رفضت جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة في مصر أي حوار مع الرئيس محمد مرسي، في حين تحدثت وسائل إعلام عن استقالة وزير الخارجية محمد كامل عمرو، بينما طالب حزب النور السلفي الرئيس بالموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ خالد داود "لن نتحدث مع مرسي لأننا لا نعتبره رئيسا شرعيا بعد الآن".
وأضاف أن الجبهة اتفقت مساء الاثنين على أن يمثلها في أي محادثات مع الجيش منسقها العام محمد البرادعي، وتابع أن المطالب التي ستقدمها الجبهة إلى الجيش هي في الأساس استقالة مرسي وتشكيل حكومة قوية وتعيين رئيس مؤقت ترى الجبهة أن يكون رئيس المحكمة الدستورية العليا.
استقالة وزير الخارجية
من جهته طالب حزب النور السلفي الرئيس محمد مرسي بالموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ودعا إلى "إعلان موعد للانتخابات"، وتشكيل حكومة من الخبراء.
وقال بيان باسم الدعوة السلفية وحزب النور صدر الاثنين "رغم دعمنا للشرعية إلا أنه لا بد أن تراعي الشرعية مصالح البلاد وتراعي خطورة الدماء"، كما طالب بتشكيل لجنة لبحث اقتراحات لتعديل الدستور.
وفي السياق قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية في وقت مبكر اليوم الثلاثاء إن وزير الخارجية محمد كامل عمرو استقال من منصبه، في حين أكدت وسائل إعلام محلية أن الاستقالة جاءت احتجاجا على ما تشهده البلاد من أحداث، وأن الوزير مصرّ عليها ولن يتراجع.
وكان مسؤول حكومي مصري قال إن أربعة وزراء استقالوا من مناصبهم، ولم يذكر أي سبب للاستقالة، إلا أن وكالة أنباء الشرق الأوسط قالت في وقت سابق الاثنين إن الوزراء الأربعة يدرسون الاستقالة "بسبب الوضع السياسي الحالي".
والمعنيون هم وزير السياحة هشام زعزوع ووزير الاتصالات عاطف حلمي ووزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية حاتم بجاتو ووزير الدولة لشؤون البيئة خالد عبد العال.
مصابون وقتلى
ومن جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان ومصادر طبية قولها إن 14 شخصا أصيبوا في إطلاق نار حدث الاثنين بين مؤيدين ومعارضين لمرسي في مدينة السويس عند الطرف الجنوبي لقناة السويس.
وأضافت الوكالة نفسها أن بعض المصابين سقطوا جراء إصابتهم بالرصاص الحي، ويأتي ذلك بعد مقتل 16 شخصا على الأقل في اشتباكات بين المحتجين المتنافسين في أنحاء البلاد منذ يوم الأحد، بينهم 12 قتلوا في اقتحام تعرض له مقر جماعة الإخوان المسلمين في المقطم بالقاهرة.
وبعد اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي الأحد في عدة محافظات راح ضحيتها عشرة قتلى وستمائة مصاب -وفق وزارة الصحة المصرية- اقتحم متظاهرون معارضون المقر الرئيسي لجماعة الإخوان في القاهرة.
وأضرمت النيران في المقر الواقع في حي المقطم بشرق القاهرة قبل أن يدخله المتظاهرون ويبدؤوا برمي أغراض من النوافذ بينما حمل آخرون معهم قطع أثاث، وقال شهود عيان إنه لم يكن هناك أحد من أعضاء الإخوان داخل المبنى.
وتعرضت عدة مقرات للجماعة في المحافظات للهجوم في الأيام الماضية، من بينها خمسة مقرات تعرضت للحرق الأحد.
مهلة تمرد
من ناحية أخرى أمهلت حركة تمرد الرئيس محمد مرسي حتى اليوم الثلاثاء للتنحي، مهددة بحملة عصيان مدني في حال بقائه في السلطة.
وقالت تمرد في بيان نشر على موقعها الإلكتروني "نمهل محمد مرسي عيسى العياط لموعد أقصاه الخامسة من مساء الثلاثاء القادم الموافق 2 يوليو/تموز أن يغادر السلطة حتى تتمكن مؤسسات الدولة المصرية من الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة".
وأضاف البيان أنه في حالة عدم استقالته "فإن موعد الخامسة من مساء الثلاثاء يعتبر بداية الدعوة لعصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري".
وفي ميدان التحرير، الذي احتشد فيه معارضو مرسي أمس، أغلق عدد من المعتصمين في الميدان صباح الاثنين مجمع التحرير الحكومي الضخم الذي يضم مئات المكاتب الحكومية من قطاعات مختلفة، في خطوة تصعيدية للمطالبة برحيل الرئيس مرسي.
وفي محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة ساد الهدوء صباح اليوم وسط تراجع كبير في أعداد المعتصمين