ثقافة المغرب الفريدة في تلاوة القرآن الكريم "القراءة الجماعية"
تُعَدُّ القراءة الجماعية للقرآن الكريم في المغرب من السمات الثقافية والتاريخية والدينية الهامة، حيث تستمر هذه العادة وتنتظم عبر عدة عصور، منذ دولة المرابطين، وتحافظ على طرازها المتميز وطابعها العام في مختلف مساجد المغرب.
وتعكس هذه القراءة الجماعية جوانب الهوية المغربية الراسخة وترتبط بتنمية روح الجماعة والتوحيد في القراءة والتعاهد لحفظ القرآن وعمارة المساجد بذكر الله سبحانه وتعالى.
ومن المثير للإعجاب أن القراءة الجماعية كانت أحد العوامل الهامة التي ساعدت في تحقيق النجاح المتميز عند المغاربة في الحفظ والتحصيل.. وتجسد هذا التميز في مقولة شائعة بين الناس تقول: "القرآن نزل في الحجاز، ورتل وجود بمصر، وحفظ بالمغرب، وخُططت مصاحفه في تركيا".
وتعتبر القراءة الجماعية للقرآن الكريم في المغرب عاملاً مهماً في حفظ القرآن وتحصيله، وتتميز بالإيقاع والتناغم في الصوت، ما يجعلها تجربة ممتعة ومؤثرة للجميع. ويساعد الأفراد على تحسين مهارات القراءة والتلاوة، وعلى الحفظ الجيد والمراجعة الدائمة للآيات القرآنية.
ومع ذلك يوجد بعض الناشئين الذين يرون أن هذه القراءة الجماعية هي بدعة ومخالفة للسنة، ومن المحدثات في الدين، التي لم تكن على عهد النبوة والعصور الفاضلة.
ويجيب العلامة أحمد الريسوني على هذا الرأي بأن في الشرع عبادات منظمة وأخرى غير منظمة، وأن العبادات المنظمة تم تفصيلها في القرآن والسنة، ولا يمكن الإضافة أو التبديل أو التغيير فيها، مثل الصلاة وكيفيتها وعدد ركعاتها وأوقاتها، بينما العبادات الغير منظمة حث عليها القرآن والسنة، دون التنصيص على كيفية تنفيذها بالتفصيل مثل الذكر والدعاء، ومنها قراءة القران الكريم.
وبناءً على ذلك، يمكن القول بأن القراءة الجماعية للقرآن فكرة جيدة وحميدة، لتنمية مهارات الحفظ والتحصيل لدى المغاربة وتدخل في فئة العبادات الغير منتظمة، التي يمكن أداؤها بكل الأشكال اللائقة. وهي في ذلك مثل تخطيط المصاحف، وإحداث أنظمة ومؤسسات للوقف، وهيئات متعددة للذكر.
وقد بدأت القراءة الجماعية للقرآن الكريم تمتد وتتوسع حتى في صفوف النساء والفتيات.
المصدر: الاتحاد