البحث

التفاصيل

المكتب الإعلامي يحاور د. نزيهة أمعاريج حول مؤتمر "شروط النهوض الحضاري - تعليم المرأة نموذجا"

المكتب الإعلامي يحاور د. نزيهة أمعاريج حول مؤتمر "شروط النهوض الحضاري - تعليم المرأة نموذجا"

 

تنظم لجنة الثوابت والفكر الإسلامي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤتمرا حول "شروط النهوض الحضاري - تعليم المرأة نموذجا"، بمشاركة ثُلة مباركة من علماء الأمة.

ويحتضن أعمال المؤتمر مقر جمعية علماء المسلمين بتركيا أوماد -ممثل الاتحاد في تركيا- يومي 30-31 يناير الجاري.

ويناقش المؤتمر من خلال محاوره مواضيع؛ تعليم المرأة في الكتاب والسنة، وتعليم المرأة بين الأدلة الشرعية والأعراف الاجتماعية، والخطاب الإسلامي الحضاري ودوره في صناعة شخصية المرأة الرسالة، وأهمية العنصر النسائي المتعلم في الفعل التنموي للأمم، واسهام المرأة المسلمة المتعلمة في البناء الحضاري للأمة أمثلة ونماذج.

وحول فكرة المؤتمر وأهدافه والمأمول من مخرجاته، حاور المكتب الإعلامي بالاتحاد الدكتورة نزيهة امعاريج الأمين العام المساعد بالاتحاد ورئيس لجنة الثوابت والفكر الإسلامي بالاتحاد، مشكورة على التعاون والإجابة، فإلى الحوار.

س/ تعريف مختصر بالمؤتمر وبدوره المترقب؟

ج/ بالنسبة للمؤتمر فمداره على مقصد رئيس من مقاصد الإسلام، وهو مقصد تحرير الإنسان وإخراجه من ظلمات الجهل وتبعاته الخطيرة، مع بيان أهمية نشر العلم وفضائله الوفيرة على طريق تخريج الإنسان العالم المؤهل لإنجاز حضارة انسانية راشدة يسعد فيها الذكر والأنثى، يؤدي فيها كل واحد منهما دوره الاستخلافي التعميري المطلوب على علم بصيرة.

س/ ماهي أهم أهداف المؤتمر ؟

الجواب:-

أ - إقرار نظرة الإسلام الصحيحة إلى هذا المقصد الأسمى في علاقته بالإنسان بعامة وبالمرأة بخاصة، انطلاقا من نصوص قطعية الدلالة والثبوت.

ب- الـتأكيد على أن السبيل إلى الانعتاق الحضاري إنما هو تعميم العملية التعليمية على أبناء المجتمع من غير تمييز بينهم، على أساس أي اعتبار ويتقدمها اعتبار الفوارق الجنسية الضيقة.

ج- التذكير بكيفية وضع خطط تنفيذية تتناسب مع واقع المجتمعات للتصدي لمظاهر الجهل المقيت، والقدوة في خطة النبي الكريم التي جعل فيها ثمن حرية الأسير في غزوة بدر تعليم عشرة من أبناء المسلمين.

د- التشديد على مركزية المرأة في الحركية العلمية للمجتمع، وأثرها الفعال في صنع حضارة التدافع كما شهدت به للبدايات الأولى للنهضة للإسلامية، حيث الحضور المكثف لهذه المرأة، وما قدمته في المجال جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، تصديقا لقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: "إنما النساء شقائق الرجال"، والنماذج في الباب أكثر من أن يستوعبها المقام.

س/ ما أهم مخرجات المؤتمر؟

الجواب:

أ- إن تعليم المرأة في التصور الإسلامي عبادة يتقرب بها إلى الله وتشريع رباني أقرته سنة النبي الكريم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من كانت له جارية فأدبها فأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران".

ب- أن تعليم المرأة هو حماية للمرأة من ظلمات الجهل وانقاذ لها من مظاهر التخلف، وهو كسب شريف تتفيأ ظلاله على أسرتها ومجتمعها وأمتها بل والإنسانية جميعا، بعد اليقين أن كل ما يصدر عن هذه المرأة إنما يكون على علم وبصيرة.

ج- التذكير بالآثار الوخيمة لحرمان المرأة من التعليم وبتبعاته على الفعل التنموي للمجتمع، ذلك لأن نسبة عدد النساء عادة يفوق نسبة عدد الرجال، وعدم تعليم المرأة معناه اسقاطها من المعادة التنموية للمجتمع، وهي خسارة كبيرة يتحملها الجميع.

د- الدعوة إلى ضرورة اشراك المرأة في العملية التعليمية والاستفادة من قدراتها، لأن تغييب المرأة من العملية التعليمة هو افلاس حضاري مبين تتحمله المرأة أولا ثم الأمة ثانيا، فالمرأة الجاهلة أعجز ما تكون على تربية الأجيال والتفقه في الدين، وأبعد ما تكون عن وظيفة الاستخلاف ومهام التعمير.

س/ كلمة أخيرة؟

ج/ مطلب العلم تكليف شرعي أصيل ونزوع فطري سليم، وأول ما نزل من القرآن قول الله تعالى: "إقرأ بسم ربك" وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، وحرمان المرأة من العلم نقض للنص الصحيح ومخالفة للعقل الصريح.

فالحضارة الإسلامية هي الحضارة الوحيدة التي سعدت بتتلمذ الرجال على يد النساء، والنموذج من بيت النبوة ومع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم حيث إن أمنا عائشة رضي الله عنها مثلا قد تخرج على يدها مائة عالم وعالمة وفقيه وفقيهة ما بين رجل وامرأة وعبد وحر، بل إن كبار الصحابة لم يستنكفوا أن يتعلموا على يدها والرجوع إليها في دقائق عليمة حفظتها لنا كتب العلم، وهذه السنة توارثتها عالمات الأمة، فكان أن تخرج على أيديهن علماء كبار من أمثال ابن حزم الأندلسي والسخاوي و والسيوطي...

وعليه فلا قيام ولا نهوض لأمة ونصفها غائب وغارق في ظلمات الجهل، فالأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها كما قال مالك بن نبي، وحرمان المرأة من التعليم ما هو إلا إحياء لفعل الجاهلية في وأدها وهي حية ترزق.. والحمد لله رب العالمين

والجدير بالذكر فإن لجنة الثوابت والفكر الإسلامي هي إحدى لجان الاتحاد الرسمية، والتي تم اعتمدها خلال انعقاد الاجتماع الخامس في الدورة الخامسة لمجلس أمناء الاتحاد في يونيو /حزيران 2022م- بمدينة إسطنبول التركية.

المصدر: المكتب الإعلامي للاتحاد





التالي
الاهتمام بالمولود أساس التنمية البشرية

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع