البحث

التفاصيل

الاهتمام بالمولود أساس التنمية البشرية

الرابط المختصر :

الاهتمام بالمولود أساس التنمية البشرية

الأستاذ بن سالم باهشام

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

"خطبة الجمعة"

عباد الله، لقد استطاعت الحضارة الغربية في العصر الحالي أن تجعل الإنسان يطير في السماء ويزاحم الطيور، ويغوص في أعماق البحار ويزاحم الأسماك والحيتان، ولم تستطع لحد الآن أن تجعله إنسانا يمشي فوق الأرض بأخلاق حميدة، ومعاملات سامية وراقية، وذلك نتيجة رفضها للخضوع لمنهج الله الذي خلق كل شيء وأتقنه ونظمه، قال تعالى في سورة النمل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]

 

عباد الله، إن الحديث اليوم عن حفظ الإنسان، ضرورة إنسانية ومعرفية؛ إذ إننا لأول مرة في التاريخ ، صرنا نناقش ما بعد الإنسانية كنتيجة طبيعية وحتمية لفلسفة «نهاية الإنسان»، وتصاعد هيمنة الآلة، وتركيز الدراسات، أن العالم سيكون أفضل إذا انعدم البشر من على الكوكب؛ هكذا تبشر الدراسات بالحديث عن ما بعد الإنسان، في إطار استمرار فلسفة «النهايات» و«المابعد»، ومن ثم؛ فإن الحديث عن حفظ الإنسان، ضرورة علمية واقعية، وواجب شرعي، ولو تأملنا هذا الإنسان لوجدنا أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الصلبة التي تحفظ الإنسان عن طريق ثلاثة أنواع من الحفظ:

أولا: حفظ الوجود البيولوجي والاستمراري للإنسان بحفظ النوع وحفظ النسل. ومنع اللواط

ثانيا: حفظ الوجود القِيمي والأخلاقي بالتزكية؛ ذلكم أن ماهية الإنسان تتشكل من الوجود البيولوجي، والتخلق القِيمي؛ فالإنسان خَلْق وخُلُق.

ثالثا: حفظ الانتماء البيولوجي بمعرفة الفرع انتسابه لأصل، بحفظ النسب. عن طريق الزواج الشرعي الحلال.

وهذه المقاصد معلومة، لكن التذكير بها واجب، لهذا لابد من إعادة ذكرها والتأكيد على أنها مقاصد لحفظ الإنسان أساسا، وتتجلى أهميتها خصوصا بالنظر للسياق المعاصر، لهذا يجب التركيز على الإنسان كمشروع ناجح يجب الاهتمام به وعنايته.

 

عباد الله، إن من شمول الدين الإسلامي، أنه لم يحصر العبادة في الصلاة والصوم والحج، بل جعل كل عمل يقوم به المسلم ويريد به وجه الله عبادة كذلك، وصدق الله العظيم إذ قال في محكم كتابه من سورة الأنعام: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163]،،

ولقد أولى الإسلام عناية كبرى للإنسان من قبل ولادته إلى بلوغه، وأناط هذه المسؤولية العظيمة، على عاتق الوالدين في وسط مؤسسة الأسرة، روى مسلم في صححيه، عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ فِي بَنِي آدَمَ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ …)، ويبدأ الاهتمام بالمولود من مرحلة سابقه لولادته، وذلك باختيار الزوجة الصالحة، فقد روى البخاري ومسلم، واللفظ له، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال صلى الله عليه وسلم ناصحا ومعلما لمن أراد الزواج: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وهذه هي أعظم هدية يقدمها الأب لأبنائه، هي اختيار أمهم الصالحة، وكذلك بالنسبة للمرأة، عليها أن تختار الزوج المناسب ممن يتقدم لخطبتها، فتحرص على ذي الدين والخلق، فقد قال صلى الله عليه وسلم موجها أولياء النساء فيما رواه الترمذي، وقال : حسن غريب، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِىِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ». قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.). [أخرجه الترمذي (3/395، رقم 1085) وقال: حسن غريب. والطبراني (22/299، رقم 762)، وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (2/330)، والبيهقي (7/82، رقم 13259)]، كما اهتم الإسلام بالولد قبل الحمل، إذ من العناية بالطفل قبل الحمل، الالتزام بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، في حياتنا الزوجية، حيث أمرنا صلى الله عليه وسلم، بقوله فيما رواه البخاري ومسلم: (لو أن أحدکم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا. فإنه إن قدر بينهما ولد لم يضره شيطان). [رواه البخاري (141 و3471 و5165) ومسلم (1434) واللفظ له]

 

عباد الله، لم يقف أمر اهتمام الإسلام عند هذا الحد، بل اهتم بالولد أثناء الحمل كذلك، بحيث إن المسلم ليعجب لعظمة هذا الدين، فهو دين الرحمة والبر، فكما اهتم بالولد قبل خلقه، اهتم به اهتماما بالغا أثناء حمله جنينا في بطن أمه، فقد شرع للمرأة الحامل أن تفطر في رمضان من أجل جنينها، روى الديلمي عن أنس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ستة يفطرون في شهر رمضان: المسافر، والمريض، والحبلى إذا خافت أن تضع ما في بطنها، والمرضع إذا خافت الفساد على ولدها، والشيخ الفاني الذي لا يطيق الصيام، والذي يدركه الجوع والعطش إن هو تركهما مات) [أخرجه الديلمى (2/328 ، 3490)] .

 

عباد الله، بالإضافة إلى الوقاية المادية، التي شرعها الله لحفظ الجنين، ينبغي للأم الحامل أن تدعو الله لجنينها، وتسأل له أن يكون صالحا خيّرا، وأن ينفع الله به والديه وعامة المسلمين، فمن الدعاء المستجاب دعاء الوالد لولده.

 

عباد الله، ومن اهتمام الإسلام بالمولود بعد الولادة، أنه يستحب للوالد أو الولي أمور منها:-

1 – استحباب البشارة والتهنئة عند الولادة، فبمجرد الولادة تزف البشرى للأهل والأقارب. فيدخل السرور على الجميع بهذه المناسبة السارة، وقد قال عز وجل في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الملائكة في سورة هود: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ، وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) [هود: 71]، وقال تعالى في قصة زكريا عليه السلام في سورة آل عمران: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39]، وينبغي على أغلب المسلمين ذكرانا وإناثا إزالة العادات السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية في كل شؤون حياتهم عموما، وفيما يتعلق بالبشارة خصوصا، بحيث إن أغلب الناس لا زالوا متمسکين بعادة جاهلية حاربها الإسلام منذ قرون، والتي هي الاستبشار والفرح بولادة الذكر دون الأنثى، وقد قال الحق عز وجل واصفا أهل هذه الحالة في سورة النحل: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [النحل: 58، 59]، بل قد يبالغ بعض الجهلة في هذا الأمر ويسخط على زوجته لأنها لا تلد إلا البنات، وقد يطلقها من أجل ذلك، مع أن الأمر أولا وأخيرا بید الله عز وجل، لو كان هذا الجاهل يعقل، فهو سبحانه وتعالى الذي يعطي، وهو الذي يمنع، وقد قال عز من قائل في سورة الشورى: (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 49، 50]، أما التهنئة فلم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم نص خاص بها إلا ما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري في صحيحه: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيَدْعُو لَهُمْ) [صحيح البخاري: 5994]، وعن أبي بكر بن المنذر انه قال: روينا عن الحسن البصري (أن رجلا جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام فقال له : يهنيك الفارس، فقال الحسن، وما يدريك. أفارس هو أم حمار؟ فقال الرجل: فکیف نقول ؟ قال:

قل: بورك لك في الموهوب، وشکرت الواهب ورزقت بره، وبلغ أشده) [ابن الجعد في مسنده ج1/ص488 ح3398]

2 – الأذان فی أذن المولود، روى الطبراني وأبو نعيم عن أبى رافع: (أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أذن في أُذن الحسن والحسين حين ولدا وأمر به) [أخرجه الطبراني (1/313، رقم 926)، كنز العمال 46004] والحكمة من ذلك. – أن يكون الأذان وهو متضمن لتعظيم الله والشهادتين، أول ما يطرق سمع المولود، وفي الأذان تحصين للمولود لما للأذان من تأثير على الشيطان في طرده وإبعاده عن هذا المولود الجديد، الذي يحرص لعنه الله على إيذائه وإغوائه، وذلك مصداقا للحديث النبوي الشريف الذي رواه مسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا نُودِىَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ..) [أخرجه مسلم (1/291، رقم 389)]

3 – التحنيك: من السنن التي ينبغي أن تفعل حين استقبال المولود سنة التحنيک ، وهي تليين التمرة بمضغها أو تليينها بطريقة مناسبة فيها المحافظة على الرضيع، و دلک حنك المولود بها وذلك بوضع جزء من التمر اللين على الأصبع النقي، وإدخال الأصبع في فم المولود، ثم تحريكه يمينا وشمالا حركة لطيفة حتى يبلغ الفم كله بالمادة، والتي من الأفضل أن تكون تمرا، وإن لم يوجد فعسلا أو سكرا، وإذا لم يتيسر التمر يحنك بأي مادة حلوة، والسند في ذلك ما رواه البخاري عَنْ أَبِى مُوسَى رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (وُلِدَ لِي غُلاَمٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ) [أخرجه البخاري في “صحيحه” (5467) و (6198)]، ولهذا التحنيك أثر صحي يتحدث عنه الأطباء فيقول أحدهم في مقال له في مجلة الأمة القطرية عدد 50 ما نصه: (والتحنيك بكل المقاييس معجزة نبوية طبية، مكثت البشرية أربعة عشر قرنا من الزمان لكي تعرف الهدف والحكمة من ورائها، فلقد تبین للأطباء أن كل الأطفال الصغار وخاصة حديثي الولادة والرضع ، معرضون للموت لو حدث لهم أحد أمرين: الأمر الاول: إذا نقصت كمية السكر في الدم ، الأمر الثاني: إذا انخفضت درجة حرارة أجسامهم عند التعرض للجو البارد المحيط بهم بل وأوضحت الدراسات الحديثة أن التحنيك ينشط خلايا اللثة، ويعجل ظهور الأسنان في الفم.

4 – التسمية: من حق المولود على الوالد. تسميته باسم حسن. فعَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِىّ،ِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ».). [أخرجه أحمد (4/345 ، رقم 19054) ، والبخاري في الأدب المفرد (ص 284 ، رقم 814)]، والتسمية من حق الأب، وله أن يترك أمر التسمية للأم، وله كذلك أن يوكل أمر تسمية المولود للجد أو الجدة أو غيرهما، وکان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالأسماء الحسنة، وکان من هديه صلى الله عليه وسلم تغییر الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة، فقد غير اسم عاصية بجميلة، روى أبو داود في سننه فقال: (وغیر النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزیر وغفلة وشيطان والحكم وغراب وشهاب . فسماه هشام، وسمى حربا أسلم، وسمى المضطجع المنبحث، وأرض غفرة خضرة ، وشعب الضلالة سماه شعب الهداية، وبنو الزنية سماهم بنو الرشدة)، ومن الإهمال الواقع في هذا المجال، الاستهانة بالأسماء، وتسمية الأبناء بتسمية غير لائقة. کالأسماء ذات المعاني القبيحة، أو أسماء المشهورين من المنحرفين من المغنيين والمغنيات، أو مشاهير الكفار، مع أن تسمية المولود باسم حسن، حق للمولود على وليه، ومن الأخطاء المتعلقة بالتسمية كذلك، تأخير التسمية إلى ما بعد الأسبوع الأول.

5 – العقيقة: وهي الشاة التي تذبح عن المولود يوم السابع من ولادته، للحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه، عن سلمان بن عمار الضبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَعَ الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ الدَّمَ وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى)، والذبيحة سنة مستحبة على القول الراجح من أقوال أهل العلم، أما وقت ذبحها، فهو اليوم السابع من ولادة الطفل، فإن لم يتيسر في اليوم السابع جاز في أي يوم من الأيام ، ويجزئ من الذبيحة ما يجزئ للأضحية، فمن الضان ما لا يقل عمرها عن ستة أشهر، ومن المعز ما لا يقل عن سنة، وأن تكون سليمة من العيوب. ومن الإهمال الواقع في هذه النقطة، ترك ذبح العقيقة عن المولود، مع القدرة عليها ، والعقيقة من هدي المصطفی صلى الله عليه وسلم ، وفي اتباع هديه صلى الله عليه وسلم الخیر کل الخير.

6 – حلق رأس المولود، كان ذكرا أو أنثى، لما في حلق رأس المولود من فوائد کثیرة منها: إن في إزالة شعر رأس المولود تقوية له، وفتحا لمسام الرأس، وتقوية لحاسة البصر، وحاسة الشم، وحاسة السمع، وفي التصدق بوزن شعر المولود فضة أو ذهبا فوائد ظاهرة وواضحة، روى البيهقي في السنن الكبرى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: (وَزَنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَرَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَزَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ فَتَصَدَّقَتْ بِزِنَةِ ذَلِكَ فِضَّةً) [البيهقي في سننه الكبرى ج9/ص299 ح19052].

7 – الختان: و هو قطع القلفة ( أي الجلدة) التي تحيط برأس الذکر، روى البخاري في صحيحه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أن النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : ( الْفِطْرَةُ خَمْسٌ ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : الْخِتَانُ وَالاِسْتِحْدَادُ ، وَنَتْفُ الإِبْطِ وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ) [رواه البخارى (5/2209 ، رقم 5550)]، ومن العادات المخالفة للهدي النبوي والذي كان ساريا عند بعض القبائل، تأخیر الختان إلى البلوغ.

 

ونظرا لأهمية فترة الطفولة إذ عليها يقوم بناء الإنسان في كل مراحل حياته، فإنه من واجبات الأبوين نحو مواليدهم

1 – يجب تربيتهم تربية إسلامية، لأن الله تعالى فطرهم على الإسلام.

2 – يؤمر الطفل من قبل أبويه بالصلاة وهو في سن السابعة. كما ورد في الحديث.

3 – يجب تعريفه أحكام الحلال والحرام عند بلوغه سن التكليف.

4 – يجب تربيته على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن والعمل بالسنة المطهرة.

5 – تعليمه التوحيد، والسيرة النبوية، وغرس التقوى والعبودية ومراقبة الله في قلبه، والرحمة والأخوة والإيثار والعفو.

6 – يجب تحذيره من الكذب والسرقة والخصام والسباب والميوعة والانحلال.

7 – يجب نهيه عن التقليد الأعمى للآخرين، فيما يخالف تعاليم الإسلام، وعن الإسراف، وعن استماع الغناء الماجن، وعن التخنث والتشبه بالنساء، والاختلاط المحرم، والنظر إلى محارم الناس.

8 – يجب نهي البنت عن التبرج والاختلاط بغير محارمها والتشبه بالرجال، كما يجب تعليمها العفاف والاحتشام، وما يجب عليها أن تعمله فيما يرضي الله.

9 – يجب الابتعاد عن جليس السوء، فإنه هو المؤثر الأول في حياة الطفل.

10- أمرهم بمراعاة حقوق الأبوين، والأرحام، والجيران، والمعلم والرفيق، والكبير والصغير. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.





السابق
المكتب الإعلامي يحاور د. نزيهة أمعاريج حول مؤتمر "شروط النهوض الحضاري - تعليم المرأة نموذجا"

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع