نبذة عن سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله
بقلم: محمد وثيق الندوي
استأثرت رحمة الله بالعالم الرباني الجليل والمفكر الإسلامي العظيم الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء ظهر يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك ١٤٤٤ه المصادف ١٣من أبريل ٢٠٢٣م وإن وفاته خسارة لا تعوض، وثلمة واسعة لاتسد.
الاسم: محمد الرابع الحسني الندوي.
والده: رشيد أحمد بن خليل الدين الحسني.
تاريخ الولادة: 6 جمادى الأولى/ عام 1348هـ المصادف 2/ أكتوبر عام 1929م.
أسرته: ولد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في أسرة الأشراف الحسنيين التي انتقل جدُّها إلى الهند في ا لقرن السادس الهجري، واستوطنت في شمالي الهند، ثم أقامت في رائ بريلي في عهد الإمبراطور المغولي أورنج زيب عالمكير (م1118هـ) وقد انتقل إلى هذه المنطقة العالم الرباني الشيخ علم الله الحسني (م1096هـ) الذي كان من مسترشدي العالم الرباني الكبير السيد آدم البنوري (م1053هـ) من كبار خلفاء الإمام أحمد السرهندي، وقد عرفت هذه المنطقة بعد إقامة الشيخ علم الله بـ "دائرة الشاه علم الله الحسني". وفي اللغة العامة باسم "تكية الشاه علم الله"، والتكية معناها: الزاوية، أو تكيه كلان، أي الزاوية الكبرى، لأنه توجد في رائ بريلي زاوية أخرى تعرف بتكية الشيخ عبد الشكور وهي أيضاً واقعة على شاطئ نهر سائ، مثل تكية الشاه علم الله، وفي كتب التاريخ أن الشاه علم الله كان يريد الهجرة إلى الحجاز، لكن الشيخ عبد الشكور الذي كان من الرجال المعروفين في رائ بريلي أبدى رغبته بأن يقيم الشيخ في هذه المنطقة للدعوة والإرشاد، وامتثالاً لرغبته استوطن الشيخ علم الله هذه القرية، وبنى مسجداً كبيراً مربعاً ومنزلاً صغيراً على تل كبير.
أنجبت أسرته كبار الصالحين والأئمة المجتهدين والمجاهدين، كانوا على صلة بمشايخ أسرة الإمام السرهندي، والإمام الشيخ ولي الله الدهلوي، وتولوا مهمة الدعوة والإصلاح والإرشاد في عصورهم، كان في مقدمتهم الداعية المجاهد الكبير الإمام أحمد بن عرفان الشهيد الذي قام بحركة الإرشاد والتربية ثم الجهاد، وذلك في القرن الثالث عشر الهجري في مناطق من شبه القارة الهندية، فكان لها تأثير واسع ومديد في أطراف الهند لا تزال آثارها ملموسة، وكان في هذه الأسرة الشيخ ضياء النبي الحسني (م١٣٢٦هـ) الذي استرشد به خلق كبير عن طريق الشيخ محمد أمين النصير آبادي الذي تاب على يده ألوف من سكان المدن المجاورة لرائ بريلي، والشيخ ضياء النبي الحسني هو جد الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي من جهة الأم.
نشأ الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في بيت العلم والصلاح، فقد كانت والدته السيدة أمة العزيز شقيقة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وبنت السيدة الصالحة خير النساء والدة الشيخ أبي الحسن الندوي، وهي بنت الشيخ ضياء النبي، فنال رعاية والدته الصالحة وجدته الصالحة، ثم انتقل إلى لكهنؤ بعد التعليم الابتدائي، فنال رعاية خاليه الدكتور عبد العلي الحسني، والشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، وتتلمذ على خاله الشيخ أبي الحسن الحسني الندوي، وقرأ عليه كتب الأدب واللغة والعلوم الشرعية، ثم التحق بجامعة ندوة العلماء، واستفاد من كبار الأساتذة في عصره، وتخرج في عام ١٩٤٨م،كما استفاد من مشايخ عصره، في مقدمتهم الشيخ عبد القادر الرائيبوري، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، وكان منهم شيخ الإسلام الشيخ حسين أحمد المدني.
وفي عام ١٩٤٩م عين في دار العلوم لندوة العلماء كمدرس مادة اللغة العربية وآدابها.
ولازم صحبة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في رحلاته، فسافر معه إلى الحجاز في عام ١٩٥٠م، وأقام أكثر من سنة قضاها في الدعوة وكسب العلم من مناهل العلم والمعرفة فيه، ثم عاد إلى لكهنؤ وعين أستاذاً مساعداً للأدب العربي في دار العلوم لندوة العلماء في عام ١٩٥٢م.
وفي عام ١٩٥٥م عين رئيس قسم الأدب العربي في جامعة ندوة العلماء.
وفي عام ١٩٧٠م اختير عميد كلية اللغة العربية وآدابها بجامعة ندوة العلماء.
و في عام ١٩٣٣م عين مديراً لدار العلوم لندوة العلماء بعد وفاة مديرها في ذلك الحين الشيخ محب الله الندوي اللاري.
وفي عام ١٩٩٨م عين نائب رئيس ندوة العلماء.
وعين في ٣/ يناير من عام ٢٠٠٠م رئيساً عاماً لندوة العلماء بعد وفاة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في ٣١/ ديسمبر من عام ١٩٩٩م.
وفي عام ٢٠٠٣م اختير رئيساً لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند بعد وفاة رئيسها القاضي مجاهد الإسلام القاسمي في عام ٢٠٠٢م.
وبعد وفاة الشيخ الندوي عين نائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها لشبه القارة الهندية وبعد وفاة رئيسها الدكتور عبد القدوس أبو صالح انتخب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية عام ٢٠٢٢م.
وأصدر الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في عام ١٩٥٩م صحيفة "الرائد" وهي صحيفة عربية نصف شهرية، لا تزال تصدر من ندوة العلماء بجانب مجلة "البعث الإسلامي" التي أصدرها الشيخ محمد الحسني بتعاون الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي، وأثرى الشيخ محمد الرابع الندوي هذه الصحيفة بمقالاته القيمة، الأدبية والإصلاحية. وكان يشرف الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي على المجلات الصادرة من ندوة العلماء: " تعمير حيات" (الأردية) و"سجا راهي" بالهندية( الرائد الصادق) و مجلة إنجليزية "The Fragrance of East".
المشاركة العلمية:
شارك في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات والملتقيات الأدبية والعلمية على المستوى المحلي والعالمي والدولي، وقدم بحوثاً ومقالات نشرت بعضها في كتيبات وبعضها في المجلات والصحف الوطنية والعالمية. منها: اسطنبول، القاهرة، عمان، لاهور، تشاكانج، مكة المكرمة، أوكسفورد، الرياض، المدينة المنورة.
الرحلات العلمية:
زار عدداً من بلدان أوربا وآسيا وإفريقيا مثل بلاد الحرمين الشريفين، وتونس، والجزائر، وتركيا، وبلاد ما وراء النهر، ودول الخليج، وجمهورية مصر العربية ، وجمهورية اليمن العربية ، والكويت، والإمارات العربية المتحدة ، والمملكة الأردنية الهاشمية، وسوريا، ولبنان، وإيران، والعراق، واليمن، وباكستان ، وبنجلاديش ، ونيبال وماليزيا، واليابان، وبريطانيا، وأمريكا، وأفريقيا الجنوبية، و زار فيها الجامعات و المدارس، و حضر الندوات و اللقاءات الأدبية و العلمية . وتقديراً لأعماله في خدمة اللغة العربية منحه رئيس جمهورية الهند الجائزة التقديرية في عام ١٩٨٢م ومنحه المجلس الهندي لأترابرديش الجائزة التقديرية تقديراً لخدماته في مجال الأدب العربي، وكذلك منحته مكتبة رضا برامفور بولاية أترابراديش.
مكانته في المؤسسات والجمعيات:
١ـ الرئيس العام لندوة العلماء، لكناؤ.
٢ـ رئيس هيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند.
٣ـ رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
٤ـ رئيس المجمع الإسلامي العلمي ، ندوة العلماء لكناؤ .
٥ـ رئيس مجلس الصحافة والنشر لندوة العلماء، لكناؤ.
٦ـ رئيس مجلس التعليم الديني لأترابراديش، الهند.
٧ـ رئيس دار عرفات برائي بريلي، الهند
٨ـ رئيس حركة رسالة الإنسانية لعموم الهند.
٩ـ رئيس جمعية الشيخ عبد الباري الندوي، لكناؤ
١٠ـ العضو المؤسس لرابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة.
١١ـ عضو مجمع أبي الكلام آزاد لكناؤ .
١٢ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار العلوم ديوبند.
١٣ـ عضو الهيئة الاستشارية لجامعة علي جراه الإسلامية.
١٤ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار المصنفين، أعظم جراه.
١٥ـ عضو مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد، بريطانيا .
١٦ـ عضو الهيئة الاستشارية لدار العلوم بستي .
١٧ـ المشرف الأعلى على أكاديمية الشيخ أبي الحسن علي الندوي، بهتكل، الهند.
١٨ـ المشرف الأعلى على جمعية الشيخ محمد الثاني الحسني التذكارية، رائي بريلي.
١٩ـ يرأس عدداً كبيراً من المدارس والمراكز التعليمية الإسلامية.
مؤلفاته العربية:
١ـ قيمة الأمة الإسلامية ومنجزاتها.(بالعربية والأردية)
٢ـ مقالات في التربية والتعليم. (بالعربية والأردية)
٣ـ منثورات من أدب العرب.(بالعربية)
٤ـ الأدب العربي بين عرض ونقد. (بالعربية)
٥ـ تاريخ الأدب العربي (العصر الإسلامي) (بالعربية)
٦ـ الأدب الإسلامي وصلته بالحياة. (بالعربية)
٧ ـ الأدب الإسلامي فكرته ومنهاجه. (بالعربية)
٨ ـ رسائل الأعلام. (بالعربية)
٩ ـ معلم الإنشاء (الجزء الثالث) (بالعربية والأردية)
١٠ ـ مختار الشعر (الجزء الثاني) (العربية)
١١ ـ أضواء على الأدب الإسلامي. (بالعربية والأردية)
١٢ ـ العالم الإسلامي قضايا وحلول.(العربية)
١٣ ـ في ظلال السيرة النبوية على صاحبها ألف ألف تحية وسلام. (بالعربية والأردية)
١٤ـ أضواء على الفقه الإسلامي.(العربية)
١٥ ـ رسالة المناسبات الإسلامية.(العربية)
١٦ ـ الغزل الأردي ومحاوره.(العربية)
١٧ ـ بين التصوف والحياة ( تعريب لكتاب أردي ألفه الشيخ عبد الباري الندوي)
١٨ ـ الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي شخصية صنعت التاريخ. (بالعربية والأردية)
١٩ـ سراجاً منيراً سيرة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم. (بالعربية والأردية والإنجليزية والهندية)
٢٠ـ الهداية القرآنية سفينة نجاة للإنسانية. (بالعربية والأردية والهندية)
٢١ ـ في وطن الإمام البخاري
وللشيخ محمد الرابع الحسني الندوي مقالات وبحوث علمية كثيرة منشورة في المجلات والصحف المحلية والعالمية.
رحمه الله رحمة واسعة وأنزل عليه شآبيب رحمته وغفر له وأسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.