الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو للحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أهلها بموجب الفرائض الشرعية ويحذر من التفريط في ذلك،
ويؤكد على حرمة الشهر المبارك والأرواح البريئة
ويدعو الاتحاد إخوانه في السودان للحفاظ على وحدة كلمتهم وقطع الطريق على شياطين الإنس والجن الذين يوقعون العداوة بين المسلمين، لعودة السودان كواحة للأمان وداعمة لقضايا المسلمين في كل مكان...
نصّ البيان:-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فإن الله تعالى يقول: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الأنفال 25. وبالنظر للأحداث الجارية في السودان والتي راح ضحيتها عدد لا يستهان به من الأبرياء، وسفكت فيها دماء عزيزة، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يبدي أسفه لهذه الأحداث المؤلمة، حيث لم يراع مثيرو هذه الفتنة حرمة الشهر المبارك ولا الليالي الفاضلة، ولا حرمة الدماء الزكية والأنفس البريئة، ويؤكد على أمور شرعية واضحة:
أولها: أن القتال بين المسلمين الأصل فيه التحريم، والواجب اجتناب ذلك والحذر منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا بعدي كفارا ً يضرب بعضكم رقاب بعض)، وقوله: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) وشأن دم المسلم عند الله.
ثانيها: أن الحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أهلها وأمنهم من الفرائض الشرعية، ولا يجوز التفريط في شيء من ذلك؛ وقد قال سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...} آل عمران 103. وكل من سعى لتمزيق وحدة البلاد أو إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس تحت دعاوى عنصرية أو قبلية فهو آثم عاص لله ورسوله.
ثالثها: نوجه الخطاب للمتقاتلين بأن القتال تحت راية عِمِية من كبائر الذنوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن قاتل تحت راية عُمَّيَّةٍ، يَغضَب ُ لِعَصَبَة، أو يَدْعُو إلى عَصَبةٍ، أو يَنْصُر ُ عَصَبةً، فَقُتِل، فَقِتلة ٌ جاهليةٌ، ومن خرج على أمتي يضرب ُ بَرها وفاجرها ولا يَنحاش ُ من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد ٍ عهده، فليس مني، ولست ُ منه) رواه مسلم.
رابعها: لا بد أن نذكر من يقاتلون تحت راية (حميدتي) بأن صاحبهم هذا قد دفعهم لتلك المهلكة التي توبق دنياهم وآخرتهم استجابة لشهوته في المُلك، وقد وضع يده في يد أحزاب يسارية عميلة كارهة للدين، حيث وقَّع على الاتفاق الإطاري الذي يُقصي الدين ويمكن لأعدائه رغبة في إرضاء الأجانب الذين يأتمر بأمرهم، ولتمكين تلك الأحزاب التي لا تمثل إلا نفسها من حكم أهل السودان وفق رؤاهم الغريبة عن معتقدات الناس؛ فلا تكونوا وقودا ً لتلك الحرب، ولا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم.
خامسها: على الجيش السوداني أن يسعى في حسم هذه المعركة بأقل ما يمكن من الخسائر البشرية والمادية؛ فالله لا يحب الفساد، وعلى العقلاء وأهل الرأي في السودان والعالم الإسلامي أن يسعوا في وأد هذه الفتنة؛ قياما ً بحق الأخوة وحرصا ً على مصلحة المسلمين.
سادسها: نوصي إخواننا في السودان بأن يحرصوا على وحدة كلمتهم ودوام ألفتهم، وأن يقطعوا الطريق على شياطين الإنس والجن ممن يوقعون العداوة والبغضاء بين المسلمين؛ حتى تعود السودان -بإذن الله- كما كانت واحة للأمان وداعمة لقضايا المسلمين في كل مكان، والله تعالى الموفق والمستعان.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف21.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الإثنين: 26 رمضان 1444هـ
الموافق: 17 أبريل 2023
الأمين العام الرئيس
أ. د. علي القره داغي د. سالم سقاف الجفري