث والدراسات والرسائل الجامعية المتعلقة بمقاصد السياسة الشرعية، ومنها كتاب ( من المقاصد الكلية للسياسة الشرعية ومصالحها)، لصاحب هذه الورقة.

المطلب الثاني : أمثلة وشواهد من المقاصد القرآنية المتعلقة بفقه السياسة الشرعية .

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، المشتمل على أقوم الطرق وأهدى السبل في جميع نواحي الحياة الدينية والدنيوية، قال تعالى{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[42]، ومن أهم تلك المجالات ما يتعلق بسياسة الأمة وتدبير شؤونها العامة، بما يحقق لها المصالح ويدفع عنها المفاسد، قال ابن عاشور رحمه الله ((وهو باب عظيم في القرآن القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها))[43]، وفيما يلي بعض مقاصد القرآن المتعلقة بالسياسة الشرعية، أو بعبارة أخرى بعض مقاصد السياسة الشرعية المنصوصة أو المستنبطة من القرآن الكريم :

1. مقصد إقامة الدين.

أول مقاصد السياسة الشرعية هو : إقامة الدين الحق، ببث عقيدة التوحيد بين الناس، وإظهار شعائر الإسلام والعمل بشرائعه فيهم، وحفظه من التغيير والتحريف والتبديل، ومقارعة المضلين والمفسدين، قال تعالى{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[44]، قال الطبري رحمه الله (( ويعني بقوله: { إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ }: إن وطنا لهم في البلاد، فقهروا المشركين, وغلبوهم عليها، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إن نصرناهم على أعدائهم, وقهروا مشركي مكة أطاعوا الله، فأقاموا الصلاة بحدودها { وَآتَوُا الزَّكَاةَ }يقول : وأعطوا زكاة أموالهم من جعلها الله له { وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ} يقول: ودعوا الناس إلى توحيد الله والعمل بطاعته وما يعرفه أهل الإيمان بالله{ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} يقول: ونهوا عن الشرك بالله والعمل بمعاصيه، الذي ينكره أهل الحق والإيمان بالله))[45]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (( جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله؛ وأن تكون كلمة الله هي العليا؛ فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون ))[46].

2. مقصد سياسة الأمة وتدبير شؤونها العامة .

ومن مقاصد السياسة الشرعية تدبير شؤون الأمة العامة، وتنظيم تراتيبها الإدارية، وتصريف قضاياها الحكومية، وتحديد علاقاتها الدولية، قال الله تعالى{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }[47]، قال البيضاوي[48]رحمه الله {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (( لتقام به السياسة وتدفع به الأعداء ))[49], وفي الآية الكريمة أن من مقاصد بعثة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام سياسة الناس وتدبير شؤونهم العامة، في ضوء ما أنزل الله عليهم من الآيات البينات وما أراهم الله من الحكم والحجج الواضحات، وقد عد ابن عاشور رحمه الله تعالى سياسية الأمة وتدبير شؤونها العامة من مقاصد القرآن الكريم، فقال رحمه الله (( الرابع : سِيَاسَةُ الْأُمَّةِ وَهُوَ بَابٌ عَظِيمٌ فِي الْقُرْآنِ الْقَصْدُ مِنْهُ صَلَاحُ الْأُمَّةِ وَحِفْظُ نِظَامِهَا))[50].

3. مقصد  تأدية الأمانات إلى أهلها .

قد أوجب الشارع الحكيم على الأئمة والولاة تأدية الأمانات إلى أهلهما المستحقين، قال تعالى{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }[51]قال أبو الأعلى المودودي رحمه الله ((الحكومة وسلطتها وأموالها أمانات لله وللمسلمين، ينبغي إيكالها لأناس يخشون الله، عادلين مؤمنين، وليس لأحد حق التصرف في هذه الأمانات بطرق مشبوهة أو لأغراض شخصية))[52].

4. إقامة العدل .

تعد إقامة العدل من قواعد الإمامة ومقاصد الرياسة، قال تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}[53]، قال ابن كثير رحمه الله ((هذه وصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيل الله، وقد توعد تبارك وتعالى من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد ))[54].

قال الشيخ محمد الخضر الحسين [55]: إن للنبي صلى الله عليه وسلم مقصدين عامين من إقامة الحكومة الإسلامية وهما : ((أحدهما : إجراء أحكامه العادلة ونظمه الكافلة بسعادة الحياة، إذ لا يقوم عليها بحق إلا من آمن بحكمتها، وأشرب قلبه الغيرة على تنفيذها، ثانيهما : الاحتفاظ بكرامة أوليائه وإعزاز جانبهم، حتى لا يعيشون تحت سلطة مخالف يدوس حقوقهم، ويرفع أبناء قومه أو ملته عليه درجات ))[56].

5. مقصد  حفظ جماعة المسلمين  .

ومن مقاصد السياسة الشرعية ومطالبها الضرورية حفظ جماعة المسلمين،  وذلك بصيانة المعالم الأساسية للدين الإسلامي، وتجنيب كيانهم من التفرق والتصدع والخيانة من الداخل، وهناك تشريعات كثيرة ينتظمها غرض حفظ الجماعة المسلمة وحمايتها من التصدع والضعف، وإبقائها قوية متماسكة مترابطة ، قال تعالى محذرا من مشاقة الرسول ومخالفة إجماع المسلمين وتفريق كلمتهم {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[57]، قال ابن كثير رحمه الله : وقوله: { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} : (( هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لما اجتمعت عليه الأمة المحمدية فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقا، فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ تشريفا لهم وتعظيما لنبيهم))[58].

وقال ابن عاشور رحمه الله مؤكدا على ضرورة حفظ جماعة المسلمين: (( التخلق بالاتحاد يكسب الأمة اتجاها نحو صوب واحد في تدبير شؤون مجتمعهم، فيبذل كل فرد منتهى ما عنده من الآراء والمساعي لنفع الجميع، ويكسب أعمالها صفة الصلاح ...، ويكشف شوكتها هيبة في أعين العدو حتى لا يطمع في ثغرات الخلاف بينها ))[59].

وقال الأستاذ جمال الدين عطية (( وفي خصوص الأمن الداخلي شرعت الأحكام المتعلقة بحماية النفوس والأموال والأعراض، وفرضت العقوبات على انتهاكها، سواء في ذلك ما كان لحماية آحاد الناس كالقصاص وحد السرقة والقذف، أو ما كان لحماية الجماعة كحد الحرابة وحد الردة ))[60].

الخاتمة .

بعد هذ الجولة السريعة مع مقاصد القرآن المتعلقة بالسياسة الشرعية، فهذه بعض التوصيات:

1. ضرورة إحياء فقه المقاصد الشرعية ونشرها بين العلماء وطلبة العلم، لضمان فهم أعمق للدين، وتنزيل أرشد لأحكامه في كل مجالات الدين وجميع مناحي الحياة.
2. بذل مزيد من الجهود في خدمة الفكر المقاصدي بجميع فروعه وشعبه، كمقاصد التوحيد ، ومقاصد العبادات، ومقاصد المعاملات ومقاصد التربية ، ومقاصد الدعوة ... إلخ
3. تأسيس الروابط الدولية والإقليمية التي تجمع بين علماء المقاصد وتنشر بحوثهم وكتبهم ومقالاتهم، وتوحد أو تقرب آرائهم واجتهاداتهم .

والله ولي التوفيق .

 

 

 

 

المصادر والمراجع

• أحكام القرآن، تأليف أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت 1405 هـ
• أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ، تأليف محمد الطاهر بن عاشور، الناشر الشركة التونسية –تونس 1985 م
• الأعلام ، تأليف خير الدين بن محمود الزركلي ، الناشر دار العلم للملايين -2002م .
• الأعلام، تأليف خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي، الناشر : دار العلم للملايين الطبعة الخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م
• أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، تأليف عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، الناشر دار إحياء التراث العربي –بيروت 1418 هـ
• البحر الرائق شرح كنز الدقائق ، تأليف زيد الدين بن إبراهيم (ابن نجيم ) ،الناشر دار الكتاب الإسلامي.
• بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، تأليف عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الناشر المكتبة العصرية –صيدا .
• بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، تأليف عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي، الناشر المكتبة العصرية –صيدا .
• تاج العروس ، تأليف محمد بن محمد بن عبد الرزاق الزبيدي، الناشر دار الهداية .
• التحرير والتنوير، تأليف محمد الطاهر بن عاشور ، الناشر مؤسسة التاريخ العربي، بيروت -  1420هـ
• ترتيب المدارك وتقريب المسالك ، تأليف أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي، الناشر مطبعة فضالة – المغرب 1983 م .
• تفسير القرآن العظيم ، تأليف إسماعيل بن عمرو بن كثير، الناشر دار الكتب العملية –بيروت 1419 هـ
• تهذيب اللغة ، تأليف محمد بن أحمد الأزهري، الناشر دار إحياء التراث العربي – بيروت 2001هـ
• تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تأليف عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1420هـ
• الجامع لأحكام القرآن ، تأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي، الناشر : دار الكتب المصرية – القاهرة
• جواهر القرآن تأليف أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، الناشر : دار إحياء العلوم  - بيروت الطبعة الأولى، 1985م .
• الخلافة والملك ، تأليف أبو الأعلى المودودي، الناشر دار القلم –الكويت 1398 هـ
•  سلم الوصول إلى طبقات الفحول ، تأليف مصطفى بن عبد الله القسطنطيني ، (حاجي خليفة ) ، الناشر مكتبة أرسيكا –استطنبول 2010 هـ  .
• سير أعلام النبلاء، تأليف الامام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، الناشر : مؤسسة الرسالة .
• شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ، تأليف نشوان بن سعيد الحميري، الناشر دار الفكر-بيروت 1420 هـ
• الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ، تأليف محمد بن أبي بكر أيوب (ابن القيم) ، الناشر : مطبعة المدني - القاهرة .
• طرق الكشف عن مقاصد الشارع، تأليف الدكتور نعمان جغيم، ص 10 ،الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن.
• القاموس المحيط ، تأليف مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب  الفيروزآبادي، الناشر مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع –بيروت 1426هـ
• القاموس المحيط ، تأليف مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب  الفيروزآبادي، الناشر مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر.
• قواعد الأحكام في مصالح الأنام، تأليف أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، الناشر: مكتبة الكليات الأزهرية – القاهرة -1414 هـ
• مجموع الفتاوى ، تأليف أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية ،الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية 1416هـ
• معجم المؤلفين ، تأليف عمر رضا كحالة ،الناشر دار إحياء التراث العربي –بيروت
• معجم مقاييس اللغة ، تأليف أحمد بن فارس بن زكريا القزويني ، الناشر دار الفكر 1399هـ 
• المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ، تأليف أحمد بن علي بن عبد القادر، الناشر دار الكتب العلمية –بيروت 1418هـ
• نحو تفسير مقاصدي للقرآن الكريم، تأليف الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، الناشر دار مفكرون الدولية – القاهرة1440 هـ
• نحو تفعيل مقاصد الشريعة ، لجمال الدين عطية ، الناشر المعهد العالمي للفكر الإسلامي- 1424 هـ
• نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، تأليف الشيخ محمد الحسين الخضر، الناشر مؤسسة الهنداوي للتعليم والثقافة –جمهورية مصر العربية 2012 م
• الوحي المحمدي، تأليف محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى، 1426 هـ