الاتحاد يعزي في وفاة الشيخ عمر فاروق الداودي المدراسي مدير المدرسة الداودية في الهند
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) سورة الفجر 27-30.
فقد تلقينا بقلوب مؤمنة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الشيخ عمر فاروق الداودي المدراسي مدير المدرسة الداودية في الهند، عن عمر ناهز ٨١ عاماً، بعد معاناة طويلة لسنوات مع المرض.
المولد والنشأة
الفقيد هو الشيخ الفاضل أبو أشرف حسين عمر فاروق بن سلطان محمود الداودي المدراسي الهندي، ولد عام 1942 في ضاحية إيرود بولاية تامل نادو في أقصى جنوب شبه القارة الهندية. التحق بالمدرسة الداودية بإيرود عام 1953م، وتلقى فيها مبادئ العلم من النحو والصرف واللغة العربية وآدابها في سنتين ثم التحق بمدرسة فيض البركات بميتوفاليم ودرس فيها أربع سنوات، وبعد ذلك عاد إلى مدرسته القديمة الداودية وتخرج فيها عام 1963م، ثم ارتحل إلى أزهر الهند دار العلوم بديوبند والتحق فيها بقسم دورة الحديث وتخرج فيها بعد استكمال سنة واحدة عام 1964م. ودرس العلم وأخذه على أيدي مجموعة متميزة من المشايخ الكبار والمحدثين والعلماء.
التعليم والتدريس:
عمل مدرساً في مدرسة سبيل الرشاد – بنغلور (حوالي 4 سنوات)، وكذا مدرساً في المدرسة الداودية للتدريس من 1967م إلى 1987م، وعمل فيها نائبا للمدير من عام 1987 إلى عام 2012 حوالي 25 سنة، ثم عمل مديرا فيها من عام 2017 إلى 2022 حوالي خمسة أعوام، وأفنى من عمره أكثر من خمسين عاما في التعليم والتدريس.
المسؤوليات والمناصب
شغل الفقيد -رحمه الله- منصب الأمين العام في هيئة جماعة العلماء لتمل نادو لعشر سنوات. ومستشارا لها لمدة عشرين سنة، والأمين العام في مجلس المدارس العربية بتمل نادو، وعضو هيئة الإمارة الشرعية لولاية تملنادو، وعضو من أعضاء مجمع الفقه الإسلامي للهند، وعضو هيئة قانون الأحوال الشخصية المسلمة لعموم الهند، وعضو مجلس الملة الإسلامية لعموم الهند، ومشرفا ومستشارا للعديد من المدارس الإسلامية والمعاهد الدينية، والهيئات الخيرية والأحزاب السياسية.
ومما درّسه فيها كتب التفسير والحديث والفقه والبلاغة واللغة العربية وآدابها، وكان اشتهر بين طلابه بمزايا أساليب التدريس في عرض المسائل الدقيقة وتحليلها بأسلوب يسير.
الفقيد رحمه الله من العلماء الربانيين الذين عرفوا بالعبادة والورع والزهد والتواضع، أضحى من حياته خمسة عقود من الزمن في تعليم الناس وتربية الأجيال وإصلاح الأمة.
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب.
الإثنين: 28 جمادى الأول 1444هـ
الموافق: 22 ديسمبر 2022م
أ. د. علي القره داغي د. سالم سقاف الجفري
الأمين العام الرئيس