هيومن رايتس ووتش: المهرجانات الهندوسية تحرض على مزيد من العنف ضد المسلمين
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي الحاكم في الهند باللجوء إلى “استخدم المهرجانات الهندوسية بشكل متزايد لحشد الناخبين ما يؤدي لزيادة العنف ضد الأقليات المسلمة”، داعية السلطات إلى التحقيق في الانتهاكات ومحاسبة الجناة.
وأدانت المنظمة في تقريرها الذي أصدرته، أمس الأربعاء، مشاهد العنف والتحريض على المسلمين التي أصبحت تشهدها المهرجانات الهندوسية بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن رغبة الهند بأن تصبح دولة رائدة عالميًا لن تتحقق إلا بعد وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان.
وكشفت المنظمة الحقوقية العالمية بأن ما يشجع المتظاهرين الهندوس على العنف ضد المسلمين هو “شعورهم بالحماية السياسية التي تمنحهم الإفلات من العقاب”، في إشارة إلى حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم كراعٍ لاستمرار تلك الانتهاكات.
واستعرضت المنظمة الحقوقية العالمية أمثلة على مهرجانات هندوسية عدة شهدت انتهاكات ضد المسلمين، والتي كان آخرها مهرجان “رام نافام” الهندوسي، الذي تزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك، حيث لوّح الهندوس بأسلحتهم ورددوا شعارات معادية للمسلمين عند مرورهم بالأحياء المسلمة.
واستنكرت “هيومن رايتس ووتش” أعمال العنف الطائفية التي اندلعت في ولاية بيهار شرقي البلاد الأسبوع الماضي، وأسفرت عن جرح واعتقال العشرات، حيث أضرم حشد من الهندوس النيران في مدرسة العزيزية التي يعود تأسيسها لأكثر من قرن.
وعلّق مدير هيومن رايتس ووتش في ألمانيا فينزيل ميهاوسكي، بتغريدة عبر حسابه في تويتر على أحداث العنف الهندوسي التي شهدتها ولاية بيهار قائلًا “على السلطات محاسبة الجناة المسؤولين”.
وقالت المنظمة الحقوقية “السجلات أظهرت أن المسلمين عادة ما يكونون مستهدفين ظلمًا من قبل السلطات”، مستشهدة بامتناع أجهزة حزب بهاراتيا جاناتا عن ردع التحريض والاعتداءات الهندوسية، ومعاقبة المسلمين المستهدَفين بدلًا من ذلك من خلال هدم ممتلكاتهم أو اعتقالهم أو جلدهم أمام العامة.
وأضافت “على جميع الأصعدة، اعتمدت حكومات حزب بهاراتيا جاناتا على قوانين وسياسات تمييزية تستهدف الأقليات الدينية، ويدلي قادة تلك الحكومات بتصريحات مناهضة للأقليات بشكل متكرر، ويشمل ذلك التحريض على العنف”.
ووصفت “هيومن رايتس ووتش” الهند بدولة ذات “حكم استبدادي” نظرًا لمظاهر العنف المتزايدة ضد الأقليات، وقمع المدنيين المسلمين.
وخلص تقرير المنظمة الحقوقية العالمية إلى أن الهند تسعى لتعزيز أوراق اعتمادها الديمقراطية لرفع مكانتها على المسرح الدولي، لكن العنف المتزايد ضد الأقليات وقمع المجتمع المدني يحمل الكثير من بصمات الحكم الاستبدادي.
وصفت منظمة التعاون الإسلامي العالمية الأحداث الأخيرة بأنها “مظهر حي لتصاعد الإسلاموفوبيا والاستهداف المنهجي للمجتمع المسلم في الهند”، فيما ردت وزارة الخارجية الهندية على بيان منظمة التعاون الإسلامي بأنه “مثال آخر على عقليتهم المجتمعية وأجندتهم المعادية للهند”.
كما لقي تقرير المنظمة الحقوقية العالمية رواجًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد نشطاء ومتفاعلون بأن الإسلاموفوبيا في تصاعد غير مسبوق في الهند، وغرد أحدهم “لا يليق بناريندرا مودي بأن يكون زعيمًا عالميًا. يمكن أن يصبح فقط زعيم حزب المجتمع الهندوسي بهاراتيا جاناتا”.
المصدر: مواقع إلكترونية