الرابط المختصر :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه
وبعد:
فإن الناظر في واقعنا ومجتمعنا والمراقب لما يتعامل به بنو الانسان، لا سيما المسلمين قد انجرفوا وانحرفوا وراء ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف مسمياتها
ترى أحيانآ عادة غير محمودة بل مذمومة ممقوتة وهي: اننا نجد من يضع صورة الأم الكريمة الفاضلة عند وفاتها او مرضها على الفيس وغيره بهئية لا تليق بكرامة الأم ومكانتها واحترامها وتوقيرها، او تجد من يضع صورتها وهو يقبل يدها او رأسها او يطعمها او يسقيها، اقول: هذه الصور اخي الفاضل احتفظ بها لنفسك ولا تُرائي بها وتكذب بها على نفسك وامك والآخرين، هذا فضلاً عن عدم جواز وضعها ونشرها بدايةً، فالنحرص كل الحرص أن نحافظ على امهاتنا الآتي أمرنا الله تعالى بسترهنّ والعناية بهنّ ورعايتهنّ وبرهنّ
وبالمقابل هناك ايضاً من يضع صورة الأباء الفضلاء على وسائل التواصل الاجتماعي في حال مرضهم او وضعهم على سرير الشفاء وهم مثخنون بالاوجاع والآلام واللباس المبتذل، فإن كنتم ايّها الأبناء لا بد فاعلين ذلك لتكسبوا دعاء الناس لهم بالشفاء او الرحمة او المغفرة، فضعوا صوراً مقبولة يتبين فيها الحشمة والهَيبة والوقار بما يليق بآبائنا ومكانتهم ومنزلتهم في نفوسنا ونفوس الآخرين.
والخطأ الكارثه، الذي إن كنّا ندركه فهي مصيبة، وإن كنّا لا ندركة فالمصيبة اكبر هو: ما تقوم به بعض الفتيات بوضع ونشر ونثر صورهنّ على وسائل التواصل الاجتماعي متبرجاتٍ بزينة بشتى انواعها وتفاصيلها وحرمتها، مؤذنة لكل الناس ينظر اليها ويُمتعوا ابصارهم وافئدتهم فيها غير آبهين بالحرمة والاثم والمعصة وما قد تحدثه هذه الصور من فسادٍ أخلاقي ودينيٍ واجتماعيّ وما تتسبب به من مشكلات...
وأنا هنا اسأل واتساءل ما غايتك ايتها الفتاة وما هدفك من نشر صورك على هذه المواقع الخبيثة الخطيرة؟
أمات الحياء من قلوبكنّ؟
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الحياء شعبة من الايمان)
أما تراعي لله حرمة؟
وأكثر ما يحدث من نشر صور المناسبات من اعراسٍ او تخريجٍ من الجامعات او احتفالاتٍ عامةٍ وخاصةٍ او رحلات وتنزهات وغيرها ...
والمصيبة والطامّةُ الكبرى عندما تجد ابويها او اخوتها يعلقون لها بالتهنئة والتبريك وهم ينظرون إلى تلك الصورة التي فيها ما فيها من منكرات ومحرمات
والأمَرُ من ذلك أن تلتقط الفتاة او المرأة صوراً لها مع زملاء العمل او الدراسة او الاقارب من الشباب وتنثرها على الفيس وغيره وتكتب عباراتٍ وكلماتٍ ما انزل الله بها من سلطان بحجة انه زميل العمل او صديق الأسرة او ابن عمّها وكأنهم محارمها بلا حياء ولا خجل.
( تسلم ابن العم ... تسلمي يا غاليه أنتم في القلب ...)
ضاربة المرأة مشاعر اهلها وإخوانها وقبل ذلك الدين عرض الحائط)
وتتوالى الأخطاء والنكسات والنكبات حتى تصل إلى درجة (جائحة) عندما ترى الزوج يضع صورته وزوجته على الفيس كذلك بحركة او وقفة يستحي من في قلبة ذرة من إيمان ان ينظر اليها مهنياً زوجته بعيد ميلادها او ذكرى زواجهما بكلمات جميلة لطيفة رقيقة منمقة،
اخي الحبيب احتفظ بكلماتك هذه الراقية الرنانه وقلها لزوجتك في خدرها لا على الملأ بين الخلق وتغزل بها بما بدا لك...
وانتِ أيتها المرأة الفاضلة استحِ من الله حق الحياء وما تقوليه للرجال من كلام فيه فتنه وحرمة في وسائل التواصل القذره والاصل انه لا يجوز لكِ التواصل معهم، قوليه لزوجك ومحارمك فقط في بيتك ومهجعكِ...
فأنت جوهرة أراد الله لك ألا تكونِ فاتنه ولا مفتونه ...
ايّها الأب الحنون والاخ الكريم والزوج المحب والصديق المعجب، أمامنا وامامكم سؤال لا بد منه أمام رب العزة والجبروت مفاده كيف تقبل على زوجتك وابنتك واختك أن تعرض نفسها ومفاتنها وجسدها للاغيار وينظروا اليها ليل نهار، وتتكلم بكلام لا يحل لك ان تقوله لغير محارمك، اما تخشى الله الواحد القهار.
ايّها الأب والابن والاخ ابشروا بشرى انذار ووعيد فإن الله قد وصفكم بالديوث إن أنتم رضيتم بهذا الفعل المهين
والديوث هو مَن رأى على أهله الخَبَث ورضي به وهذه صفة لا توجد الا عند الخنزير والعياذ بالله وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مُدْمِن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يُقِرّ في أهله الخبث)
هذه الأخطاء ومثلها أخطاء كثيرة يجب علينا أن نربأ بأنفسنا عنها وأن نلتزم شرع ربنا عز وجل ونحافظ على ستر الله علينا الذي يواري سوءاتنا وأن نُجل آباءنا وأمهاتنا وبناتنا واخواتنا ولا نعرضهم على وسائل خبيثةّ لا تعرف لله حرمةً ولا لعرضٍ ستراً ولا كرامة
اللهم أصلح احوالنا وأحوال جميع المسلمين يارب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دكتور أحمد سميرات